حقيقة كلنا شوق لمتابعة كأس العالم 2022 وهي النسخة 22 من البطولة الأكبر التي تقام كل أربع سنوات، تتنافس عليها المنتخبات الوطنية الأعضاء بالفيفا. وستستضيفها قطر في الفترة من 21 نوفمبر إلى 18 ديسمبر المقبل.
ونحن في ذلك نفخر بوصول رياضتنا السعودية إلى هذا المستوى من الرفعة؛ حيث بلغ المنتخب السعودي المونديال للمرة السادسة في تاريخه، بعد أن تصدر مجموعته في التصفيات الآسيوية، وقال وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل: إن التأهل “يؤكد علو كعب كرتنا وتفوقها على مستوى القارة الآسيوية، ودليل على يتميز به اللاعب السعودي من قدرات فنية كبيرة”، وهذا يجعلني أطرح قضية مهمة ينبغي الالتفات لها وهي دورنا لتحقيق المواطنة الحقة والبعد عن التعصب الرياضي؛ حيث الملاحظ تركيز الجمهور وكذلك الإعلاميين على الأندية، وماذا عملت وماذا حدث، وتركهم المحور الأساس الذي به نرفع راية بلادنا عاليا.
نركز على جهود كل ناد والتعصب له. وهذا النادي به فلان وفلان ونرجع ونقول هؤلاء هم أبناء الوطن، وما الأندية إلا مغذٍ لمستقبل كبير ومنتخب نسعد به ونفرح، وأحب أن أوضح.. ما هو التعصب الرياضي. إنه في الحقيقة الحب الأعمى لفريق ما أو لجهة رياضية مُعينة، والكراهية العمياء في كثير من الأحيان للفريق المنافس، وأنصاره، وتمنّي الضرر لكلّ ما يتعلّق بالنادي الخصم؛ فالشخص المتعصب رياضيا يكون مُحبا لنادِيه المُفضَّل محبّةً قوية، تجعله يغفل عن جميع الحقائق، وقد يتنازل عن كثير من مبادئ التعامل مع الآخرين؛ بسبب تعصبه لناديه المُفضل، وهذا من أكبر المصائب.
والتعصب الرياضي بالنسبة للجمهور يكمن في الأنانية، وعدم قبول الرأي الآخر، وعدم تقبل النقد الإيجابي. وهناك أمر مهم وهو نقص الثقافة الرياضية لدى العديد من المُشجعين. وقلة وجود القدوة من الإداريين والرياضيين في الأندية، واللقاءات التي تُثير الغضب والتعصب وهنا كإعلامية أقول: يجب أن نضع كل شيء جانبا، وأن يكون هدفنا الوطن وأبناؤه ورفعته في أي مجال. وصلنا لكأس العالم ووراء هذا الإنجاز قيادة حكيمة تسعى وتبذل من أجل رفعة هذا القطاع ومنافسته عالميا. لنكن وطنيين ونبتعد عن التعصب ويكون شعارنّا منتخبنا الوطني أولا.
Gadir2244@gmail.com