البلاد ـ أحمد الاحمدي ـ مها العواودة ـ نجود النهدي
أكد مختصون أن العادات الاجتماعية لأفراد المجتمع هي من جعلت الدراسة في رمضان مرهقة ، لافتين إلى أن الجميع قد ترسخت لديهم معتقدات أن ليالي رمضان هي ليالي للسهر ومتابعة البرامج التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي حتى مطلع الفجر، موضحين أن مثل هذه المفاهيم ترسخت في الوعي الجمعي لدى الطلاب والطالبات على مدى السنوات الماضية.
موضحين في الوقت نفسه أن عودة الدراسة في رمضان بعد 14 عاما من التوقف ترجمة إلى أهمية أن يعي الجميع أن استمرار الدراسة يعد مطلباً مهماً لاكتمال الكثير من المفاهيم عن العملية التربوية والتعليمية خلال العام الدراسي لدى الطلاب والطالبات عموماً، ولدى طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية خصوصاً.
واستطردوا أنه لا يوجد فرق بين الدراسة في رمضان والايام العادية ، كما أن شهر رمضان المبارك فرصة يمكن للطلاب أن يحرزوا فيه علامات مرتفعة، وأن تزامن الشهر الفضيل مع مطلع العام الدراسي لن يؤثر سلباً على أدائهم الدراسي، إذ إنه سبق أن تزامنت الامتحانات الدراسية مع شهر رمضان، وأن الصيام ليست مسألة جديدة على الطلاب داعين إلى ضرورة اتباع سي اسة التوازن خلال رمضان من حيث أداء الفرائض والتكليفات الدينية والمذاكرة لاستيعاب الدروس.
بداية أوضحت ليان محمد السبيعي طالبة بقولها: أفخر كوني ابنة هذا الوطن الذي كساني ثوب العز والرفعة والتطلع لمستقبل مشرق في ظل قادة ذللوا لنا الصعاب فالتعليم المرن الذي طرحته الوزارة ساعد في زيادة اعداد المتعلمين وحقق للطلبة طموحاتهم وساهم في اكمال مسيرتهم التعليمة بأمن وأمان، أرى أن الصوم والدراسة لا يتعارضان ويمكن القول أنه بشيء من التنظيم سيجد الطالب نفسه في طاقة عظيمة من أجل التحصيل الدراسي الجيد، من الأمور الضرورية التي يجب أن يحرص عليها الطالب تناول الطعام الجيد في الأقطار والسحور التي تمده بكافة العناصر المثالية التي تساعد على التركيز والقوة أثناء نهار رمضان، وللوزارة أهدافا تسعى لتحقيقها من أجل رفع مستوى تحصيل الطلاب ورفع كفاءة نظام التعليم كما أن اعتماد نظام ثلاثة فصول دراسية سيسمح بتوفير مساحة مناسبة للتعليم تتوافق مع انظمة التعليم الدولية، كما يمكن أن تكون مشكلة الكسل من العادات السيئة التي اكتسبها البعض تحتاج للتغير، والدراسة في رمضان ستساهم في معالجة هذا الخلل.
وسائل التواصل
من جانبها أوضحت الطالبة ليلى محمد العمري؛ لا أجد مرونة في ذلك تأخير ساعتين لا يعني شيئا فالغالبية يذهبون للمدرسة مواصلين، الفرق كبير حيث نعاني كطالبات في رمضان من الخمول وعدم التركيز والشعور بالتعب بينما في الأيام العادية عكس ذلك، اعتقد ان رأيهم ربما ينطبق على الجيل السابق، ولكن مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة الانشغال والسهر بين العبادة وبين هذه الوسائل لا تركيز للأسف فأنا كطالبة أعود للمذاكرة بعد الفطور بأربع ساعات.
علامات مرتفعة
في السياق نفسه أوضحت استشاري اول طب نفسي وعلاج الادمان الدكتورة فاطمة محمد كعكي بقولها يظن البعض ان الصيام.. يزيد من التوتر ويقلل من قدراتهم الذهنية، ويعتقدون أنه لا يصح أن تكون هناك مدارس أو دراسة أثناء شهر الصيام إذا آمنا بأن خلو المعدة من الطعام والشراب يزيد من فرص تدفق الدماء المحمل بالأوكسجين في الدماغ، فهذا سيجعلنا أكثر إيمانًا بأن الصيام لا يتعارض مع الدراسة والفهم والتفوق.
واستطردت أنه لا يوجد فرق بين الدراسة في رمضان والايام العادية خاصة أن اغلب الاسر في شهر رمضان يكون كما أن شهر رمضان المبارك فرصة يمكن للطلبة أن يحرزوا فيه علامات مرتفعة، مؤكدة أن تزامن الشهر الفضيل مع مطلع العام الدراسي لن يؤثر سلباً على أدائهم الدراسي، إذ إنه سبق أن تزامنت الامتحانات الدراسية مع شهر رمضان، وأن الصيام ليس مسألة جديدة على الطلاب. ودعت إلى ضرورة اتباع سياسة التوازن خلال رمضان من حيث أداء الفرائض والتكليفات الدينية على أكمل وجه جنباً إلى جنب مع المواظبة على المذاكرة اليومية دون اللجوء إلى منهج تراكم المواد حتى انتهاء الشهر، فضلاً عن الترفيه عن النفس من خلال مرافقة العائلة في تبادل الزيارات الأسرية التي تكثر في هذا الشهر الفضيل ومتابعة البرامج التلفزيونية التي تعود بالنفع والفائدة عليهم· وادع إلى عدم الإهمال في المذاكرة أو في حل الواجبات المفروضة عليها أو في المشاركة الصفية بحجة الصيام.
نظام مرن
المعلمة هبة أحمد المزيد؛ قالت الدراسة في رمضان أو غير رمضان لا بد أن تكون مستمرة حتى لا يحدث انقطاع لدى الطلبة وبالتالي يحدث فجوة وفاقد تعليمي، حيث ان النظام التعليمي حاليا مرن فيه العديد من الإجازات التي تجعل الطلاب والكادر التعليمي يأخذ مساحة راحة واستعادة نشاط للعودة للدراسة مرة أخرى،لا يوجد فرق حتى مع الصيام جميع القطاعات تعمل، ولكن طبعا بساعات مخفضة ودوام أقصر وقد روعي ذلك في أنظمة الحضور والانصراف للمدارس بما لا يسبب جهد على الطلبة والمعلمين، عادة مع الصيام يكون الانسان منخفض الطاقة فالطعام سبحان الله من نعم الله التي تعين الانسان على ممارسة يومه ونشاطه وعباداته لأنها تتحول الى طاقة تشحن الجسم وتعينه للحركة والتفكير والانجاز بخلاف ساعات الصيام، حسب رأي سعادة الوزير بناء على تجارب الدول المتقدمة ان الدراسة المتتابعة بدون انقطاع طول يضل الطالب نشط عقليا ولا يطوي على معلومات الفصل الدراسي صفحة جديدة بيضاء فيفقد كل ما تعلمه، ومن المعلوم إن المعلومات تبنى وتتراكم مرحلة بعد مرحلة، فعليا نحن نرى حال بيوتنا والاطفال في رمضان يكونون في حالة خمول ونوم نهارا، والليل للعب والسهر على الأمور الهامشية لذا فأنفع لهم طلب العلم فأجره عظيم وحتى يستمر نشاطهم العقلي بلا توقف.
قلة النوم
عبير علي الشويعر مرشدة طلابية قالت : لا أرى مرونة بالنسبة لدراسة الطالبة في رمضان، الفرق بين الدراسة العادية ورمضان أن نشاط الطالبة يقل في رمضان بسبب قله النوم والبعض للأسف يحضرون مواصلين دون نوم والخمول بسبب الصيام، بالعكس يقل التركيز بالنسبة الطالبة خصوصا طالبات المرحلة الابتدائية لأنهم صغار ولا يأخذون كفايتهم من النوم وأحيانا الأهل لا يحرصون على ايقاظ الطالبة لوجبة السحور وهذا يؤثر على تركيزها وقدرتها الذهنية.
العمل الجاد
المستشار التعليمي والتربوي نايف عون شرف جساس البركاتي قال : جاء قرار وزارة التعليم مبكرا وتحديدا في الا اسبوع الثالث من الفصل الثالث بعودة الدراسة في شهر رمصان المبارك ولكن يبدو أن المجتمع لدينا اصبح قد تعود على السهر في الليل وممارسة بعض الانشطة الرياضية والترفيهية لقرب موعد السحور مما يعيق في النهار التركيز مع المعلمين هذا مايجعل الطلاب والطالبات غير متقبلين للقرار فيتعين على المجتمع باسره متمثلا في اولياء الامور ووزارة التعليم والمدارس ممثله في الارشاد الطلابي أن تقوم بدورها التوعوي لأبنائنا الطلاب والطالبات على أن شهر رمضان يجب أن تؤدى فيه الطاعات ثم الخلود الى النوم مبكرا حتى يتأقلم الجميع على الوضع الراهن وأن يعي الطلاب والطالبات خصوصا المرحلة الابتدائية هذا الدور ويتكون لديهم مفهوم للعمل الجاد في هذا الشهر الكريم وأن يحضروا الى المدارس وهم في كامل الجاهزية لأداء مهامهم التعليمية على اكمل وجه وأن يرسخ لديهم مفهوم خدمة الوطن كما أن الدراسة في رمضان قد تستمر لأعوام قادمة وبذلك يتحقق مفهوم التعاون بين البيت والمدرسة، كما يتعين على ادارات المدارس عمل حوافز للطلاب المميزين اداءً وحضورا حتى يحفزو اقرانهم.
تهيئة الطالب
من جهته يقول المستشار التربوي والتعليمي عبدالله بن دحيم الدهاس إن الدراسة في شهر رمضان المبارك تعد مرهقة في حال لم يأخذ الطالب كفايته من النوم خلال ساعات الليل مشيرًا إلى أن الطلاب وخاصة في المرحلة الابتدائية في حاجة إلى نظام غذائي يساعدهم على تحمل ساعات الدراسة ممن يحرصون على الصيام.
وأضاف قد تسبب الدراسة في رمضان نوعا من ضعف التركيز إذا كان الطالب يعاني من بعض الامراض مثل السكري او البدانة الزائدة او فقر الدم أو لم يأخذ كفايته من النوم مشيرا الى أن الاسرة يقع عليها عبء كبير في سبيل تهيئة الطالب للتعود على الدراسة خلال رمضان وذلك من خلال تعويدهم على النوم خلال ساعات الليل وتناول وجبة السحور وتناول بعض الفواكه الغنية بالسكريات لتزويد الجسم بالطاقة اللازمة أثناء وجودهم داخل الفصول الدراسية.
قرار صائب
المستشار التعليمي سعد بن ابراهيم المطرفي قال “علينا أن نتحرر من العاطفة الاجتماعية ونؤمن أن قرار الدراسة في شهر رمضان المبارك يعد قرارا صائبا ومنطقيا ايضا حتى لو لم تكن هناك ثلاثة فصول دراسية، فالمدرسة يجب أن تستمر لأن شهر رمضان المبارك ليس شهر للتوقف إنما يحمل في طياته دلالات على أهمية العمل والتعلم، والصيام لا يعني أن هناك تراجعا في مستوى التركيز لدى التلاميذ إنما يعزز من صفاء الذهن ومستوى الدافعية إذا تمكنا من البناء الذهني لأهمية هذا الشهر في نفوس وعقول التلاميذ في التعليم العام والتعليم الجامعي.
فالعام الدراسي في المملكة أقل بكثير من نظائره زمنيا في الدول الأخرى المماثلة لنا في مستوى الإنفاق على قطاع التعليم، بل إن توقف الدراسة في رمضان ينعكس سلبا على مخرجات قطاع التعليم ومستوى التجويد العلمي ونقص في مهارات التي يجب أن يكتسبها الطلاب والطالبات كما يمثل هدرا زمنيا وماديا لمكونات القطاع التعليمي، إن استمرار التعليم في شهر رمضان مؤشر إيجابي على أن استراتيجية التعليم تسير وفق المستهدافات الرئيسية لها.
يرى المعلم عبد الله الشراري صعوبة الدراسة الحضورية في شهر رمضان المبارك خصوصاً لفئة الطلاب والطالبات في مراحل الروضة والتمهيدي والابتدائي والمرحلة المتوسطة وكذلك الثانوي، لما لها من آثار سلبية خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالنوم،” خاصة أنه من الطقوس لدينا هو فترة الاستيقاظ في السحور،عندها يصعب النوم في هذا الوقت للاستيقاظ في الصباح، كذلك لم يتعود المجتمع على اختلاف نمط المعيشة على مدار العام على هذا النمط المتغير في الساعة البيولوجية بشكل مفاجئ.
بعد الإفطار
المستشار التربوي الدكتور أحمد المسند أكد أن لدى الكثير من الطلاب أخطاء في التفكير وتشوهات معرفية عن الدراسة في رمضان لافتا إلى أن أفضل أوقات الدراسة والمراجعة تكون بعد الافطار بساعتين أو بعد السحور مباشرة مؤكدا على أن الدراسة في رمضان كغيره من الشهور بل افضلها للجسد والبدن وتابع “الدراسة من العبادة حيث دعا الدين الإسلامي إلى العلم والمعرفة فاول سورة نزلت في القرآن هي اقرأ “. مضيفا “نحن بحاجة إلى تصحيح مفاهيم خاطئة عن شهر الخير والدراسة فيه”. وبخصوص حالة التركيز يرى أنها تختلف من طالب إلى آخر والاغلب اذا لم يتناول الطعام والشراب سيكون تركيزه قليل إلا أن تحديد وقت الدراسة يلعب الدور الأكبر حيث ان البرنامج المرن الذي وضع للدراسة في رمضان (تقليل الحصص وإلغاء بعض الفسح) يساعد على أن تكون العملية التعليمية اكثر مرونة.
مثابرة وصبر
هيا الهلالي مستشارة تعليمية تقول اعتمدت الوزارة نظاما مرنا في دوام شهر رمضان يتمشى مع الشهر الكريم بحيث لا تجهد الطالب او المعلم علماً بأن الصوم يعمل على تعزيز الجانب النفسي للطالب فيقوي عزيمته ويعزز قدراته ويجعل ذهنه نشطا كما يمنحه قيم نفسيه مهمه مثل المثابره والصبر وكلها تصب في تقويه مستوى التحصيل العلمي للطلاب.
وتابعت: ذكر الاطباء المختصون بان الجوع المتقطع ينقي العقل ويحسن وظائف المخ ويؤدي إلى تحسين الادراك” مؤكدة أن حصول الطالب على نوم كافٍ وغذاء متوازن فإن الصوم لايؤثر على اليقظة او التركيز”.