تعد الروابط الأسرية ، والعلاقات الاجتماعية بين الأفراد من أهم اواصر التواصل والمحبة والتقدير في المجتمعات الاسلامية بعد روابط العقيدة والدين.
ولقد أصبحت الروابط الأسرية والاجتماعية هي آخر ما يُفتكر بعد غزو الأجهزة الحديثة (الجوالات) ولازمت يد الكبير والصغير، والذكر والانثى. وأصبحوا في عُزلة عن العالم المحيط بهم.
وخاصة في حضرت كبار السِّن ، الذين هم ناصية الحكمة، وأغلى ما نملكه في الحياة.
فهم من أشدوا زمانهم دون كللٍ أو ملل في بناء حياتهم ، لا يلتفتون للوراء بل يصمتون عن الآلام، وقسوة الأيام. فقد سخَّر الآباء كل ذلك لراحة ابنائهم وسعادتهم في الحياة منذُ نعومة اظفارهم .
فدارت عجلة الحياة ، وتقدم سنهم ، وعجزت أيديهم ، ووهنت عظامهم ، فصُمَّت الآذان عن سماعهم ، واستدارت الأبصار عن النظر إليهم ، بعدما كان الكل ينصت الى حديثهم ، ويعجب لقصصهم ، وملاحهم ، التي عاشوها أيام قوتهم ، وشيدوها لأجيالهم بكل اقتدار.
والآن مع غزو الأجهزة الغبية في هذا الجانب ، أفسدت علينا مجالسنا ، فأفقدتها رونقها ، وعزلت كل فردٍ من الأسرة في زاوية ضيقة في عالمه الافتراضي في غربة حقيقية.
فصارت الأجهزة الغبية هي شغله الشاغل ، وكبار السِّن هم آخر اهتماماتهم !
فأصبح جيلُ الجوالات موجودين، ولكن لا تفاعل مع محيطهم الاجتماعي لا فرحاً، ولا ترحا، مع أنَّ الحياة قصيرة محدودة ، والأفعال منسوجة.
أخيراً أيُّها القارئ الكريم: لا تخسر أغلى ماتملك ، بأرخص ما تملك… فتندم !
saud91399@