متابعات

حقوق كبار السن.. النظام يحفظ خصوصيتهم

مكة المكرمة – أحمد الأحمدي

أشاد مختصون بنظام حقوق كبير السن ورعايته، لافتين إلى أن النظام سيعزز من حقوق كبار السن، بما يحفظ كرامتهم وخصوصيتهم واستقلاليتهم، ويوفر لهم الرعاية والخدمات. موضحين أنه سيكون إطارًا قانونيًا لتمكينهم من التمتع بكامل الحقوق المكفولة لهم نظامًا، من خلال رعايتهم والاهتمام بهم. وأوضحوا أن هذا القانون يأتي كواجب ظلت المملكة تحرص عليه إيمانًا ووفاءً منها لهذه الفئة، التي ظلت شريكة على مر السنين الماضية، في بناء وخدمة الوطن وتحقيق التنمية المستدامة.


عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة الدكتور محمد بن مطر، قال: لاشك أن كبار السن لهم مكانة عظيمة في الشريعة الإنسانية، وكذلك في الحقائق الإنسانية، ففي الشريعة الإسلامية قول الرسول صلى الله عليه وسلم:” إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المؤمن” وقوله أيضا عليه الصلاة والسلام: ” ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا” لذا فالشريعة الإسلامية فسرت وأجلت دور كبار السن، ففي القرآن الكريم قول الله عز وجل” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما”.

ويضيف الدكتور محمد قائلا: هذا شرح مفصل للمشاعر النفسية التي يجب مراعاتها قبل الأمور المادية المحسوسة، والرسول صلى الله عليه وسلم يوصي بتقدير كبار السن فيقول:” كبروا كبروا، أي قدموا الكبير”، وهنا الإسلام يدعو لتقدير الكبير حتى لو كان من غير المسلمين، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه، نهى عن أخذ الجزية من الكبير، وقال:” أخذتموها منه وهو شاب، فاتركوها له وهو كبير”

ويستطرد الدكتور محمد في حديثه” إن بلادنا قامت عند تأسيسها على الشريعة الإسلامية وتكفلت برعاية كبار السن وتقديرهم وتوقيرهم من خلال القيام بأدوار كثيرة في هذا المجال وما إنشاء هيئة حقوق الإنسان وجمعية حقوق الإنسان إلا انطلاق من اهتمامها بهذا الجانب الإنساني، وباعتباري عضوا في جمعية حقوق الإنسان بفرع منطقة مكة المكرمة ألاحظ عن كثب الدور الكبير والفعال الذي يقوم به المشرف العام على الفرع، سليمان الزايدي الذي يبذل جهودا كبيرة في هذا المجال استشعارا بحجم هذه الأمانة وانطلاقا من مهنيته؛ حيث يشحذ همم الزملاء أعضاء الجمعية ويدعوهم لزيارة دور العجزة وكبار السن التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية؛ للوقوف على أحوال النزلاء من كبار السن ومعرفة مستوى الخدمات المقدمة لهم، وتلمس احتياجاتهم ومتطلباتهم والتوجيه بالعمل على تحقيقها، كما يوجه بتركيز الجمعية على القضايا الحقوقية والإنسانية التي تتعلق بكبار السن وإعطائها الأولوية في إنجازها على بقية قضايا الجمعية لخدمة كبار السن، كما تقوم الجمعية ممثلة في القسم النسوي التابع لها بزيارة العضوات للدور والمؤسسات النسائية للوقوف عن احتياجاتها وتلمس متطلبات النزيلات من كبيرات السن للعمل على تحقيقها والوقوف على مستوى الخدمات المقدمة في هذه الدور النسائية.


رعاية واهتمام
الدكتور عبد المنان ملا معمور أستاذ العلاج النفسي والإرشاد للدراسات العليا بجامعة أم القرى قال: لاشك أن اهتمام هذه الدولة، حفظها الله، بكبار السن ورعايتهم وتقديرهم من الأمور غير المستغربة على مجتمعنا، كما أن التوجيه الكريم بصدور النظام الجديد للعناية بكبار السن يأتي انطلاقا من رؤية 2030؛ لتحديث هذه العناية وتجديد لوائحها وأنظمتها، والقيادة، حفظها الله، تولي الاهتمام بكبار السن عناية خاصة لرعايتهم وتحسين جودة الحياة لهم ورعايتهم من كافة الجوانب الصحية والاقتصادية والنفسية والأمور الحياتية وغيرها، انطلاقا من أهمية تقدير هذه الفئة؛ باعتبارهم ثروة وطنية لهذ البلاد فهم يشكلون خبرة كبيرة وكان لهم الدور الفعال في المشاركة في النهضة التطويرية التي عاشها هذا الوطن في مختلف النواحي. واستطرد بقوله: هذا النظام الخاص بهم يأتي حفظا لحقوقهم وليس منة عليهم وقد تم وضعه بعناية فائقة وفق الحقوق الشرعية والاجتماعية والصحية وكل ما يتعلق بتوفير جودة الحياة لهذه الفئة، خاصة العناية الطبية التي هي أهم ما يحتاجونه في هذا السن، فنجد اليوم أنهم يحظون برعاية طبية فائقة، ومن خلال هذه الخدمة المميزة التي كفلها لهم هذا النظام الجديد، نراهم مقبلين على خير كثير في توفير جودة الحياة لهم سواء؛ الطبية والنفسية والبدنية والاجتماعية، وتحقيق السعادة لهم، فالحمد لله المؤسسات الطبية لدينا، تهتم بكل الفئات؛ كبارا وصغارا، ولكن بصدور هذا النظام أصبح كبار السن يتمتعون بخدمات طبية مميزة تقديرا لدورهم. كما أن هذا النظام مفعل تفعيلا كبيرا، إلى جانب ماهو معمول به الآن من تقديم الرعاية الصحية المنزلية لكبار السن دون تكبيدهم عناء الذهاب للمستشفيات، وتوفير كل ما يحتاجونه، فنجد وزارة الصحة تترجم هذه العناية. والقادم أجمل بعد تطبيق هذا النظام الجديد للعناية بكبار السن؛ لتحقيق كل ما يحتاجونه من حياة كريمة؛ تحقيقا لسعادتهم في حياتهم الأسرية والمجتمعية.


خدمات متميزة
يقول العميد، م. توفيق حسن جوهرجي، عضو مجلس جمعية حقوق الإنسان يأتي صدور هذا النظام انطلاقا من اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله- بحقوق كبار وكبيرات السن وتوفير العيش الرغيد لهم، والخدمات المميزة في جميع مناحي الحياة الصحية والاقتصادية والاجتماعية وخلافها؛ تقديرا واعترافا بدورهم في بناء هذا الوطن، وما قدموه من خدمات لمجتمعهم، حيث أفنوا زهرة شبابهم لخدمة وطنهم ويعدون ثروة وطنية لا تقدر بثمن.
واستطرد جوهرجي قائلا: لقد احتوى النظام الجديد على مختلف الخدمات المميزة التي تقدم لكبار السن لتوفير جودة الحياة لهم. إن ولاة الأمر منذ تأسيس هذا الكيان الكبير، وهم يولون كبار السن عناية خاصة من التقدير والاحترام، ويأتي هذا النظام الجديد ومواده العديدة ومميزاته المتنوعة تتويجا لهذا الاهتمام الكبير الذي توليه الدوله، أعزها الله، لهذه الفئة الغاليه علينا جميعا.


مكان لائق
يقول مدير عام فرع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة سابقا، إحسان بن صالح طيب: سعدنا بقرب صدور وإعلان نظام معاملة كبار وكبيرات السن في إطار اهتمام قيادتنا الرشيدة بهذه الفئة، التي تحظى بكل تقدير واحترام من الدولة وتقدر جهودهم في خدمة الوطن؛ حيث أفنوا أعمارهم وزهرات شبابهم في هذه الخدمة، وكل ما نأمله أن يتضمن هذا النظام كل احتياجات ومتطلبات كبار السن، التي من أبرزها أن تحظى هذه الفئة الغالية بتقدير كافة أفراد المجتمع، وأن يعرفوا قدرهم وجهودهم الكبيرة التي بذلوها إبان زهرة شبابهم، كل منهم حسب مهمته ومهنته، فالإسلام حث على تقدير واحترام كبار السن.
واختتم الطيب حديثه مشيرا الى أنه حسب الإحصائيات والبحوث تبلغ نسبة كبار السن لدينا 6 %.


ثروة غالية
الأخصائية الاجتماعية أريج الينبعاوي قالت: لا شك أن كبار السن هم فئة عمرية بذلت بمجال العمل نصف العمر. ومنهم من انشغل عن عائلته ومجتمعه وذلك لتوفير العيش الكريم لأبنائه.
والآن، وبعد تفرغهم.. يحتاجون للراحة من عناء سنوات العمل، وخلال هذه الفترة يجب وضع مخطط للمرحلة الجديدة؛ سواء من الناحية العائلية أو الصحية أو المجتمعية.
فالعائلة يجب أن تعمل على مساعدته بوضع اقتراحات جديدة له كاتمام الدراسة، أو دراسة أشياء جديدة، وعمل برنامج رياضي صحي له، ووضع خطة منزليه لمتابعة أفراد العائلة الموجودين معه بالمنزل؛ مثل برنامج نقاشي أسبوعي، أو رحلات شهرية أو سنوية.
أما من ناحية المجتمع، فيجب عمل برنامج جماعي مع الأقارب والأصدقاء، أسبوعيا أو شهريا، يكون متجددا، وعمل رحلات سياحية داخلية لممارسة بعض النشاطات فيها مثل المشي أو تسلق الجبال أو الصيد وغيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *