يتساءل جيلي متحسرا .. أين الدبيازة .. والمنزلة والمدارية وطقوس ليلة العيد وحذاء العيد وحلاوة العيد وتعتيمة إفطار العيد ..وزيارة الجيران والأقارب لتهنئتهم والمعايدة وغيرها كثير.
لقد اختفت أشياء كثيرة من حياتنا ونحن نحتفل بالأعياد والمناسبات المختلفة .. وأصبحت هناك مظاهر جديدة ومختلفة للاحتفال بالأعياد نتيجة تطور التكنولوجيا .. وأجهزة الألعاب الإلكترونية .. والهواتف الذكية واللوحيات ونظارات الواقع الافتراضي .. وأصبح هناك جيل جديد له اعتباراته ومتطلباته وطقوسة في الكيفية التي يحتفل بها في الأعياد ويعبر عنها بمشاعره الخاصة في المناسبات.
والملفت حتى جيلنا نحن .. انجرف مع التيار وأصبح يمارس التهاني والمعايدات عبر رسائل نصية على الواتسآب .. وتقلصت المكالمات الهاتفية .. وأصبحنا ننام النهار ونسهر ليالي الأعياد .. كي نخرج ونتسلى في الملاهي والسينما والمطاعم.
والآن أترك العنان لخيالي وأخبركم مجتهدا عن الكيفية التي ستكون عليها احتفالاتنا وأعيادنا ومناسباتنا خلال العشر سنوات القادمة ..
عنصر المفاجأة والإعلان عن دخول شهري رمضان والعيد .. سيكونان عن طريق إضاءة السماوات بنجوم صناعية عملاقة ساطعة .. وأهلَّة ملونة وأصوات بشرية عذبة تقرأ القرآن وتؤدي الابتهالات .. وأهازيج الفرح بالأعياد الخ .. وستكون هناك استعراضات ليزرية ملونة تنتشر في سماوات القرى والمدن.. تؤدي الرقصات الفلولكلورية الشعبية تعبيرا عن فرحة قدوم العيد.
تدخل منزلك الذكي وتسمع أصوات أصدقائك المهنئين .. والهدايا المنتشرة في كل أرجاء المنزل .. إنها هدايا كنت تتمنى اقتناءها أو شراءها .. وتتساءل كيف عرف أصدقائي بأمنياتي واحتياجاتي .. لقد تعرفوا عليها من خلال المواقع الإلكترونية الذكية التي تتصفحها وتدرسها .. والآن هي بين يديك دون أن تصرح بها .. وسوف لن يقتصر الأمر على الهدايا من الأجهزة والأدوات بل هي أيضا تذاكر سفر وإقامة في الفنادق .. وإستضافة في المطاعم ودور المسرح والسينما الخ ..
عن طريق أجهزة .. الواقع الافتراضي والمعزز .. تستطيع أن تحضر إحتفالات ومهرجانات الأعياد والمناسبات الأخرى حول العالم وأنت في مكانك ومع أفراد عائلتك .. بل كل فرد من العائلة له حق اختيار ما يشاهد أو حضور المناسبة التي يريد .. وفي أي جهة من العالم.
أما إذا كان اختيارك التنقل السريع بين مدن العالم ومواقع الاحتفالات المختلفة لمناسبة عالمية واحدة فبإمكانك التنقل بواسطة وسيلة مواصلات فائقة السرعة مثل هايبر لوب وغيرها مما ستتيحه تكنولوجيا المستقبل .
الإعداد لاستقبال المناسبات السعيدة والأعياد يتطلب مجهودا كبيرا من الأفراد .. مستقبلا ستقوم بهذه المهمة الروبوتات التي تعمل لديك دون عناء منك.
أما الدبيازة وأكلاتنا الشعبية فلن تختفي .. فستقوم طابعات ثلاثية ورباعية الأبعاد باعدادها وطبخها وإرسالها اينما كنت ..
هذا قليل من كثير مدهش .. سيغير مفهوم وطريقة إحتفالاتنا وأعيادنا كل موسم وفق الزمان والمكان.