هناك 4 قيم محورية، في ظني أنها يشكلون نقاط الارتكاز الرئيسة وروح المرحلة التأسيسية للمنظومات وهم: “المبادرة” + “المرونة” + “السلوك” + “المسؤولية”. هذه القيم في اعتقادي هي المنهج اللازم لتجاوز حالة المخاض العاصفة بالمنظومة في بداية رحلة التأسيس. المنظومات في بدايتها صلصالية متشكلة بهوية رجالها ونابضة بقيم ترسم ملامح حركتها وتطلعاتها ومستوعبة حتى للمتغيرات الخارجية التي قد تباغتها؛ لذلك ولأن البدايات في غالبها ضبابية قاتمة تحمل أسئلة عديدة مبهمة. لزم تشكيل الأجوبة “منها ومن خلالها” بما يتناسب مع نضج المرحلة.
في البدايات، القفز المباشر في غياهب التنفيذ، أحياناً، أفضل طريقة للتعلم وتحسس زوايا الاحتياج، عوضًا عن التخطيط المكلف والمبالغ فيه. في المنظومات الرياضية على سبيل المثال، وبسبب المجهولية التي تخيم على النتيجة كجزء من تشكيلة اللعبة والخصوصية التي ترتبط بالمنهجيات الفنية في الاكتشاف والتطوير بالإضافة إلى الطبيعة السيكولوجية المتطلبة للجماهير الرياضية الغفيرة، تزداد نسبة العتمة في تحديد النموذج الأمثل والتجربة التطبيقية الأفضل للعمل والإنجاز؛ لذلك كانت المرونة في التجربة والتعلم المباشر من أرض الملعب المنهج الأمثل للبداية. يقول السير أليكس فيرغسون في مقابلة منشورة له على صفحات مجلة هارفارد للأعمال تحت عنوان “معادلة فيرغسون”: إن أحد أسرار نجاحه كمدرب طيلة ٢٧ عاما في قيادة انتصارات وإنجازات نادي مانشستر يونايتد هي القدرة المرنة على التكيف وإدارة التغيير والقبول به كحقيقة مطلقة للنجاح.
إن التلاطم المستمر لأمواج
المتغيرات وتكتل سحب المجهول فوق الأجوبة الأكيدة والركض بعشوائية في كل الاتجاهات، يتطلب شخصية مبادرة، مرنة، مسؤولة تتحلى بالصبر وحسن الاندماج للتجديف نحو اليابسة. هذه الشخصية لا تحتمل مفهوم “الموظف” بل هي منسلخة من العادية ومتشربة لهوية “الشريك” القائد القادر على صناعة القرار. هناك بالتأكيد تيارات شديدة ممانعة، تحاول الإيواء إلى زاوية عدم الجاهزية والتشبث بالمعوقات الشللية والوقوف بانهزامية في مدرج الانتقاد. لذلك “اختر فريقك بعناية” فلكل مرحلة قاداتها واحتياجاتها. والمنظومة الناجحة تلك التي تستأمن الإنسان المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب ليكون شريك المرحلة.
Hashemdagh