كييف – البلاد
دخلت الحرب الروسية على أوكرانيا أمس (الأربعاء) يومها الثاني والأربعين، بينما أكد أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرغ، أنها تدخل مرحلة حاسمة، مشيرا إلى أن حرب أوكرانيا قد تدوم أشهراً وربما سنوات وعواقبها الأمنية طويلة الأمد، مضيفاً: “نحن أمام واقع أمني جديد فرضته روسيا على شرق أوروبا”. وتوقع ستولتنبرغ حصول هجوم روسي واسع شرقاً، قائلاً إن قوات روسيا تعيد انتشارها بهدف السيطرة على إقليم دومباس وربطه بشبه جزيرة القرم، مشيرا إلى أن حلف شمال الأطلسي سيبحث في مسألة دعم أوكرانيا بأسلحة متقدمة، مبيناً أن كييف في حاجة عاجلة للمساعدات العسكرية. في وقت تستعد القوات الروسية لشن هجوم لفرض سيطرة كاملة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك بشرق أوكرانيا، حسبما قال متحدث عسكري أوكراني. ودعت الحكومة الأوكرانية، سكان شرق البلاد لإخلاء المنطقة فورًا، إذ نقلت وزارة الاندماج عن نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك قولها إن “السلطات الإقليمية تدعو السكان إلى مغادرة هذه الأراضي وبذل قصارى جهدهم لضمان أن تجري عمليات الإجلاء بطريقة منظمة”. وأضافت أنه يجب القيام بذلك “فورا” تحت وطأة “المخاطرة بالموت” خلال الأيام القادمة، محذرة من أنه في حال شن الجيش الروسي هجوما كبيرا في المنطقة فلن نتمكن من مساعدة السكان لأنه سيكون من المستحيل عمليا وقف القتال.
وأعلن معلن مجلس مدينة كييف، أمس، أن 89 شخصاً، بينهم أربعة أطفال، قُتلوا في كييف منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يوم 24 فبراير الماضي، مبينا أن 398 آخرين أُصيبوا و167 مبنى سكنياً لحقت بها أضرار جراء الضربات الروسية، منبها السكان لضرورة متابعة التحذيرات الخاصة بالغارات الجوية على الرغم من انسحاب القوات الروسية من منطقة كييف في الآونة الأخيرة، كما أكد المجلس أن كييف أصبحت أكثر أماناً، إلا أن التهديد بشن ضربات جوية ما زال قائما. جاء ذلك بعدما أعلنت موسكو قبل أيام الانسحاب من محيط العاصمة الأوكرانية كييف، فيما اتهم السلطات الأوكرانية بالوقوف وراء الاستفزازات السافرة في مدينة بوتشا حيث اكتشفت جثث مدنيين عقب انسحاب القوات الروسية منها. وبينما لا تزال مدينة ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا محاصرة منذ أسابيع عدة، أعلنت المخابرات العسكرية البريطانية في إحاطة يومية، أن القتال الضاري والضربات الجوية الروسية مستمران على تلك المدينة، مرجحة أن تضغط القوات الروسية على المقاتلين فيها من أجل الاستسلام. وأكدت وزارة الدفاع، أمس، أن “الوضع الإنساني في المدينة يزداد سوءا”، مضيفة أن “معظم السكان المتبقين البالغ عددهم 160 ألفا ليس لديهم كهرباء أو اتصالات أو دواء أو تدفئة أو ماء، مشيرة إلى أن القوات الروسية منعت وصول المساعدات الإنسانية.