البلاد – مها العواودة
بدأت أمس (السبت)، عملية توزيع صناديق الاقتراع على كافة المراكز الانتخابية في لبنان؛ حيث تسلمها رؤساء الأقلام والكتبة تمهيدا لبدء العملية الانتخابية، وذلك تمهيدا لانطلاق انتخابات نيابية شاملة اليوم؛ ينتظر أن تضع مساراً جديداً في بيروت الغارقة في الأزمات الاقتصادية والخلافات السياسية.
ويختار الناخبون اللبنانيون في السباق التشريعي المرتقب 128 نائباً يتوزعون على 15 دائرة انتخابية، وفق قانون انتخابي يعتمد على النسبية على أساس اللوائح المغلقة، مع إعطاء صوت تفضيلي واحد من كل ناخب لمرشح ضمن اللائحة. وأكد المرشح اللبناني عن المقعد السني الدكتور محمد بدرة، أن الواقع المأساوي في لبنان على الصعيد السياسي والاقتصادي والوطني، وتفريغ المؤسسات الدستورية والسيادية لصالح القوى الظلامية والفاسدة، يجعل من صلب واجبات الطائفة السنية المشاركة الكثيفة في الانتخابات تماشياً مع ثقافتها ونهجها وللحد من مشروع الهدم الذي مارسته وتمارسه القوى الظلامية الفاسدة، ولإيصال نخب سياسية تشريعية بدل ترك الساحة لودائع حزب السلاح، مؤكدا أن الطائفة السنية شريك ومكوّن أساسي في لبنان وأبناؤها معاول بناء للدولة القوية العادلة، وهي طائفة تؤمن بدولة القانون وترفض منطق الميليشيات.
ولفت بدره إلى أن السلطة الحاكمة تحاول جاهدة إعادة تدوير نفسها من خلال اعتمادها أساليب الترهيب والترغيب، بينما تحدث حول تهديد حسن نصر الله الذي يستقوى بالسلاح غير الشرعي، قائلاً: “اعتاد نصر الله على اختطاف إرادة اللبنانيين بقوة السلاح الذي صار أداة تخريبية ومهدداً لأمن البلاد والمنطقة”، مشيراً إلى أنه ليس غريباً عليه تهديد الناخب اللبناني، وهو الذي اعتاد على تهديده في أمنه ورزقه ومستقبله من خلال معادلة الفساد مقابل السلاح، التي أنهكت المواطن وتسببت في انهيار البلد، من خلال دعم مجموعات إرهابية تهدد الأمن القومي العربي عامة والخليجي خصوصاً تنفيذاً لأجندة تخريبية يرفضها الجميع، بالإضافة إلى استهداف الأمن الاجتماعي من خلال إغراق المجتمعات العربية بكافة أنواع المخدرات”. وقال المرشح اللبناني في الانتخابات النيابية: “اعتدنا على إفساد السلطة المجرمة لأي شيء جميل في لبنان، وبالتالي لن نتفاجأ في حال قامت السلطة بتزوير الانتخابات والتلاعب بنتائجها لإقصاء من يعارضها في مشروعها الظلامي ولكننا لها بالمرصاد والماكينة الانتخابية مدربة على أكمل وجه ومكونة من متطوعين متعطشين للتغيير”.
وتابع: “أساليب حزب الله في الانتخابات كانت تدفع بحوالي نصف الناخبين لعدم المشاركة في عملية الاقتراع، لكن هذه المرة فطن الجميع لمخططهم الخبيث وجاءت المشاركة مميزة لمنعهم من الجلوس على كراسي الحكم مجدداً، فالجميع يقوم بواجبه الوطني والدستوري لمعاقبة من كان سبباً في بؤسهم وفي دمار بلدهم ونزيد”، موجهة حديثه للبنانيين بالقول: “صوتك سلاح، وعقاب لكل من تسول له نفسه المساس بمقدرات اللبنانيين وأمنهم وأمانهم، ومن فجَّر المرفأ وقتل الأبرياء في منطقة التليل، ونتمنى أن يحذوا الجميع حذو المغتربين الذين أثلجوا صدورنا بمشاركتهم الكثيفة في التصويت، مجاهرين بالصوت العقابي ضد سلطة القرامطة ومؤيدين للرافضين لكل الأحزاب التي عاثت فساداً بالبلاد من خلال إبرام صفقات واتفاقات على حساب الوطن والمواطن”.