البلاد – محمد عمر
جهود كبيرة تبذلها المملكة ودول الخليج في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار باليمن، تمخض عنها تمديد الهدنة لشهرين إضافيين؛ ليتمكن المبعوث الأممي لليمن من فتح طريق تعز لحركة وتنقل الآف المدنيين على هذا المعبر المهم للحياة اليومية والمعيشية للإنسان اليمني، وهو جهد لم يكن ليتحقق لولا العمل المضني الذي ظلت تقوم به المملكة تجاه شقيقتها بقيادتها لتحالف دعم الشرعية وإطلاقها للعديد من المبادرات المهمة لتحقيق السلام واستضافتها للمشاورات اليمنية في الرياض.
وقدرت دول العالم مجتمعة الجهود الخليجية بقيادة المملكة؛ من أجل الوصول إلى يمن آمن مستقر، لرفع المعاناة عن الشعب اليمني لدعم الجوانب الإنسانية والاقتصادية والتنموية، بينما شدد مدير عام مكتب الإعلام في محافظة صعدة مبروك المسمري على أهمية الدور الذي تقوم به المملكة ودول الخليج، ما جعل الارتياح الشعبي كبيرًا للقرارات المتخدة مؤخرًا من قبل الأطراف اليمنية بتمديد المهلة، وهيكلة الجيش والأمن، وغيرها من الخطوات التي قام بها مجلس القيادة الرئاسي لمصلحة البلاد؛ إذ ينظر غالبية الشعب إلى هذه القرارات بنظرة تفاؤل وأمل في تجاوز المرحلة الراهنة والوصول باليمن إلى بر الأمان. ويرى المسمرى أن هذه الخطوات والقرارات تأتي كمقدمة ضرورية لإعادة ترتيب المنظومة اليمنية من رئاسة وحكومة وسلطات تشريعية وتنفيذية، مع إصلاح اختلالات المؤسسة العسكرية والأمنية ودمج كل التشكيلات تحت قيادة موحدة ليكون القرار موحدًا. وأضاف: “ننتظر قرارات وخطوات أخرى تساهم في حلحلة المشاكل الاقتصادية التي عصفت بالبلاد خلال الفترة الماضية، وما يهمنا من هذه الخطوات والقرارات أنها تتجه بالبلاد نحو إحلال السلام والاستقرار”. وأشار المسمرى، إلى أن الشعب اليمني يعاني ويلات الحرب والانقسام بسبب انقلاب مليشيا الحوثي على مؤسسات الدولة وحان الوقت لمعالجة الأمر بالشكل الذي يعود بالخير على المواطنين. وتابع: “ما نلاحظه منذ تولي رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، خطوات طيبة وموفقة وجادة تدل على أن القادم سيكون أفضل تحت هذه القيادة المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة والإمارات”.
ودعا مجلس الأمن الدولي، الحوثيين مؤخرًا إلى الفتح الفوري للطرقات في تعز والتوصل لحل سياسي، مرحبًا بتمديد الهدنة في اليمن شهرين إضافيين، لكنه عبّر عن القلق الشديد من التبعات الإنسانية لإغلاق الطرقات في تعز، مثنيًا على الإجراءات التي اتخذتها الجهات في اليمن للحفاظ على الهدنة، كما أعرب المجلس عن أمله في أن تترجم الهدنة المعززة إلى وقف دائم لإطلاق النار وتسوية سياسية شاملة، تحت رعاية الأمم المتحدة، داعيًا الأطراف اليمنية إلى مواصلة مشاركتها مع المبعوث الأممي والتفاوض والتواصل مع بعضها بعضًا بروح الاحترام المتبادل والمصالحة.
وكانت الحكومة اليمنية قد حملت ميليشيا الحوثي مسؤولية تعثر استئناف مفاوضات فتح المعابر والطرقات في تعز برعاية الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمان، التي استؤنفت أمس، وسط تعنت الحوثيين تجاه فتح الطرق في تعز.