موسكو – البلاد
مواجهات عنيفة لا تزال تدور شرق أوكرانيا دون حل للأزمة التي ظلت تتصاعد في وقت لم تبارح المفاوضات مكانها، إذ قال كبير المفاوضين الأوكرانيين، إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق على اجتماع بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين لمناقشة الحرب في أوكرانيا على الرغم من الجهود التي تبذلها تركيا لترتيب مثل هذه المحادثات.
وقال ميخائيلو بودوليك إن موعد اجتماع رئيسي البلدين وسياق الاجتماع لم يتحدد بعد، مشيرا إلى تزايد الأعمال القتالية في شرق أوكرانيا والمحاولات الروسية لتدمير مدينة ماريوبول الجنوبية بشكل كامل، بينما هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتوجيه “ضربة صاعقة” وقاسية ضد أي طرف يحاول التدخل في الحرب الدائرة حالياً مع أوكرانيا، مشدداً على فشل الغرب في شق الصف داخل روسيا.
وأكد بوتين أن “كل العمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا ستنفذ لضمان أمننا”، مبينا أن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا سوف تستمر لضمان أمن المواطنين في لوغانسك ودونيتسك، مضيفا أن “محاولات خنق روسيا اقتصادياً فشلت تماماً”، في أعقاب العقوبات الغربية التي تم فرضها على موسكو، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا يوم 24 فبراير الماضي، لافتا إلى أن الغرب يحاول أن يجعل من أوكرانيا عدواً لدوداً لروسيا، التي تواجه تهديدات استراتيجية غير مسبوقة، مشيراً إلى قدرة بلاده على تجاوز كل الصعوبات.
وسبق أن قال بوتين، للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنّه ما زال لديه أمل في المحادثات مع أوكرانيا لإنهاء الحرب الدائرة بين البلدين، مؤكدا أنه برغم حقيقة أنّ العملية العسكرية مستمرة، ولكن لا تزال روسيا تأمل في أن نتمكّن من التوصّل إلى نتيجة إيجابية من المفاوضات، كما أوضح أنّ الجهود المبذولة في المحادثات مع أوكرانيا تعثّرت بسبب الاتهامات التي وجّهتها كييف إلى قواته بارتكاب فظائع في بلدة بوتشا قرب كييف. وتابع: “كان هناك استفزاز في قرية بوتشا لم يكن للجيش الروسي علاقة به. نعرف من كان وراء هذا الاستفزاز وبأي وسائل حصل وأيّ نوع من الأشخاص شاركوا فيه”، فيما أخبر بوتين غوتيريش بأنّه يدرك مخاوفه بشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وبأنه مستعد لمناقشتها لكنّه أرجع الاضطرابات في جارته إلى انقلاب مناهض للدولة أطاح رئيسها الذي كان موالياً لروسيا في 2014.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، أن بوتين لم يظهر “أي جدّية” بشأن إمكانية إنهاء الحرب في أوكرانيا دبلوماسياً، رغم سلسلة جهود دولية للقيام بذلك. وقال أمام لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشيوخ: “لم نرَ أيّ إشارة حتى اللحظة إلى أن الرئيس بوتين جدّي بشأن إجراء مفاوضات ذات معنى”. وفي حين قد تدعم الولايات المتحدة جهوداً أوكرانية لإنهاء الحرب بالسبل الدبلوماسية، قال بلينكن إن “هدفنا هو ضمان أن يكون لديهم قدرة على صدّ العدوان الروسي وطبعاً تعزيز يدهم على طاولة مفاوضات محتملة”.