مكة المكرمة ـ أحمد الأحمدي
يُحاذي الحجر الأسود في موقعه الرُّكن اليمانيّ إلى الناحية الشرقية منه، ويعد جزءاً من أركان الكعبة المُشرَّفة الأربع ، وهو النُّقطة التي يبدأ منها الطّواف وبها ينتهي، وقد أخذ المُسلمون ذلك النُّسك من فعل الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم – كما يُشرَع لمن طاف بالبيت العتيق أن يبتدئ بتقبيل الحجر الأسود إذا أمكنه ذلك، وكلّما مرّ به في بداية كلّ شوطٍ من أشواط الطّواف التزمه بالتقبيل إن تمكّن لفِعل النبيّ – عليه أفضل الصلاة والتسليم – .
والحجر الأسود من أحجار الجنّة وياقوتها، كان لونه قبل أن ينزل إلى الأرض أبيض مُتلألِئاً، فطمس الله نورَه، وقد ثبت ذلك من حديث النبي – صلّى الله عليه وسلّم – الذي يرويه عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – : إنّ الحِجرَ والمقامَ ياقوتتانِ من ياقوتِ الجنةِ، طمس اللهُ نورَهما، ولولا ذلك لأضاءَا ما بينَ المشرقِ والمغربِ.
ويتكون الحجر الأسود من ثماني قطع من الجزء المتبقي منه في ظاهره مجموعاً بعضها إلى بعض بأشكال متفاوتة.
ومن مظاهر اهتمام وعناية حكومة المملكة بالمسجد الحرام تغيير إطار الحجر الأسود المصنوع من الفضة الخالصة مرتين، الأولى كانت في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود عام 1399هـ، والثانية في عام 1422هـ في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمهما الله – . وتأتي أهمية الركن اليماني لما يجب على الطائف حول الكعبة، أن يستلم الركن بيمينه بدون تكبير أو تقبيل، فإذا لم يستطع استلامه بيديه فإنه لا يشير إليه من بعيد، وقد دل على ذلك ما جاء في الأثر من حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – الذي ورد فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستلم الحجر والركن في كل طواف وفي ذلك فضل عظيم .
وسمي بالركن اليماني لأنه يقع جهة جنوب مكة المكرمة وكل ما كان جنوبها يسمى يمنًا وكل ما وقع شمالها يطلق عليها شامًا .
ويشرع للطائف أن يستلم الحجر الأسود والركن اليماني في كل شوط من أشواط الطواف، كما يستحب له تقبيل الحجر الأسود خاصة في كل شوط مع الاستلام، حتى في الشوط الأخير إذا تيسر ذلك من دون مشقة، أما مع المشقة فيكره له الزحام ويشرع أن يشير إلى الحجر الأسود بيده ويكبر.
وفي هذين الموضعين قال – صلى الله عليه وسلم – : إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطًّا.