البلاد – محمد عمر
تتجه أنظار اليمنيين إلى العاصمة المؤقتة عدن التي تشهد ترتيبات حاسمة للشرعية الدستورية عقب وصول أعضاء البرلمان والشورى والحكومة ومجلس القيادة الرئاسي أمس (الاثنين)، للعاصمة المؤقتة للبلاد. ويشكل وصول مجلس القيادة الرئاسي لممارسة مهامه من عدن نقلة كبيرة في المشهد اليمني، فمنذ تشكيل المجلس كتتويج لمشاورات اليمنية الرياض بات الحدث السياسي الأبرز لهذا العام باعتباره المظلة الشرعية لكل القوى الفاعلة المناهضة للانقلاب الحوثي والمشروع الإيراني، الذي بدأ ينحسر مع وقوف جميع اليمنيين مع الشرعية. ووصل رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك وكافة وزراء حكومة الكفاءات ضمن ترتيبات واسعة النطاق لعودة كافة السلطات الدستورية، التشريعية والتنفيذية للعاصمة المؤقتة عدن، بينما تشير الأنباء إلى أن أعضاء مجلس القيادة الرئاسي وصلوا وسط احترازات أمنية شديدة السرية وانتشار مكثف وغير مسبوق للقوات الأمنية في العاصمة المؤقتة تحت إشراف مباشر من محافظ عدن أحمد لملس وبدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة، فيما تقرر أن يعقد البرلمان اليمني أولى جلساته للمرة الأولى منذ 8 أعوام بعدن. في وقت سيؤدي أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمين الدستورية أمام البرلمان والذي يتوقع أن يصوت على منح الثقة لحكومة الكفاءات السياسية المشكلة بموجب اتفاق الرياض أواخر 2020. ويرى خبراء يمنيون أن وصول مجلس القيادة الرئاسي لممارسة مهامه من عدن يقطع الطريق أمام المشروع الإيراني ويوجه صفعة مدوية لمليشيات الحوثي لاحتضان الرئاسة بحلتها الجديدة أشرس المحاربين والمناهضين للانقلاب والتنظيمات الإرهابية على حد سواء. وتمثل ممارسة مجلس القيادة الرئاسي مهامه في عدن انتصارا للدولة واليمن ونقطة قوة للشرعية والمشروع العربي، وسينعكس ذلك ميدانياً من خلال توحيد الصف المناهض لمليشيات الحوثي، أداة إيران بالوكالة في البلد. من جهته، التقى المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في الرياض رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي، وناقش معه تنفيذ اتفاق الهدنة، كما اتفقا على أهمية البناء على الهدنة من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع من خلال التفاوض. وكان المبعوث الأممي، أكد خلال لقائه وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك السبت أن ثبات الهدنة وضمان أن تصبح نقطة تحول نحو السلام يتطلب التزاماً مستمراً من الأطراف ودعما واسعا من الدول الإقليمية والمجتمع الدولي. وجدد استمراره في الانخراط مع الجميع لتثبيت الهدنة الحالية والعمل على استدامتها وعقد المزيد من المشاورات لبحث سبل الوصول إلى حل مستدام في اليمن. وبدوره، حذر بن مبارك، من مخاطر خروقات الميليشيات الحوثية للهدنة وحرص الحكومة على تثبيتها كنافذة للأمل بالسلام.
بالمقابل، تواصل ميليشيا الحوثي خرق الهدنة إذ أقدمت على تدمير طرق رئيسية وبدأت بحفر الخنادق، بالتزامن مع قيام القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، بإعادة فتح الطرقات وإصلاح الجسور جنوب محافظة الحديدة.
وأفادت مصادر محلية أن ميليشيا الحوثي قامت بإزالة الخط الاسفلتي الرئيس الذي يربط مديريتي حيس والجراحي، وتحديدا في منطقة المساجد، وكذا الخط الرابط بين محافظتي الحديدة وتعز. وبحسب المصادر، فإن ميليشيا الحوثي باشرت العمل بعد إزالة الاسلفت بحفريات خنادق وأنفاق، وتعطيل حركة المرور، كون الطريق يسلكه المواطنون للدخول عبر دراجاتهم النارية إلى قراهم ومناطقهم المحررة.
وتأتي هذه الجرائم بالتزامن مع قيام القوات المشتركة بإصلاح الجسور، استعداداً لفتح طريق “الجراحي- حيس” وكذا طريق “الحديدة- تعز” التزاماً منها بالمسار الإنساني للهدنة الأممية لتخفيف معاناة المواطنين، وتسهيل عبور المركبات وشاحنات البضائع والمواد الغذائية، وإزالة كافة المعوقات أمام تنقلاتهم.