متابعات

سباق اللحظات الأخيرة يربك شوارع المدن

جدة ـ عبد الهادي المالكي

خرج محمد 45 عاما من عمله وادار محرك سيارته وهو في عجلة من أمره لكي يصل إلى منزله في أحد أحياء جدة لتناول طعام افطار رمضان مع أسرته، غير انه اصطدم من الخلف مع شاحنة كانت تسير على نفس الطريق، فتسبب ذلك في تأخره عن اللحاق بسفرة العائلة الرمضانية ، مثل هذه المشهد يحدث كثيرا في اللحظات الاخيرة التي تسبق آذان المغرب حيث تشهد شوارع مدينة جدة وبقية المدن يوميا قبيل آذان المغرب خلال هذا الشهر الفضيل كثافة في حركة السير، فالكل يريد أن يصل قبل الآذان إلى منزله أو الجهة المتوجه لها،

ورصدت ” البلاد ” خلال جولة ميدانية تلك الكثافة والتقت عددا من أصحاب السيارات والمتسوقين الذين يسابقون الوقت قبل موعد الآذان مما يتسبب في ارباك الشوارع ووقوع بعض الحوادث المرورية ، خصوصا مع إزدحام الشوارع الرئيسية والأحياء في عروس البحر الأحمر بأرتال من السيارات في سباق اللحظات الأخيرة لما قبل الإفطار بساعات، ما يتسبب في اختناقات للشوراع من قبل المواطنين والمتسوقين الذين يحرصون على الشراء في وقت الذروة.

وأكد عدد من المواطنين أن لحظات ما قبل الإفطار في أيام شهر رمضان في المدن الكبرى تشكل أصعب اللحظات التي تمر على الصائم، حيث تشهد الشوارع والطرقات سباقا محموما وغير معلن بين قائدي المركبات وخاصة الشباب منهم والذين ينطلقون بأقصى سرعاتهم وهم في طريقهم إلى الأسواق لتأمين ما تبقى من مستلزمات الإفطار أو إلى منازلهم ويتسبب ذلك في وقوع ملاسنات.


وقال كل من سعيد المالكي، عبدالله بن ناصر، عبد الله أحمد لـ “البلاد” أن الحوادث المرورية تحدث في الغالب في الساعة الأخيرة التي تسبق أذان المغرب، لافتين إلى أن هناك عوامل تؤثر على الصائم وتسبب له التوتر في هذه الفترة، لانخفاض مستوى السكر في الدم لدى بعض الصائمين ما يجعلهم عرضة للتوتر، وأضافوا: من الخطأ الشديد قيام قائد المركبة في هذه الفترة بالخروج من منزله، إذا كان متوتراً أو قلقاً، ويؤكد كل من سعيد بن علي وناصر محمد ، حرصهما الشديد على عدم الخروج من المنزل بعد صلاة العصر للمحافظة على صيامهما من أي خدش، نظراً لما تشهده الشوارع من سباق محموم قبيل آذان المغرب وحدوث مشادات كلامية وأحيانا مشاجرات بالأيدي في الأسواق التجارية والبسطات الرمضانية.

يذكر أن الحوادث المختلفة في الأوقات التي تسبق الإفطار والسحور تكثر هذه الأيام لذلك يستنفر الهلال الأحمر السعودي جهوده وإمكانياته على مدى الـ 24 ساعة في رمضان، فيما يتم تكثيفها في ذلك التوقيت تحديدا، حيث تحتاج تلك الحوادث إلى سرعة في الإنجاز، ودقة فائقة في التركيز، عند تدخلهم العاجل، لتقديم الإسعافات الأولية قبل نقل المصاب إلى المستشفى ، ففي الوقت الذي يتناول فيه معظم الناس وجبة الإفطار الرمضانية مع أسرهم، يبقى المسعف داخل مركز الهلال الأحمر يراقب أجهزته اللا سلكية، حفاظا على سلامة جميع المواطنين والمقيمين والزوار.

فيما يبذل رجال المرور جهودا جبارة في ضبط إيقاع حركة السير خاصة في لحظات ماقبل الإفطار في كافة المدن ومحاور الشوارع ذات الكثافة المرورية العالية، خصوصا وأن بعض السائقين يرتكبون أخطاء مرورية في الساعة الاخيرة من اليوم وينتج ذلك غالبا عن السرعة غير المبررة ماينتج عنها حالات دهس وصعود الارصفة وغيرها من الحوادث المأساوية من أجل اللحاق بموعد الافطار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *