الرياض ـ البلاد
تشارك المملكة اليوم دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي للتصلب اللويحي المتعدد الذي يصادف 30 مايو من كل عام بمنظومة من البرامج التوعوية والتثقيفية تجاه هذا المرض المناعي المزمن، الذي يؤثر بشكل رئيس في الجهاز العصبي المركزي مؤدياً إلى مجموعة متنوعة من الأعراض تتفاوت قوتها وحدتها من شخص إلى آخر، ويتكون من ثلاثة أنواع هي: التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي، والتصلب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي، والتصلب العصبي المتعدد المتقدم الأولي.
ويهدف اليوم العالمي للتصلب اللويحي للتصدي للحواجز الاجتماعية والوصمة التي يمكن أن تترك الأشخاص المصابين يشعرون بالوحدة والعزلة، وبناء المجتمعات التي تدعم وترعى الأشخاص المصابين بالتصلب اللويحي، وتعزيز الرعاية الذاتية والحياة الصحية مع المرض عند الأشخاص المصابين؛ حيث يمكن تشخيص هذا المرض عن طريق الأعراض وربطها بوقت حدوثها وكيفيتها، وتقييم حالة المريض، ومراجعة تاريخه المرضي، والقيام بالفحوصات السريرية، وإجراء بعض التحاليل مثل تحليل الدم، وسحب عينة من السائل الشوكي وتحليلها؛ للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية، وأشعة الرنين المغناطيسي للدماغ، واختبار قياس السيالات العصبية.
وأوضحت استشارية أمراض المناعة العصبية ومديرة برنامج المناعة العصبية في مركز العلوم العصبية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتورة نورة الفغم، أن التصلب اللويحي المتعدد هو مرض مزمن ناتج عن خلل في الجهاز المناعي للإنسان، مما يجعل الخلايا المناعية تقوم بمهاجمة أماكن متعددة في الجهاز العصبي المركزي “الدماغ والحبل الشوكي” وتحديداً مادة المايلين المغلفة للأعصاب.
وأشارت الفغم إلى أن المرض غالباً ما يصيب الفئة العمرية في منتصف العشرين إلى منتصف الثلاثين، وعادةً ما تظهر أعراض المرض على حسب المنطقة المصابة، ومن أهم الأعراض وجود تنميل مستمر، وضعف في حركة الأطراف، وفقدان التوازن، وضبابية الرؤية، منوهةً بأن التشخيص للتصلب اللويحي يتم عن طريق أخذ تفاصيل التاريخ المرضي، والفحص السريري، بالإضافة لإجراء بعض الفحوصات المساندة كصور الرنين المغناطيسي للدماغ. وأوضحت أن التعامل مع التصلب اللويحي في الوقت الحالي أصبح أكثر سهولة من السابق بفضل الثورة العلمية التي أدت إلى وجود خيارات علاجية متعددة وذات فعالية عالية في التحكم بنشاط المرض، مما جعل خيار العيش في حياة طبيعية وصحية ممكناً للمصابين بهذا المرض، مؤكدةً أهمية التشخيص المبكر لحالات التصلب حتى يتمكن الطبيب المعالج من بدء العلاج المناسب؛ لتفادي حدوث أي مضاعفات مستقبلية للمرض.