متابعات

السلال الرمضانية .. ترجمة للتكاتف المجتمعي

جدة ـ عبد الهادي المالكي

يعد العمل التطوعي من المحركات الأساسية للمجتمعات، حيث يسهم المتطوعون في تلبية العديد من الحاجات المجتمعية ومد يد المساعدة للكثير من فئات المجتمع، كما أنه قياس للتضامن والتكافل الاجتماعي ، وفي شهر رمضان تبلغ الأعمال التطوعية منحناها الأعلى حيث تكثر الأعمال الخيرية ويتسابق المتطوعون للمساهمة في تنفيذ برامج ومشاريع وأعمال توزيع المساعدات وتقديم الخدمات، ومما يسهم في تسهيل تحقيق رغبات الأفراد للقيام بالأعمال التطوعية والخدمات الخيرية هو توفر المنصات التطوعية الموثوقة التي تمكن أفراد المجتمع من تفعيل طاقاتهم مثل المنصة الوطنية للعمل التطوعي لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.

بادرت المؤسسات والجمعيات الخيرية في شهر رمضان المبارك الحالي بتوزيع السلال الغذائية على المستفيدين من خدماتها امتداداً لدورها الفاعل وما تمليه المسؤولية المجتمعية التي توجب التكاتف وضمن الجهود الفاعلة للقطاع غير الربحي لتوزيع السلال الرمضانية.

في البداية يقول أنور ضيف الله : توزيع السلال الرمضانية عادة سنوية وبحكم إنني من سكان جنوب جدة واكثر الأسر المحتاجة موجودة في هذا الجزء من المحافظة حيث قمت ومجموعة من الشباب بجمع مبالغ مادية وشراء سلال رمضانية ونقوم بتوزيعها على المحتاجين في الاحياء، وقد توصلنا إلى الاسر التي كنا ندعمها والذين ارتحلوا إلى احياء أخرى حيث توصلنا إليهم عن طريق الهاتف ، وبحمد الله يتم توزيع السلال الرمضانية يوميا كما أن الكثير من الاسر تأتي إلى المستودع لأخذ حصتهم من السلال الرمضانية. وبفضل من الله لنا في هذا العمل الخيري قرابة الخمس سنوات حتى اصبح هناك أناس يقومون بتحويل مبالغ مالية على حسابي لإشراكهم في الأجر وشراء هذه السلال ولا اعرف عنهم شيء حيث انهم لا يفصحون عن أسمائهم .

واستطرد أن السلة تحتوي على كل ما تحتاجه الأسرة في رمضان بالإضافة الى كل من يقوم بأخذ سلة يأخذ معها كيس دقيق 10 كيلوجرامات. وعن فكرة ان يكون هناك تطبيق على الجوال لمثل هذه الصدقات قال: فكرة التطبيق هي فكرة جميل حيث انها تعطي المجال لمل من أراد ان يتصدق بسلة ان يدخل التطبيق ويبحث عن أي فريق يتبرع بجمع هذا السلال وتوزيعها وكذلك يعطي الفرصة للمحتاجين معرفة الفرق وفاعلين الخير ومواقهم.

أرز وسكر
من جهة أخرى قال عبادي علي وهو احد المسؤولين بأحد المستودعات بجنوب جدة: السلال الرمضانية التي نقوم بتعبئتها في شهر شعبان وطيلة شهر رمضان بناء على طلبات زبائننا من فاعلي الخير والمتطوعين وبعض الجمعيات علما بأن المستودع السلال متوفر طول ايام السنة ويتراوح عددها من عشرين الى ثلاثين سلة ولكنها تكون مضاعفه في رمضان ونهاية شهر شعبان قد تصل الى 400 سلة يوميا
اما مكونات السلة فتتمثل في الأرز والسكر والزيت والحليب والمعجون والتمر ومكرونة وشاي وملح ومعلبات وبقوليات وشعيرية ومشروبات العصائر وغيرها من المواد الغذائية. وعن أسعار السلال قال: يتراوح سعر السلة من مائة ريال الى300 ريال حيث أن بعض فاعلي الخير يطلبون مضاعفة محتويات السلة وعلى سبيل المثال يكون السكر 10 كيلوجرامات بعد أن كان 5 كيلوجرامات وهكذا في بقية المكونات.

إسعاد الغير
من جهته قال امام وخطيب جامع الوالدين بحي الصواري عبدالعزيز المالكي : ان من عظمة ديننا هو التكاتف بين أفراده ولذلك الشخص يسعى ويبذل نفسه لإسعاد غيره ومن ذلك السلال الرمضانية التي توزع في شهر رمضان. قال رسول الله صل الله عليه وسلم ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ” والسلال الغذائية خير كثير ولله الحمد تنتشر في كل مكان في مملكة الحبيبة وخير مثال على ذلك ما نلاحظ من توزيع مواد غذائية عند الإشارة في وقت الإفطار وهذا يدل على عظمة هذا الدين الحنيف.


بصمة خير
كما أنه في هذا الإطار يبرز دور مؤسسة “بصمة خير” بالرياض التي تنفذ العديد من المبادرات الخاصة بشهر رمضان المبارك والموجهة للأسر المستفيدة فقد تضافرت الجهود في لإعداد السلال الرمضانية، حيث تعقم ومن ثم توزع بناء على الاحتياج والحصر، وتحتوي كل سلة على 14 نوعاً من المواد الغذائية والمتطلبات الأساسية؛ وتوزع السلال بواسطة الفرق التطوعية من الجنسين بعد أن يقوموا بأعمال التغليف والتعقيم والتوزيع على الأسر في الأوقات المسموح فيها بالتجول .

جمعية المكفوفين
وفي ذات الغاية تقدم “جمعية المكفوفين الخيرية” بالرياض عدة مبادرات منها مبادرة “سلة كفيف الرمضانية ” لتوفير الدعم الغذائي للأسر المتضررة والأسر ذوي الدخل المحدود، في 35 حياً سكنياً بمدينة الرياض شملت الجانب التوعوي من خلال الرسائل التوعوية في وسائل التواصل الاجتماعي والمطبوعات الأرشادية بطريقة “برايل”.
ومن ضمن المبادرات التي تسهم في الدعم المجتمعي، مشاركة جمعية أعمال للتنمية الأسرية ممثلة بمبادرة “جود” في شهر رمضان المبارك لتوزيع السلال الغذائية على الأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي، بهدف التخفيف من الأعباء الاقتصادية على الأسر محدودة الدخل .

وتتضافر الجهود الخيرية من خلال ما عملت عليه جمعية أيامى الخيرية المتخصصة في الرعاية النوعية للأرامل والمطلقات في دعم 500 أسرة في مدينة الرياض إضافة إلى الإسهام بسداد إيجارات المنازل للأسر المحتاجة.

نظام إلكتروني
كما بدأت جمعية البر الخيرية بمحافظة العارضة حملتها الرمضانية للعام الحالي، بتنفيذ مشروع السلة الرمضانية الذي يشمل 1535 أسرة من المستفيدين بتكلفة تبلغ 1,243,350 ريالًا.
وأوضح رئيس الجمعية حسين الحريصي أن الجمعية تنفذ المشروع في رمضان الحالي عبر نظام إلكتروني خاص بالجمعية جرى ربطه بثمانية متاجر تم التعاقد معها للصرف منها، حيث يصدر أمر الصرف للمستفيدين عبر النظام وترسل القسائم الشرائية على جوالات المستفيدين، لكل مستفيد كود خاص به يصرف مرة واحدة فقط.
وأشار إلى أن الجمعية شرعت بتوزيع السلال الغذائية التي شملت 4772 سلة غذائية و4767 كرتونًا من التمور و 4140 كيسًا من الدقيق و625 كيس أرز عبر مستودع الجمعية.

مكونات السلة
وأطلقت جمعية البر الخيرية بمنطقة جازان مبادرتها لتوزيع 50 ألف سلة غذائية رمضانية تحت شعار “سلة الخير في شهر الخير”, لكافة جمعيات المنطقة، وذلك ضمن المبادرات التي تنفذها الجمعية خلال العام الحالي. وأوضحت الجمعية أن المبادرة تهدف لتلبية متطلبات واحتياجات الأسر المستفيدة من خدماتها وغيرها من الأسر الأكثر احتياجاً، وأسر الأيتام والأرامل والمطلقات بالمنطقة خلال شهر رمضان المبارك، مبينةً أن السلال الغذائية الرمضانية التي توزع خلال المرحلة الأولى وتستهدف 50 ألف أسرة, تتكون من 15 صنفاً من الأصناف الغذائية الرئيسة مثل: الأرز والسكر والشاي والمكرونة والدقيق والتمر والحليب وغيرها من الاحتياجات.
وأكدت الجمعية سعيها لتطبيق المعايير الخيرية بما يخدم الأسر المستفيدة من خدماتها، من خلال التعاون مع جميع الجمعيات الخيرية بالمنطقة وعُمد الأحياء والفرق التطوعية لإيصال السلال الغذائية للأسر المستفيدة في أسرع وقت ممكن، مشيرةً إلى أنها ستواصل توزيع سلالها الغذائية طيلة شهر رمضان المبارك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *