الدمام ـ حمود الزهراني
تتجدد العادات الرمضانية الجميلة بما تحمله من موروث شعبي لدى أهالي المنطقة الشرقية مع دخول شهر رمضان من كل عام، تتخللها نفحات إيمانية، مستذكرين ما كانوا عليه في الماضي وما أصبحوا عليه اليوم. واشتهر الساحل الشرقي في شهر الصيام ببعض العادات الاجتماعية بالمنطقة الشرقية المؤصلة لصلة الأرحام، ومنها “الغبقات” الرمضانية وهي نوع من الاجتماعات التي تميز بها الشهر المبارك للأهالي أو الأصدقاء، بطابع شعبي رمضاني، يشارك فيه جميع أفراد الأسرة بطبق أو عدد من الأطباق، وقد تطوّرت هذه العادة في الوقت الحالي حتى شملت الزينة الرمضانية للمنازل، والملابس الأنسب لها وهو زي شعبي (ثوب أو جلابية نسائية)، مع إحضار طبق صغير أو زينة رمضانية.
وأكد المواطن يوسف سالم السبيعي حرص أبناء الشرقية على الحفاظ على “القرقيعان”، وإقامته في ذات الوقت من كل عام في النصف من الشهر الفضيل، لما يحمله من موروث شعبي لساحل الخليج العربي. وأشار السبيعي إلى أن الأطفال يطوفون بيوت الحي والأزقة في ليلة النصف من شهر رمضان، حاملين معهم حقائب قماشية مصنوعة يدويًّا، مطلقين أهازيج موروثة تقول كلماتها: “قرقيعان وقرقيعان… عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم”، ويقوم الجيران بتوزيع المكسرات، والحلوى على الأطفال بكميات صغيرة، فيما يقوم البعض بتجهيز المقرمشات، والعصير، وبعض التوزيعات المحببة للصغار مع عبارات تحوي أمنيات خيّرة،
وحين يعود الأطفال للمنزل يكون اجتماع العائلة. كما تحرص بعض الأسر في المنطقة الشرقية على تخصيص بنت صغيرة تضرب الدف (أو الطبل) وتغني للأطفال، والبعض الآخر يستعين بالتقنية الحديثة لتفعيل القرقيعان وإطلاق الأهازيج عبر الأجهزة الذكية المصاحبة للأطفال في رحلتهم، فيما تقوم بعض الأسر بتخصيص عربات مجهزة بالزينة، تجرها الدواب حاملة الأطفال وهم يصدحون بأهازيج القرقيعان بما تحمله من سعادة لهم ولجميع من يقطن بجوارهم في لفتة تمد جسور التواصل بين حاضرهم وماضي أسلافهم. وأوضح المواطن عبدالله العصيف من أهالي قرية التوبي بالقطيف أن الشهر الكريم تميز ببروز عادات التواصل الاجتماعي بطريقة مختلفة فكان الأطفال والكبار يتنقلون بين البيوت في الزمن السابق وفي أيديهم صحون مغطاة تمثل ” النغصة ” وهي مشاركة جيرانهم وجبة الفطور، وهذه عادة لا تكاد تختفي في المناطق الإسلامية كافة.