الدولية

لبنان تنتخب لوقف عبث “حزب الله”

البلاد – مها العواودة

انطلق قطار التصويت في الانتخابات اللبنانية بأكثر من 40 دولة، إذ أدلى ناخبو الخارج بأصواتهم أمس (الأحد)، وسط دعم كبير للوجوه الجديدة أملاً في الوصول إلى حكومة تتمكن من إيقاف عبث حزب الله في الأراضي اللبنانية، وتفك الارتباط بالمشاريع الخارجية التي تريد إبعاد بيروت عن حضنها العربي.

وتقول الإحصاءات إن 200 ألف لبناني في الخارج يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النيابية الأولى منذ الانهيار المالي في عام 2019 وانفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من 215 شخصاً، في حين سيدلي الناخبون بأصواتهم في الداخل اللبناني يوم 15 مايو الجاري، بينما يتوقع المراقبون أن تصوت أعداد كبيرة من اللبنانيين المقيمين بالخارج لصالح مرشحين من تحالف للنشطاء والمستقلين اكتسب شهرة أثناء احتجاجات 2019 على النخبة الحاكمة التي تتولى السلطة منذ عقود. وكشف وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، أن نسبة الإقبال في دبي بلغت 15 % خلال ساعتين فقط، مبيناً أن نسبة المشاركة في عشر دول أغلبها عربية بلغت نحو 60 %، وهو ما يتفق مع نسبة إقبال المقيمين في الخارج في انتخابات 2018. ويحاول حزب الله توظيف كل أسلحته لضمان الدوائر الانتخابية، بينما تقف الكتل السنية في وجهه لإيقاف إجرامه ودعمه للإرهاب واستعادة الدولة من قبضته عبر صناديق الاقتراع، لذلك جاءت المشاركة السنية في الانتخابات ضد رغبة الحريري ولمصلحة انتزاع السلطة من الحزب الإجرامي.

ويرى الكاتب اللبناني والمستقيل من عضوية المكتب السياسي لتيار المستقبل راشد فايد، أن معارضة بعض الشخصيات السنية لقرار سعد الحريري بعدم المشاركة في الانتخابات يأتي في مصلحة لبنان، لأن الناخب ليس مضطرا للخضوع لأي جهة أو طرف إنما تهمه مصلحة البلاد. وأضاف “نعيش مرحلة جديدة في ظل الصدام الواضح في الأفكار السياسية فهناك من يريد أن يهيمن على لبنان من أجل مصلحة إيران، بينما الحادبين على مصلحة بيروت يرفضون هذه الهيمنة ويتمسكون بهوية لبنان العربية وعلاقاته الطيبة مع دول الخليجي خصوصا المملكة التي قدمت الكثير للشعب اللبناني”. في السياق ذاته، اعتبر النائب اللبناني فؤاد مخزومي، أن تمسك جزء من الطائفة السنية بالمشاركة في الانتخابات يؤكد أنها غير راضية عن الوضع القائم، وتحاول إحداث تغيير فعلي من خلال الانتخابات النيابية، مؤكداً أن الشارع السني في الداخل والخارج بات على دراية بأن مقاطعة الانتخابات أمر غير مجدٍ، بل على العكس من شأنه أن يصب في مصلحة منظومة الفساد وعلى رأسها حزب الله الذي يحاول اقتناص ما يمكنه من مقاعد نيابية في بيروت لاكتساب الشرعية في العاصمة. ومضى قائلاً: “على الناخبين السنة في الداخل والخارج المشاركة بكثافة في الانتخابات النيابية، وأن يعتبروا من المقاطعة المسيحية في العام 1992″، موضحاً أن التمثيل الفعلي لجميع القوى السياسية السنية هو ما يمكنه توحيد الصف السني وتكريس التعددية. إلى ذلك، قال السياسي اللبناني الدكتور مصطفى علوش، إن هناك وهما بنيت عليه مسألة المقاطعة، مؤكدا أنها خيار سقط لكونه انتحارا واستسلاما لحزب الله، مشيراً إلى أن المواطنين قرروا المقاومة من خلال المشاركة الكثيفة في الاقتراع مسقطين بذلك وهم المقاطعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *