تم تأجيل جميع الأحداث الترفيهية الرياضية الأسبوع الماضي؛ لوفاة الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، بأمر كريم، وبدلاً من تقدير هذا الموقف من قبل إعلامنا، إلا أننا شاهدنا الكثير من النقد غير الموضوعي والضجيج المعتاد، الذي ساهم في تأليب الجماهير بطريقة أشبه بالهذيان بكلام غير منطقي، وتغييب المنطق والعقل فيه بشكل غريب. قد نتجادل (لا أن نهوّل أو نتحلطم) في الكيفية التي يجب أن يكون عليها جدول الدوري بعد إعادة جدولته، ولكن بأمانة لابد من أن نمتدح عمل الاتحاد السعودي لكرة القدم، في سرعة تجاوبه مع الظروف الطارئة، أو بمعنى أصح إدارة الأزمة في هذا الوقت القصير، وأنا متأكد من حرصهم على الخروج بأقل الأضرار، ولكن المؤسف هو انجراف الكثير من الجماهير خلف عملية تغييب العقل التي مارسها إعلام التعصب، الذي بكل بساطة، أستطيع وصفه بأنه إعلام (يعلم، ولكن لايعمل) تجاه الجماهير التي تناست الظرف الأليم، والتوجيه الكريم لينتشروا بطريقة مزعجة للعين والعقل في طرح نظريات المؤامرة التي لو درسها مخرجو البرامج الوثائقية المتخصصة في نظرية المؤامرة؛ لتمكنوا من إنتاج مواسم متعددة من تلك البرامج، والمضحك المُبكي أن هناك من ينشر تغريدات لبعض اللاعبين الأجانب ذات نفس التلميحات عن عدم رضاهم عن التأجيل بطريقة مؤيدة، بدلاً من التعليق وإفهامهم الظرف الطارئ، وثقافتنا في مثل هذه المواقف، وأن هذه الأزمات تتطلب من الجميع التعامل مع الموقف بطريقة غير اعتيادية. من المحزن مشاهدة قابلية مؤثري التواصل الاجتماعي الذين رغم مستواهم التعليمي والفكري (الظاهر) ينجرفون بطريقة تعزز سلوك إعلاميي التعصب في سبيل المزيد من المتابعات ، والتغريدات، والتعزيز، ولكنه أكثر إثارة للرعب في الطريقة التي يتمكن فيها إعلام التعصب في السيطرة وتغييب عقل المتابع والمشجع الرياضي، ومؤسف ضعف الأصوات المؤثرة في زيادة الوعي، والتوضيح، والتثقيف، ليظهر مجتمعنا الرياضي بهذه الصورة.
بُعد آخر..
سؤال للعاطفي والعقلاني.. هل تشعر بالأسى تجاه فهد المولد ؟