جدة – البلاد
للعمل الخيري في المملكة مساحة رحبة .. نهر عطاء متدفق يجسد روح التكافل المتأصلة بشيم البذل ، الذي تسبقنا فيه القيادة الحكيمة ، وما تحمله ، حفظها الله ، من قدوة ناصعة للمجتمع بالمسارعة في الخيرات وسقياها بالاخلاص ، تحقيقا لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، وتعزيزا لجهود الدولة وبرامجها الشاملة لتوفير كل أسباب العيش الكريم.
وفي الجمعة الأولى من شهر الخير والبركات ، دشنت القيادة الحملة الوطنية للعمل الخيري، بتبرع سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله -، لتتوالى على إثرها التبرعات ، في الوقت الذي تواصل فيه مملكة الخير جهودها ومبادراتها بسخاء لكثير من الشعوب على امتداد جغرافيا العالم.
اقتداءً بالمبادرة الكريمة وأهدافها النبيلة، جاءت أرقام الحصيلة الأولية للحملة الوطنية للعمل الخيري في نسختها الثانية الحالية ، بحجم تبرعات استثنائي خلال 48 ساعة من انطلاقها ، تجاوز 300 مليون ريال ولايزال العطاء الخيري مستمرا مع استمرار الحملة ، تأكيدا للتكافل الاجتماعي والتضامن والتعاون، وتعكس عمق تكاتف مجتمعنا وحرصه على هذه المبادئ والقيم النبيلة وتعظيمها ، استجابة لما توليه القيادة الحكيمة من عظيم اهتمام بدعم العمل الخيري، وامتدادًا لحرصها ، وفقها الله ، على تشجيع قيم البذل والعطاء، وتحفيز المواطنين والمواطنات والمقيمين والمقيمات على تعزيز التكافل الاجتماعي في هذا الشهر الفضيل.
نهج ثابت
ومع انطلاق حملة الخير ، رفع رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) رئيس اللجنة الإشرافية للمنصة الوطنية للعمل الخيري (إحسان) الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله -، على التبرعين السخيين، اللذين يُجسدان عظيم اهتمام القيادة الحكيمة في دعم الأعمال الخيرية في شتى المجالات؛ كنهج ثابت جُبلت عليه وتنامى في أبنائها المواطنين والمواطنات.
كما رفع الدكتور الغامدي التقدير والعرفان لصاحب السمو الملكي ولي العهد، رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) – حفظه الله -، على ما حظيت به منصة إحسان من دعم كبير واهتمام من سموّه الكريم، مؤكدًا أن المملكة لطالما احتلت مواقع الريادة العالمية في مجال العمل الخيري ، ضمن مستهدفات رؤية 2030 ، في النهوض بقطاع العمل غير الربحي وتطويره ورفع إسهاماته في تنمية المجتمع.
الرقمنة والشفافية
في ظل التقدم الرقمي للاقتصاد وقطاعات التنمية وفي مقدمتها القطاع المالي ، جاء القطاع غير الربحي المتمثل في العمل الخيري ، ضمن سياق هذا التطور من خلال منصة “إحسان” التي حققت نجاحات متميزة في مبادرة حملة العمل الخيري منذ إطلاق القيادة الرشيدة ، حفظها الله ، لنسختها الأولى ، ودعمها الكبير للمنصة ، مما كان له بالغ الأثر، فيما وصلت إليه المنصة من أعلى درجات الكفاءة والموثوقية والشفافية في إيصال التبرعات إلى مستحقيها.
فالمنصّة الوطنية الرقمية وهي تؤدي هذا الدور المتميز في إنجاز أهداف العمل الخيري، تقوم على تطوير الحلول التقنية المتقدّمة وتطبيق الحوكمة ، واستثمار البيانات والذّكاء الاصطناعي بهدف تعظيم أثر المشاريع والخدمات الخيرية والتنموية واستدامتها، من خلال الشراكات الفاعلة بين القطاع الحكومي والخاص والقطاع غير الربحي. حيث تعمل تحت إشراف الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» وعدد من الجهات الرسمية الأخرى.
برامج وفرص الخير
تقدم المنصّة فرص تبرع متنوّعة تغطي العديد من جوانب العمل الخيري داخل المملكة وخارجها وفق ما يرِدها من مشاريع وفرص عبر شركائها من الجهات الرَّسمية، وتوفر خيارات متعدّدة لتسريع عملية التبرع.
ويغطي التبرع مجالات الصحة والتعليم والإسكان والأوقاف ورعاية الأيتام والأرامل والسجناء وغيرها من المجالات الخيرية والتنموية المختلفة. ومن خلال خدمة المعلومات المفتوحة تعمل «إحسان» على تمكين الشركات والجهات غير الربحية من الوصول إلى التقارير والإحصائيات والمعلومات اللازمة لتسهيل معرفة الأولويات ، مما يمثل خارطة لحجم الاحتياج على مستوى المناطق والأفراد.
ولأجل ذلك تشتمل خدمات ومنتجات المنصّة على برنامج «هدية إحسان» الذي يتيح للمتبرع أن يتبرع بالنيابة عن أحد أفراد أهله أو أحبابه؛ نشراً لثقافة التبرع وتعزيز الترابط الاجتماعي. بالإضافة إلى برنامج الزكاة، وهو برنامج إلكتروني متكامل يغطي جوانب الزكاة المختلفة كزكاة الأسهم وزكاة الذهب والفضة وزكاة عروض التجارة وغيرها. وكذلك بوابة الخدمات الخيرية الخاصة بمسؤولي الجمعيات الخيرية، والتي تسهّل لهم رفع الفرص وعرضها عبر المنصة بشكلٍ مباشر، ورفع تقارير المشاريع، والاطلاع على تقارير التبرعات الواردة لها.