جده – رانيا الوجيه
في برحات جدة التاريخية تشمخ الألعاب الشعبية وتسجل حضورها بقوة معبرة عن اصالة التراث القديم ، وتستهوي هذه الألعاب التراثية جيل الطيبين من الآباء والاجداد فضلا عن الأطفال من جيل الألعاب الإلكترونية ما يؤكد أن للقديم رونقه وحضوره الآسر ، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل أن هناك فعاليات فنية وثقافية في الهواء الطلق يستضيفها بيت زرياب في جدة التاريخية .
وفي مساء كل يوم خلال أيام هذا الشهر الفضيل تجد زوار المنطقة التاريخية يتحلقون حول العاب الكيرم والفورفيرة، والمداريه والكبوش وغيرها من الألعاب التي جمعت الكبار والصغار، ولم يتوقف دور الأطفال على ممارسة اللعب فقط ، بل شهدت أطراف جدة التاريخية باعة من الأطفال اللذين فضلوا مشاركة عائلاتهم بالتجارة والبيع على الطريقة القديمة وبحناجرهم الطفولية ينادون الزوار والمارة ليعرضوا مالديهم من مشتريات وحلويات بجمل وكلمات تعيدنا بالذاكرة الى ذكريات الاباء والأجداد ولكن بصوت طفولي يشد انتباه المارين بين طرقات المنطقة التاريخية . تقول الطفلة يارا عبدالاله : شاركت مع أختي الكبيرة في بسطة رمضان بجدة التاريخية وعندما لا يكون لدي واجبات أحرص على الحضور معها لأبيع حلوى غزل البنات، وهناك العديد من الزوار عندما يأتوا يطلبوا أن يصوروني فأنا أخترت هذا الزي بمناسبة رمضان.
كما تقول الطفلة عائشة سعيد بائعة المروحه اليدوية : والدتي التي اختارت لي هذا الزي الشعبي، وأقوم ببيع المراوح قليلا وألعب قليلا والأغلب لا يشترون مني المراوح بل يتصورون معي ، وعن الألعاب الرمضانية تقول عائشة: أحب جميع الألعاب الشعبية والأكثر لعبة الفورفيره تعلمتها من أخواني الأولاد . ولا يتوقف الامر عند هذا الحد فحسب بل أن بيت زرياب يعلن ايضا حضوره هذه الأيام وهو عبارة عن مقهى ثقافي تاريخي، افتتحه الشاب السعودي عبدالله الحضيف الذي كان مبتعث في أستراليا تحت مسمى “أرباب الحرف ” وهو حاضنة ثقافية فنية تجمع محبي الفنون، ويعتبر المقهى الأول من نوعه بهذه الفكرة حيث تجد اللوحات التشكيلية المعبرة وصور أغلفة أفلام شهيرة وأسطوانات الموسيقين القدامى.
المقهى يفتح أبوابه طيلة العام لكل من لديه موهبة، وضح عبدالله الحضيف لـ” البلاد ” بقوله: قررنا عمل أمسيات رمضانية بالتعاون مع فريق “جوثاما ” من الرياض وهو يقدم ذات النشاط الذي نقدمه في أرباب الحرف في منطقة جدة التاريخية، ويهدف هذا التعاون لتقديم برنامج ثقافي متنوع حيث إننا في كل ليلة من ليالي رمضان نستقبل ضيف من مجالات الفنون والسينما والفنون المعمارية ، وبالأخص المجالات التي تلامس الشباب ، وقد سبق واستضفنا المخرج فارس قدس مخرج فيلم شمس المعارف، وكذلك مدربة اليوجا شهد ، والمهندس نواف النصار ، وبالأمس انضم إلينا ماجد الاهدل وهو أحد الشباب المتخصصين في علم القهوة ، من جانب آخر تعتبر منطقة جدة التاريخية من أهم المعالم التي يجب زيارتها خاصة في شهر رمضان وبالتالي أردنا أن كسر نظام الفصول وورش العمل بأن يكون اللقاء الثقافي في مكان مفتوح في أمكنة تجول الزوار في الهواء الطلق ووسط أجواء تجسد المشاهد الرمضانية القديمة . ف حيث أن هدفنا لهذه الأمسية والتي ستستمر طيلة أيام الشهر المبارك، أن نظهر للمجتمع مجموعة من أفراد المجتمع المتميزين في مختلف المجالات الفنية ، وهم من يمثلون المجتمع السعودي في الجانب الفني والثقافي خاصة للزوار السائحين من الخارج.