واشنطن – البلاد
تعبث يد إيران بالعديد من دول المنطقة، بدعمها المتواصل للمليشيات الإرهابية وتدريبها في مختلف المجالات، إذ كشف تقرير أمريكي أن فيلق القدس يوفر التدريب السيبراني لميليشيا حزب الله وبناء وحدة إلكترونية خاصة بها، لجمع المعلومات الاستخباراتية عن مؤسسات الدولة اللبنانية وتعزيز الدفاعات السيبرانية لجهاز الأمن الإيراني.
ووسع النظام الإيراني، وفقا للتقرير الصادر عن مؤسسة “كارنيغي” للسلام، ميزانيته للأمن السيبراني في عام 2015م بنسبة 1200 % في فترة عامين، مؤكدا أن الفريق الإيراني يقوم بتدريب عناصر حزب الله التي شنت هجمات لأكثر من عام على شركات الاتصالات ومزودي الإنترنت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل ودول عربية وفق التقرير الأمريكي، الذي نشرته مجلة National Interest. وتشن الوحدة المدعومة من إيران هجمات إلكترونية على أهداف مالية استراتيجية، مثل شركات الغاز والنفط، في دول الخليج، وتشير التقارير إلى أن الوحدة من المرجح أن يكون مقرها في حي الضاحية الجنوبي في بيروت ولديها معدات حواسيب مشابهة لجامعة شريف في طهران. وفي يناير 2021، اكتشف أن وحدة إلكترونية تابعة لحزب الله، تعرف باسم “سيدار أبو بريانز إيه بي تي”، شنت هجمات لأكثر من عام على شركات الاتصالات ومزودي الإنترنت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومصر والسعودية ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية والإمارات. واخترق عملاء سيبر سيدار اللبنانيون الشبكات الداخلية لبعض الشركات لجمع بيانات حساسة. أما في عام 2010، وصفت إدارة أوباما حزب الله بأنه “الجماعة الإرهابية الأكثر تخريبا”، كما كشفت المجلة أن العديد من المتدربين السيبرانيين في حزب الله هم من العراق ويدعمون الجماعة الموالية لإيران في البلاد، كتائب حزب الله، بينما يقول التقرير إن “حزب الله” يستخدم قواته السيبرانية لتوسيع نفوذ إيران الإقليمي من خلال نشر رسائل طهران الاستراتيجية في البلدان غير المستقرة، مثل العراق. وتتدخل إيران في شؤون دول العالم بطريقة سافرة، وتغذي الإرهاب فيها، حيث كشفت مصادر غربية وعربية أن روسيا تتلقى ذخائر وعتادًا عسكريًا من العراق قادمة من إيران لدعم حملتها الحربية في أوكرانيا بمساعدة شبكات تهريب الأسلحة الإيرانية، وفقًا لأعضاء من الميليشيات العراقية المدعومة من إيران وأجهزة مخابرات إقليمية على دراية بالعملية.
وطبقا لصحيفة “الغارديان” فأنه تم إرسال قذائف آر بي جي وصواريخ مضادة للدبابات، بالإضافة إلى أنظمة إطلاق صواريخ برازيلية التصميم، إلى روسيا من العراق وسط تعثر حملة موسكو الشهر الماضي، كما تبرع النظام الإيراني بنظام صاروخي من طراز بافار 373 إيراني الصنع، يشبه نظام S-300 الروسي، كما أنه أعاد أيضًا منظومة الدفاع الجوي الصاروخي S-300 وفقًا لمصدر ساعد في تنظيم عملية النقل. وكشف التقرير أنه تم نقل قذائف آر بي جي وصواريخ مضادة للدبابات بحوزة الحشد الشعبي، إحدى ميليشيات إيران في العراق إلى إيران عبر معبر سلامجة الحدودي في 26 مارس، حيث استقبلها الجيش الإيراني والقوات المسلحة الإيرانية. وقال قائد فرع الميليشيات الذي يسيطر على المعبر، إن الرحلة إلى روسيا كانت عن طريق البحر. وفي الداخلي الإيراني تتواصل انتهاكات نظام الملالي، إذ وثقت المنظمة في تقرير جديد كيف تتسبب سلطات السجن بشكل روتيني في وقوع الوفيات أثناء الاحتجاز أو تساهم في حدوثها. وقالت منظمة العفو الدولية، أمس (الثلاثاء)، إنَّ مسؤولي السجون الإيرانية يرتكبون انتهاكات مروّعة للحق في الحياة من خلال حرمان السجناء المرضى عمداً من الرعاية الصحية المنقذة للحياة ورفض التحقيق وضمان المساءلة عن حالات الوفاة غير القانونية أثناء الاحتجاز. ووثقت المنظمة في تقرير جديد كيف تتسبب سلطات السجن بشكل روتيني في وقوع الوفيات أثناء الاحتجاز أو تساهم في حدوثها، بما في ذلك عن طريق منع أو تأخير وصول السجناء إلى المستشفى في حالات الطوارئ، مشيرة إلى رفض السلطات إجراء أي تحقيقات مستقلة وشفافة في حالات الوفاة في الحجز التي تتضمن تقارير عن الحرمان من الرعاية الصحية، وتقاعسها عن ضمان محاكمة ومعاقبة المشتبه في مسؤوليتهم الجنائية. وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية ديانا الطحاوي: “إنَّ تجاهل السلطات الإيرانية المروّع للحياة البشرية قد حوّل سجون إيران فعليًا إلى غرفة انتظار للموت للسجناء المرضى، حيث تصبح حالات قابلة للعلاج قاتلة بشكل مأساوي”.