متابعات

كاشفا أسباب ارتفاع درجة الحرارة والغبار.. أستاذ علم بيئة: التغيرات المناخية سبب رئيس للعواصف الربيعية

البلاد ـ مها العواودة

أوضح البروفيسور علي عدنان عشقي المستشار البيئي وأستاذ علم البيئة بكلية علوم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز سابقاً، أن أسباب العواصف الربيعية الترابية على جزيرة العرب التي تشهدها مناطق واسعة في المملكة هذه الأيام متسببة في ارتفاع حاد في الحرارة، وكذلك تكون الغبار.

يرجع لوجود ثلاثة اتجاهات أو أنماط مختلفة للمناخ تحدث سنويا فوق جزيرة العرب، وهي عبارة عن دورات مناخية سنوية ثابتة، ولكن قد تختلف من عام لآخر من حيث قوة اندفاعها وسرعتها، وكذلك قد تختلف بداية هبوبها، وفترة انتهائها من عام لآخر، مشيرا إلى أن هذه الاختلافات كما يوضحها علماء المناخ ناجمة في حقيقة الأمر للتغيرات المناخية، التي تحدث في المناطق الجغرافية المحيطة بجزيرة العرب؛ مثل التغيرات المناخية التي تحدث في شبه القارة الهندية والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وهذه الأنماط المناخية الثلاثة المسيطرة على المناخ في جزيرة العرب، تتمثل في رياح الشمال الصيفية، وهي رياح شمالية تعرف في منطقة الخليج باسم رياح الـ 120 يوما، أو رياح السموم، وعادة ما تكون مثيرة للغبار والأتربة، وتحدث في الفترة ما بين شهري يونيه وسبتمبر. كما أن هناك رياح الشمال الشتوية، وهي عادة ما تبدأ من بداية شهر ديسمبر حتى بداية شهر مارس، وعادة ما يكون مصاحب لها على فترات متقطعة هطول الأمطار خاصة على شمال المملكة.


ورياح الشمال لفصل الربيع، وتبدأ مع فترة الإنقلاب الربيعي Vernal Equinox، الذي يبدأ فلكيا في 21 مارس ولكن النشاط الفعلي لهذه الرياح قد يبدأ مع بداية شهر مارس وتنتهي بنهاية شهر مايو.
مؤكدا أن هذا النوع من الرياح الربيعية يتميز بميزتين، تميزها عن كل من رياح الشمال الصيفية والشتوية، تتمثل هاتان الميزتان في قوتها وشدتها وسرعتها مقارنة برياح الشمال الصيفية والشتوية وأيضا من الميزات الفريدة التي تتميز بها هذه الرياح، هي نشأتها الجغرافية والطرق الجغرافية التي تسلكها؛ حيث تغطي مساحات جغرافية واسعة من نقطة انطلاقها من الصحراء الكبرى، وبالتحديد جنوب غرب جمهورية مصر العربية، وانتهائها في جزيرة العرب. ومن الجدير ذكره أن هذه الرياح قد تتكون في مناطق أخرى في الصحراء الكبرى؛ ليغطي تأثيرها جميع أنحاء القارة الأوروبية خاصة جنوبها.

وتابع “عند نشأة هذه الرياح تتجه شمال غرب لتؤثر على جمهورية مصر العربية، فيما يعرف برياح الخماسين، ثم تتجه شمال شرق لتؤثر على كل من سوريا وفلسطين ولبنان والأردن، ومن ثم تسير جهة الشرق صوب العراق، وفي العادة لا تتمكن هذه الرياح من التغلغل جنوبا في جزيرة العرب صوب هضبة نجد لارتفاع معدلات الضغط الجوي فوق جزيرة العرب في هذه الفترة، وتستمر في هبوبها شرقا حتى العراق؛ حيث تصطدم بجبال زاجروس الإيرانية لترتد إلى الخلف لتصطدم مرة أخرى بجبال الهضبة التركية الشرقية، مؤكدا أن هذا الأمر يعيد توجهها جهة الجنوب أي صوب دول مجلس التعاون الخليج وشرق المملكة العربية السعودية. يذكر أن هذه الرياح تنضغط بين الهضبة التركية والهضبة الإيرانية مما يتسبب في زيادة سرعتها وقوة هبوبها.


وتابع “أثناء هبوبها على العراق تلتقط كميات كبيرة من الطين من البحيرات الطينية الجافة المعروفة باسم المراوح الطينية Alluvial Fans المنتشرة جنوب العراق، وعندما تصل هذه الرياح الربيعية جزيرة العرب تنحصر بين هضبة نجد والدرع العربي من جهة والهضبة الإيرانية من جهة أخرى مما يزيد في سرعتها وقوة اندفاعها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *