متابعات

منصات التواصل تنقل تهاني العيد

جدة ـ البلاد

لم تعد الزيارات واحدة من برامج الاعياد في الراهن حيث حلت بدلا عن اللقاءات الاجتماعية بين الاهل والجيران والاصدقاء وسائل التواصل الاجتماعي بأنماطها كافة والتي اصبحت بمثابة سيناريو معتمد من قبل افراد المجتمع لتلقي التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الفطر المبارك وخلال ايام العيد ضجت هذه الواقع بملايين الرسائل وأسهمت في نقل التهاني والتبريكات ومشاعر الفرح للمواطنين والمقيمين بمناسبة حلول عيد الفطر ، وبدأت هواتفهم مع إعلان دخول العيد في استقبال العديد من الإشعارات التي تحمل في ثناياها الدعوات وعبارات المحبة والود بينهم بهذه المناسبة السعيدة .

وسجلت ساعات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في أيام العيد زيادة، بعد أن أصبح الكثير من الناس يتشاركون المعايدة عبر الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي كجزء أساسي من حياتهم الاجتماعية ، ووظفوا هذه الخدمة، للتعبير عن مشاعرهم كنوع من أنواع تعزيز التواصل بين افراد المجتمع في الأعياد والمناسبات.

سرعة وانتشار
هذه التطبيقات تمتاز بالسرعة والانتشار والمرونة في نقل التهاني والتبريكات ، الأمر الذي أسهم في اعتماد عدد من أفراد المجتمع على هذا المجال ، الذي يعدّه الكثيرون تحديا للعادات والتقاليد السائدة في تهاني العيد عبر تبادل الزيارات والالتقاء خلال أيام العيد. وقدمت المساعدة في بناء العلاقات الاجتماعية المباشرة عن بعد، وعززت التضامن والتواصل والتراحم والتكاتف بين أفراد المجتمع كما أسهمت في تقصير المسافة خاصة بين المغتربين وأفراد أسرهم ونقل التبريكات فيما بينهم بالصوت والصورة والفيديوهات وغيرها من الوسائط . وأتاحت هذه التطبيقات التفاعل وتبادل التهاني بين المهنئين والتعدد في استخدام الوسائط حيث يستعين بالصورة والكلمة ومقاطع الفيديو في الوقت نفسه إضافة إلى سهولة الاستخدام فهي متاحة للجميع وبمتناول أيديهم عبر أجهزة الجوال .

إحصائيات تقنية
في آخر الإحصائيات التي قدمتها هيئـــة الاتصـــالات وتقنية المعلومات كشف تقرير “إنترنت الســـعودية” الذي يستعرض أهم الأرقـــام الموثوقة حول منظومة الإنترنت واســـتخداماتها في المملكة ، أن نسبة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في المملكة في عام 2019 95.7 %، أما في عام 2020 زادت النسبة إلى 97.8 %، وارتفعت النسبة في عام 2021 إلى 98.5 %.

عصر الإنترنت
عدد من المواطنين والمقيمين الذين يعيشون فرحة العيد على كورنيش جدة أكدوا أن عصر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا أصبحت تنافس الزيارات العائلية التقليدية والمكالمات الهاتفية في تقديم المعايدة للأقارب والأصدقاء ، خاصة في حال انقطعت سبل التواصل الطبيعي ، مؤكدين أنه واقع لا بد من تقبله فرضته التقنيات الحديثة وهذا لا يعني الاستغناء عن المعايدة والاكتفاء فقط بإرسال رسائل المعايدات عبر وسائل الاتصال الحديثة.
وشددوا على أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنقل التهاني في المناسبات والأفراح يجب أن يكون في الظروف القصوى وعند الحاجة لها، لافتين النظر إلى أن توفر هذه الوسائل لا يعني الاستغناء أو إهمال طرق التواصل التقليدية وخاصة الزيارات العائلية أو الالتقاء بالأقارب والأصدقاء ، لما لها من تعزيز للقيم الإنسانية بين أفراد المجتمع.

تبادل التهاني
محمد الشهري قال إن الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي أثرتا على الحياة الاجتماعية والتواصل بين الأفراد بشكل بالغ، إذ أصبح تبادل التهاني في المناسبات والأعياد يتم عبر هذه الوسائط الحديثة التي بالرغم من أنها تجنبهم عناء ومشقة التنقل بين الأهل والأقارب في الأعياد، إلا أنها انعكست بشكل سلبي على طبيعة علاقات الناس وتواصلهم. فلم يعد الفرد مضطرا للتنقل مسافات طويلة لزيارة الأهل والأقارب خلال الأعياد، فما عليه سوى إرسال رسالة عبر تطبيق الواتساب أو الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي للتهنئة بالعيد، هناك من يؤيد هذه التقنيات ودورها الكبير في تسهيل حياة الإنسان، وآخرون يعتبرونها (نقمة) أفسدت طعم العيد ورونقه.

مواكبة التكنولوجيا
من جانبه أوضح مصطفى الحسني بقوله: “يجب علينا مواكبة التقنية ومنها الإنترنت، فهي تسهل علينا الكثير، فأنا ارسل التهاني في الأعياد والمناسبات لمعارفي وأقربائي وأصدقائي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وآخرين عبر الواتساب فنحن أناس جديرون بأن نعيش هذا العصر بكل مستجداته وتغيراته.
ويضيف: التهاني بهذه الوسائل وفرت علينا المال والوقت، حيث نشحن بطاقة تزودنا بالإنترنت عبر الهاتف النقال، وتمكننا من تهنئة الجميع خلال ساعة واحدة فقط.
محمد علي يرى أن استخدام التهاني بمناسبة العيد عبر الهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعي أفسدت العيد بهجته، وخلقت نوعا من اللامبالاة، وزادت الفجوة بين افراد الأسرة الواحدة والأهل، حيث استبدلت الكلمات الطيبة الخارجة من القلب برسالة جامدة مكتوبة على الجهاز، كما استعيض بالابتسامة بوجه ضاحك على تطبيق الهواتف الذكية.

 

التوعية بخطر هذه الوسائل

 

 

حذرت دراسات وابحاث حديثة من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي لافتة إلى أن التطور التقني في مجال الاتصالات والتقنيات الحديثة ، وخصوصا ما يتعلق منه بوسائل الاتصال والتواصل، قد أثر كثيرًا على التواصل الاجتماعي ، ولعب دورًا في التباعد بين الاقارب، حيث أصبح تبادل التهاني عبر الواتس اب وشبكات التواصل الاجتماعي هو السائد في هذا الزمن، بعد أن كان الناس يتواصلون ويتزاورون في الاعياد والمناسبات.
واكدت هذه الدراسات انه بات من الضروري توعية الجيل الجديد بخطر مثل هذه الوسائل على التكافل الاجتماعي، وتربيتهم على التمسّك بهذه العادات المرتبطة بصلة الأرحام التي يجب أن يمارسها الأفراد عبر تبادل الزيارات.
وأن انتشار ظاهرة التهنئة الالكترونية، رغم أنها تعمل على تقريب المسافات، إلا أنها تساهم في التباعد بين الأفراد والعائلات، وبما يؤثر بصفة عامة على التقارب والتراحم بين أفراد المجتمع.
في أحدث الدراسات الأمريكية بجامعة نيويورك التي أقيمت على مستخدمي “فيسبوك” على وجه الخصوص فقد أظهر الباحثون أن 76 % من المشاركين قاموا باستخدام الموقع أثناء المشي على القدمين، و40 % أثناء القيادة، و63 % أثناء التحدث مع آخرين، وأكد الباحثون أن زيادة معدل استخدام مواقع التواصل يزيد من عدم التوازن بين النظام المعرفي والنظام السلوكي في المخ، وإن الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي قد يتسبب في حدوث خلل بوظائف المخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *