الرياض : البلاد
أعلنت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” عن ترشيح 17 ألف طالب وطالبة من أصل 43 ألفاً سجلوا في مقياس موهبة للقدرات العقلية المتعددة، ضمن البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، الذي تنظمه موهبة سنوياً، بشراكة إستراتيجية مع كل من: وزارة التعليم، وهيئة تقويم التعليم والتدريب، ممثلة بالمركز الوطني للقياس.
وكشف معالي الأمين العام للموهبة الدكتور سعود بن سعيد المتحمي نتائج العام خلال حفل أقيم مساء أمس، بحضور وكيل وزارة التعليم للتعليم العام الدكتور محمد المقبل، والمدير التنفيذي للمركز الوطني للقياس الدكتور عبدالله القاطع، وعدد من مديري تعليم المناطق، وعدد من الإعلاميين والأكاديميين.
وأكد الدكتور المتحمي في مؤتمر صحفي , أن البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين قصة سعودية ناجحة بامتياز، يجب إبرازها باعتبارها نموذجاً ناجحاً في الفكرة والمناهج والنتائج بين موهبة ووزارة التعليم ومركز قياس، وأنه أحدث حراكاً نوعياً في المجتمع السعودي لتحقيق رؤية 2030.
وأشار معاليه إلى أنه في البداية كانت الأرقام في البرنامج الوطني متواضعة ومحدودة، ولكنها أصبحت الآن بعشرات الآلاف من الطلاب الموهوبين المكتشفين، وتحديداً أكثر من 161 ألفاً، فيما تجاوزت أعداد المسجلين والمتقدمين مئات الآلاف، مطالباً بتسليط الضوء على تجربة نجاح هذه الشراكة، لافتا الانتباه إلى أن المواهب سابقاً كانت علمية ومعرفة، ولكن مع وجود ودعم وزارة الثقافة، أصبحت مواهب ثقافية وفنية وأدبية، في حراك تشهده المملكة من أجل تحقيق رؤية 2030 .
وأضاف أن عملية الاكتشاف تغير شخصية الفرد الذي صنف على أنه موهوب، وتغير نظرته للحياة ومستقبله، مؤكداً أن الاكتشاف يسبق الرعاية في الأهمية، وكاشفاً عن قرب إطلاق أكاديمية موهبة برعاية وتمكين موهوبي الوطن، بمنظومة متكاملة تشمل المعلم والمناهج والبيئة المدرسية، مشيرا إلى أن المملكة تملك أفضل برنامج رعاية شاملة، وهي صاحبة النهج الأكثر شمولاً لاكتشاف ورعاية الموهبة في العالم، بشهادة الخبراء الدوليين، والبحوث العلمية المنشورة في مجلات عالمية مختصة ورصينة.
وأوضح معاليه أن المملكة حصدت 465 جائزة في الأولمبيادات الدولية، وهي مسابقات ليست مفتوحة للأعداد، وإنما تتطلب عدداً محدوداً من الطلاب المشاركين باسم كل دولة، يتراوح ما بين 3 أو 4 طلاب فقط، مشيراً إلى أن عدد جوائز السعودية قبل أن تتسلم موهبة الملف كان محدوداً جداً، لكن الآن أصبحت المملكة في مقدمة الدول فيما يتعلق بالإنجاز، وتحتل المرتبة التاسعة في مسابقة آيسف من بين 160 دولة.
وأبان أن أعضاء مجلس إدارة موهبة ينظرون لأبناء موهبة من باب الاستثمار في الموارد البشرية، وليس من باب المسؤولية الاجتماعية، مفيدا بأن الشراكات في موهبة جزء أساسي في برامج الرعاية، انطلاقًا من الاستثمار في رأس المال البشري، وكذلك أهمية الذكاء الاصطناعي التي توليها مؤسسة “موهبة” في توجهاتها المستقبلية، من خلال تقديم برامج متخصصة مع مؤسسات محلية وإقليمية وعالمية، إضافةً إلى عدد الطلبة الذين تم اكتشافهم من أجل تقديم الرعاية لهم ضمن برامج وخدمات “موهبة” في السنوات المقبلة تجاوز أكثر من 17 ألف طالب وطالبة، ويجري العمل على ترشيحهم للبرامج والخدمات المقدمة من كل من: “موهبة”، ووزارة التعليم، والجهات الداعمة للموهوبين، حسب معايير البرامج ومتطلباتها.
وأضاف أنه جرى إعلان نتائج مقياس موهبة في سجل الطالب على بوابة موهبة، استكمالاً لمسيرة أعمال البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، وفُتح التسجيل في البرامج الإثرائية التي ستقام في الصيف، كما يمكن للطلبة الاطلاع على معلومات التسجيل لجميع البرامج عبر موقع موهبة الإلكتروني، مشيراً إلى أن المقياس أضاف هذا العام مزايا تفاسير لنتيجة الطالب، تسانده في فهم تشخيص موهبته وتطوير ذاته، ضمن المحاور المغطاة، وهذا يأتي استمراراً للارتقاء بخدمات المؤسسة، وتعزيزاً لدور المقياس كأداة تشخيصية فاعلة.
من جهته، قدم نائب الأمين العام لخدمات الموهوبين الدكتور باسل السدحان عرضا مرئياً عن البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، الذي هدف إلى وضع آلية واضحة لاكتشاف الموهوبين، بشراكة إستراتيجية مع وزارة التعليم، وموهبة، ومركز قياس، حيث جرى تطوير مقياس موهبة للقدرات العقلية المتعددة الذي يعد المحرك الأساسي للدخول إلى أغلب البرامج التي تقدمها موهبة، ويقيس قدرة الطلاب في مختلف العلوم.
وقال : إن البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، يمثل رحلة طويلة من الإنجازات والعمل على مدى 11 عاماً، حيث بلغت نسبة الطلبة المؤدين للمقياس في هذا العام في المستوى الأول، الذي يشمل الصفوف (ثالث ورابع وخامس ابتدائي) 24%، بينما بلغت نسبة الطلبة في المستوى الثاني، الذي يشمل الصفوف (سادس ابتدائي وأول وثاني متوسط) 31%، ووصل طلبة المستوى الثالث (ثالث متوسط وأول ثانوي) 45% من إجمالي الطلبة المؤدين للمقياس، كما بلغت نسبة الطلبة السعوديين 96%، في حين بلغت نسبة الطلبة غير السعوديين 4%، وكانت نسبة الطلبة ممن أدى المقياس باللغة العربية 93%، ولمن أدوا المقياس باللغة الإنجليزية 7%.
وفي الختام شاهد الحضور فيلم “موهبة” الذي استعرض قصة نجاح المؤسسة ومسيرتها على مدى أكثر من عشرين عاماً، وإنجازاتها ومساهماتها في نقل تجربتها للأشقاء في الوطن العربي والعالم، حتى باتت صاحبة النهج الأكثر شمولاً في اكتشاف ورعاية وتمكين الموهوبين على مستوى العالم بشهادة الخبراء الدوليين، وفيلم “البرنامج الوطني” الذي عرض تجارب أبناء موهبة، ورحلتهم مع البرنامج، حتى الوصول إلى العالمية ومنصات التتويج تضمن مسيرة 11 عاماً من عمر البرنامج، وما تحقق من إنجازات وتطوير لاكتشاف كنوز الوطن من الموهوبين والموهوبات.
يذكر أن “موهبة” استثمرت منذ نشأتها في بناء مناهج علمية متخصصة وأنشطة إثرائية في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات وغيرها، لتقديمها للطلبة في المراحل الدراسية كافة، مع بيوت خبرة عالمية، مثل مركز الطلبة الموهوبين بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، ومركز نورد أنجليا في بريطانيا، إضافة إلى وجود برامج متخصصة لصقل مهارات الطلبة الموهوبين في البحث العلمي واللغة الإنجليزية والمتطلبات الأساسية للقبول في الجامعات العالمية المرموقة، وهي البرامج التي يتم التأهل لها عبر معايير تستند على مقياس موهبة للقدرات العقلية المتعددة، إضافة إلى لجميع الدخول في برامج ومسابقات مفتوحة، مثل: مسابقات موهوب، وكانجارو موهبة، وبيبراس موهبة، وبرنامج موهبة للأولمبيادات الدولية، والأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، وهي برامج مستمرة طيلة العام، تتيح لهم الحصول على خدمات واسعة ومشاركات عالمية.
كما يعد “مقياس موهبة للقدرات العقلية المتعددة”، المحطة الأولى لرحلة الطالب الموهوب، ومدخلاً لمعظم خدمات وبرامج موهبة، ويشمل عدة محاور، تتضمن: المرونة العقلية، والاستدلال الرياضي والمكان، والاستدلال العلمي والميكانيكي، والاستدلال اللغوي وفهم المقروء، ويتاح للطلبة أداء المقياس باللغتين العربية والإنجليزية، عبر أكثر من 100 مقر محوسب للطلاب المستهدفين من الصف الثالث الابتدائي إلى الأول الثانوي، وبلغ عدد الطلاب والطالبات الذين أدوا المقياس على مدار 12 عاماً أكثر من 466 ألفاً، وتم اكتشاف أكثر من 161 ألفاً من بينهم، حيث كانت المرحلة الأولى من البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين قد انطلقت في العام 2011م، وشملت 16 إدارة تعليم بنين وبنات، ثم المرحلة الثانية في 2012م، وشملت 29 إدارة تعليم بنين وبنات، تلتها المرحلة الثالثة عام 2013م، وتضمنت تغطية إدارات التعليم كافة، ليصبح إجمالي الإدارات التعليمية 47 إدارة تعليمية.