الماء هو أغلى مورد على كوكب الأرض وأساس وسر الحياة فيه، فوجوده وجود للحياة وضمان للوصول إلى كل أهداف التنمية بشتى صورها، ومع هذه الأهمية لمورد المياه إلا أن هنالك تحديات مائية عالمية تجابه الكثير من دول العالم متمثلة في نقص أو نضوب هذا المورد الحيوي المهم نتيجة النمو السكاني المتسارع وارتفاع مستوى المعيشة والحاجة للمياه في جوانب مهمة كالزراعة والصناعة والاستهلاك البشري وغيره .
وتشير التقارير والدراسات العالمية إلى أن مشكلة المياه ستكون على صدارة المشكلات التي ستجابه البشرية في القرن الراهن، لذا تعمل الكثير من دول العالم على استنباط حلول لها سواء من خلال ابتكار أساليب تقنية جديدة أو سن تشريعات ترشد استهلاك المياه.
وعلى صعيد الوطن العربي فإنه يواجه تحديات جمة في مورد المياه فهو مصنف على أنه من أكثر المناطق فقراً للمياه على مستوى العالم، حيث تشير إحصائيات صادرة في العام 2011م إلى أن حصة الفرد من المياه العذبة بلغت 500 متر مكعب في السنة بينما كانت تقدر ب 2000 متر مكعب عام 1960م، ويطلق على المنطقة العربية مثلث العطش حيث بها أقل من 7% من المخزون العالمي للمياه، كما أن الأنهار الكبرى في المنطقة العربية مثل النيل والفرات ودجلة تنبع من دول أخرى وبذا تظل دول المصب بين شد وجذب مع دول المنبع في مسألة توفر حصتها المائية.
وهنالك عدة استراتيجيات للوصول إلى حلول لمشكلة نقص المياه التي تواجه العالم منها على سبيل المثال لا الحصر، التوعية والتثقيف بالأساليب الكفيلة بوقف هدر المياه العذبة، واستخدام تقنيات حديثة بغية المحافظة على مصادر المياه وتحسينها لاسيما في المناطق التي تشهد انحساراً في المياه الجوفية أو تواجه شحاً في مياه الأمطار وكذلك إعادة تدوير مياه الصرف الصحي والاقتصاد في المياه المخصصة للري وتحديث وسائل تجميع مياه الأمطار وقيام شراكات بين الدول والمجتمعات لاستنباط حلول فعالة لقضايا المياه وتوفرها وسن تشريعات وطنية وعالمية لحمايتها من التلوث والهدر وخفض استخدام المياه في الصناعة، بجانب استصحاب التحول إلى الاقتصاد الأخضر لتحقيق الاستدامة في جميع القطاعات بما فيها قطاع المياه وغيره.
وفي الخليج العربي فليس هنالك مصدر حقيقي راهن لدوله لسد النقص في المياه سوى تحلية مياه البحر نظراً لقلة مياه الأمطار والعيون والآبار، وفي هذا الصدد فقد نجحت المملكة منذ عام 1928م في الحصول على احتياجاتها المائية من خلال تحلية مياه البحر جنباً إلى جنب مع المياه الجوفية ومياه الأمطار. ونظراً لأن قضية المياه تهم كافة دول المنطقة العربية لذلك ينبغي تكاتف الجهود لاستنباط استراتيجيات وبدائل كفيلة باستدامة الإمداد المائي وبالتالي تحقيق الأمن المائي لشعوبها.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@