طهران – البلاد
تصاعدت التظاهرات المناهضة لسياسية الملالي في المدن الإيرانية؛ إذ شهدت مدينة عبادان ومدن أخرى في إقليم “عربستان الأهواز” احتجاجات واسعة بدأت منذ أيام واستمرت حتى أمس (الاثنين)، وسط التحاق قبائل عربية تشكل أغلبية سكان المنطقة بالتظاهرات في عبادان، رافعين أعلامًا خاصة بكل قبيلة. وحذر العرب من أبناء القبائل، ومن سكان مدينة عبادان خلال الاحتجاجات قوات الأمن الإيرانية من إطلاق النار على المحتجين. ويشكل العرب أغلبية سكان إقليم “عربستان الأهواز”، حيث ينتمون إلى قبائل بني كعب وبني طرف من طي، وبني تميم وبني أسد والزرقان والباوية والحميد وآل كثير وبني كنانة وخزرج والسواعد وآل بوبالد والهواشم بمختلف فروعهم، وبني خالد وآل فتلة والسوارية. وأوقف المحتجون مراسم الحداد الحكومية في مدينة عبادان يوم الأحد، مرددين هتافات ضد السلطات ومنعوا رجل الدين محسن حيدري آل كثير، ممثل الإقليم في مجلس الخبراء من التحدث، كما نشرت مقاطع فيديو تظهر القوات الخاصة تطلق النار مباشرة على المتظاهرين في الشوارع، ما أجبر المتاجر على الإغلاق وتحويل المظاهرات إلى كر وفر في أزقة مدينة عبادان ثاني أكبر مدينة في الإقليم بعد الأهواز. وبهذا استمرت الاحتجاجات الواسعة بعد نحو أسبوع من انهيار برج “متروبول” في عبادان، وتضامنت معها مدن أخرى في الإقليم من قبيل الأهواز والمُحَمَّرة ومَعشور والعيمدية والصالحية وجزيرة صلبوخ. وامتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى كبوشهر وبندر عباس وشاهين شهر وبعض مناطق العاصمة طهران.
وأظهرت مقاطع فيديو قوات الأمن الإيرانية وهي تواجه المحتجين بالعنف وإطلاق النار، بينما أفادت وسائل إعلام إيرانية باستمرار الاحتجاجات رغم القيود والتشديدات الأمنية، إضافة إلى قطع الإنترنت جنوب غربي البلاد. وخرجت تظاهرات عبادان احتجاجا على تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد. وتجددت التظاهرات الغاضبة في عدة مدن إيرانية، على خلفية انهيار مبنى “متروبول”، ما أدى إلى مقتل نحو 19 شخصاً، فيما لا تزال عشرات الجثث تحت الأنقاض. من جهة ثانية، دعت فرنسا، إيران إلى الوقف الفوري لأعمالها المخالفة للقانون الدولي، حيث أدانت وزارة الخارجية الفرنسية، اختطاف إيران سفينتين يونانيتين في مياه الخليج، فيما عبّر الاتحاد الأوروبي، عن قلقه البالغ بشأن احتجاز إيران سفينتين يونانيتين في مياه الخليج، داعياً طهران إلى خفض التصعيد. وأضاف: “عبّرنا عن قلقنا الشديد للسلطات الإيرانية من هذه الأعمال، وندعو إلى سرعة التوضيح والحل وخفض التصعيد”، مؤكدا أن حرية الملاحة وتدفق التجارة من المبادئ الأساسية التي يدعمها الاتحاد الأوروبي.
