موسكو – البلاد
قطع وزير الدفاع الروسي ورئيس مجلس الأمن القومي النافذ، بأنه يتعين على موسكو القتال لفترة أطول في أوكرانيا؛ لتحقيق أهداف هجومها الذي دخل شهره الرابع، مؤكداً أن بلاده ستواصل العملية العسكرية الخاصة، حتى تتحقق جميع الأهداف، بغض النظر عن المساعدات الغربية الضخمة لنظام كييف وضغط العقوبات غير المسبوق. وقال الوزير سيرغي شويغو، خلال اجتماع عبر الفيديو مع نظرائه في دول كانت منضوية في الاتحاد السوفييتي السابق وبث التلفزيون مقاطع منه: “إن الجهود الروسية لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين تؤدي بالطبع إلى إبطاء وتيرة الهجوم، لكن هذا الأمر متعمد”.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير، تمكنت كييف بمساعدة من دول الغرب من التصدي لتقدم قوات جارتها في العديد من المناطق، ومنها العاصمة كييف، غير أن روسيا تركّز الآن على تأمين وتوسيع مكاسبها في دونباس والساحل الشرقي الأوكراني. وعلى الرغم من القتال العنيف المستمر منذ ثلاثة أشهر ووقوع خسائر فادحة من الجانبين، لا يتقدم الجيش الروسي إلا بصعوبة بالغة، مما يشير إلى حرب استنزاف طويلة، فيما تتمثل الأهداف المعلنة للكرملين في تأمين المناطق الشرقية التي يتحدث معظم سكانها اللغة الروسية. وتتهم موسكو السلطات الأوكرانية بارتكاب إبادة جماعية مزعومة هناك.
وأكملت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أمس شهرها الثالث، فيما يواصل الجيش الروسي تدمير مواقع البنية التحتية العسكرية الأوكرانية وتصعيد الضغط على قوات حكومة كييف في دونباس بهدف تحرير المنطقة كاملة، في مقابل دعم غربي لكييف بالمال والعتاد العسكري، إضافة إلى فرض العقوبات الاقتصادية الخانقة على موسكو.
من جهته، قال الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، أمس موجها حديثه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: “لقد أخفقت وأصبحنا على حدودك”، متهما روسيا باستخدام القوة العسكرية لتحقيق أهدافها كما فعلت في غروزني والقرم وحلب. وقال ستولتنبرغ: إن العملية العسكرية التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا، قد حطمت السلام في أوروبا، مشيرا إلى أنها قد أحدثت تغييرًا- ليس فقط- للأمن الأوروبي ولكن للنظام العالمي.
وأشار ستولتنبرغ في كلمة له أمام منتدى دافوس، إلى أن الناتو لديه مهمتان أساسيتان في الرد على العدوان الروسي؛ الأولى تقديم الدعم إلى أوكرانيا، والثانية منع تصعيد هذه الحرب، موضحاً أن الناتو وحلفاءه عملوا خلال سنوات عديدة على دعم أوكرانيا.