أربعة تحديات تواجه صناعة السفر بالطائرات .. ضيق مساحة كبينة الركاب والممرات والمطابخ والحمامات .. ومقاعد الركاب متقاربة جدا ومتلاصقة .. ومحركات غير صديقة للبيئة .. وأسعار تذاكر السفر مرتفعة جدا. وتفاقمت الأمور تعقيدا على شركات الطيران .. وأضافت أعباءً اقتصادية جديدة وشديدة القسوة نتجية جائحة كورونا .. حيث توقف السفر كليا لفترات تزيد عن السنتين.
والآن والعالم يعود تدريجيا الى الحياة أشبه بالاعتيادية ولكن بمعايير ومتطلبات مختلفة وسلوك متغير لجمهور المسافرين والعملاء ..
خلال السنتين الماضيتين .. تغيرت أحوال البشر على سطح الكرة الأرضية .. وتغيرت سلوكيات العملاء .. وأصبح هاجس الصحة العامة والخوف من العدوى وانتشارها .. هو المهيمن على عقول البشر .. وأصبحت أنظمة السفر وقوانينه متغيرة بمعدلات سريعة ولا يمكن التنبؤ بها .. وفق توجهات وزارات الصحة في مختلف دول العالم.
لذلك أرى أن على شركات الطيران العائدة من الجائحة أن تعمل جاهدة على تحديد متطلبات العملاء الجديدة وفق عوامل ثلاث .. الصحة العامة كما ذكرت سابقا .. بالاضافة إلى الراحة والرفاهية .. وسهولة وإنسيابية إجراءات السفر في مختلف المواقع ..
وتجدر الإشارة الى أن معدلات عودة السفر بالطائرات والخاصة بالرحلات الترفيهية والسياحية في إزدياد مضطرد .. إلا أن رحلات الأعمال لا زالت متعثرة وبطيئة حيث أن تطبيقات التواصل ووسائط الاجتماعات واللقاءات الغفتراضية تطورت واثبتت جدواها وجودتها خلال الجائحة وتساعد إقتصاديات الشركات ورجال الأعمال على ترشيد النفقات.
وتشير مراكز البحث ومنظمات الطيران الى أن نسبة العودة للسفر بحلول 2024 هي 80 % .. أما فيما يختص برحلات العمل فإن شريحة هذا السوق ستظل في حالة إنكماش كما ذكرت سابقا .. لذلك يجب على شركات الطيران أن تعيد صياغة نماذج أعمالها حتى تتوافق ومتطلبات الرحلات السياحية والترفيهية.
وأيضا يجب على شركات الطيران أن تعيد النظر في عمليات تشغيلها بناءً على أسس اقتصادية مبتكرة .. وأولها طرق واساليب الجدولة ومعادلات التشغيل .. حيث أن هناك نوعين من الركاب .. بعضهم يفضل دفع سعر أعلى توفيرا لوقته مقابل أن تكون رحلاته دون توقف .. أما معظم عملاء رحلات الإجازات السياحية فلا يعطوا الوقت أهمية كبيرة .. لذلك ليس لديهم مانع من التوقف في محطة أو اثنتين أثناء الرحلة مقابل تقليص سعر التذاكر.
وبناءً على ماسبق .. أيضا يجب على شركات الطيران أن تعيد النظر في بعض الخدمات التي تقدمها مجانا الى الركاب .. وإعادة دراستها كي يمكن بيعها أثناء الرحلة للركاب .. ومنها مثلا حمل الشنط اليدوية داخل الكبينة بمقابل .. او حتى دخول الحمامات بمقابل دون مبالغة وغيرها كثير.