جدة – البلاد
عاد ميلان إلى المسرح الكبير في كرة القدم الإيطالية، بعد تتويجه بلقب الدوري للمرة الأولى منذ 2011، نافضاً الغبار عن سلسلة من الخيبات.
يُعدّ ميلان من أعظم الأندية في كرة القدم الأوروبية، بعد تتوجيه بلقب دوري الأبطال 7 مرات، لكنه عانى الأمرين في السنوات الـ 10 الأخيرة عندما هيمن يوفنتوس على مشهد “سيري أ”.
كان ميلان المتلألئ في عهد رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلوسكوني رائداً في الابتكارات التكتيكية، مستفيداً من الدعم المالي الكبير لمجموعة برلوسكوني الإعلامية، وقد جذب في فترة المدرب أريغو ساكي أبرز اللاعبين الأجانب؛ تقدّمهم الهداف الهولندي ماركو فان باستن في نهاية الثمانينيات، عندما نال جائزة الكرة الذهبية 3 مرات.
حصد ميلان 5 من ألقابه القارية الـ 7 في حقبة برلوسكوني، بين 1989 و2007، لكن مرحلة الهبوط بدأت منذ تتويجه الأخير في الدوري عام 2011، مع بيع أو اعتزال عدد من نجومه.
استحوذت مجموعة إليوت الأمريكية على النادي عام 2018، عندما أخفق رجل الأعمال الصيني يونغ هونغ لي الذي اشترى النادي اللومباردي من برلوسكوني، بسداد قرض كبير يبلغ 300 مليون يورو، كان قد حصل عليه للمساعدة في تمويل الشراء في العام السابق.
استحواذ جديد
ويقف “روسونيري” على منعطف جديد، مع تكهنات باقتراب مجموعة “إنفستكورب” البحرينية من شراء النادي مقابل مليار يورو.
مع استعداد المالكين الجدد لإنفاق الأموال؛ من أجل تعزيز تشكيلة فريق افتقد لهداف ثابت، قد يرتقي ميلان للعب أدوار قارية بعد حصد لقبه الـ 19 في “سيري أ”.
صحيح أن النجاح القاري كان سمة ميلان منذ ستينيات القرن الماضي، بيد أن لقبه القاري الأخير في دوري الأبطال يعود إلى موسم 2007، فيما ودّع هذا الموسم من دور المجموعات، بعد حلوله الموسم الماضي وصيفاً لجاره إنتر في الدوري، في أفضل مركز له في 10 سنوات.
وكان من المتوقع حسم صفقة استحواذ إنفستكورب مطلع مايو الجاري، بيد أن الرئيس التنفيذي باولو سكاروني تحدّث عن وجود عرضين على الطاولة، مع رغبة من مجموعة “ريدبيرد كابيتال” الأمريكية.
وذكرت تقارير في الصحافة الإيطالية الأسبوع الماضي أن الصفقة بين إليوت وإنفستكورب قد تتعثر، مع رفع المالك الحالي طلباته المالية على خلفية النتائج الجيدة وإمكانية إحراز لقب الدوري.
كتبت “لا غازيتا ديلو سبورت” أن إنفستكورب لن يتزحزح عن السعر المتفق عليه، الذي يعتبرونه في الأصل مبالغاً فيه.
قال سكاروني: “لست على علم بأية مشكلات أو أمور حرجة مع إنفستكورب. لست الشخص المناسب للحديث عن هذا الموضوع، لأني أدير النادي الذي هو موضوع العرض، لذا فهو لا يخصّ ميلان”.
سان سيرو
ومن النقاط الشائكة التي قد تحدّد مصير لحاقه بصفوة الأندية الأوروبية راهناً، خطط ميلان مع جاره إنتر بتطوير ملعبهما التاريخي المشترك “سان سيرو”.
أعلن الناديان في يناير الماضي خطتهما لبناء “كاتدرائية” مشتركة جديدة في المنطقة عينها، وهدم الملعب التاريخي، الذي تملكه مدينة ميلانو، لكن البيروقراطية والخلافات السياسية داخل مجلس المدينة أعاقت الموافقة النهائية.
يجب إجراء مناقشة عامة للحصول على ضوء أخضر من أجل البناء، وفي أي حال سيبقى الملعب الحالي قائماً حتى 2026 على الأقل، عندما يحتضن حفل الافتتاح للألعاب الأولمبية الشتوية.
أثار الناديان إمكانية نقل المشروع إلى ضاحية “سيستو سان جوفاني” الواقعة على بعد محطة قريبة في مترو الأنفاق من كاتدرائية دومو الشهيرة في ميلانو.
وزعم رئيس بلدية المدينة أن بمقدوره ضمان الحصول على موافقة سريعة لبناء الملعب في موقع مصنع سابق. قال روبرتو دي ستيفانو في نيسان: “يمكنني أن أضمن أنه بمجرد اتخاذ القرار، يمكن وضع الحجر الأول في غضون 18 شهراً”. وتابع: “المنطقة المعنية تم هدمها وتنظيفها وهي جاهزة للاستخدام”.