بغداد – البلاد
عدوان مستمر من إيران على دول المنطقة عبر أذيالها أو بشكل مباشر كما يحدث في العراق، عندما تبنى الحرس الثوري الهجوم الصاروخي على أربيل ليؤكد بما يلا يدع مجالا للشك أن طهران تنوي مواصلة انتهاك السيادة العراقية، وهو ما يا رفضه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي أكد عدم السماح بتحول بلاده إلى ساحة لتصفية الحسابات الخارجية، مبينا خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الحكومة ماضية في اتخاذ إجراءات لتحصين سيادة الدولة ضد أي اعتداءات، فيما أكد بلنكين تضامن الولايات المتحدة مع العراق، ومساندتها لما من شأنه دعم أمنه وسيادته.
وقالت حكومة إقليم كردستان إن الصواريخ استهدفت القنصلية الأمريكية ضمن مواقع أخرى، بينما استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير الإيراني لدى بغداد للاحتجاج على الهجوم، في وقت وصف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الواقعة بأنها “هجوم شائن” لكنه قال إنه لم يصب أي أمريكي بأذى ولم تلحق أضرار بالمنشآت التابعة للحكومة الأمريكية في أربيل. وندد السفير الأمريكي لدى العراق ماثيو إتش تويلر بالهجوم، وقال إن “عناصر من النظام الإيراني أعلنت المسؤولية عن هذا الهجوم وتجب محاسبتها”. وآخر مرة تعرضت فيها القوات الأمريكية لهجمات بصواريخ باليستية كانت في يناير 2020 عقب اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد عبر غارات شنتها الولايات المتحدة.
وعقب الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف محيط القنصلية الأمريكية في أربيل، اعتبر المجلس الوزاري للأمن الوطني في العراق، أن الهجوم الصاروخي الذي انطلق من الأراضي الإيرانية مستهدفاً عاصمة إقليم كردستان العراق، يعد “اعتداء على مبدأ حسن الجوار، وانتهاكا للقوانين والأعراف الدولية”. وقال المجلس في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، إن العراق سبق أن أعلن رفضه انتهاك سيادته واستخدام أراضيه لتصفية الحسابات بين الدول والجهات، مشددا على موقفه “برفض استخدام أراضيه للاعتداء على دول الجوار”، موضحا أن العراق طلب عبر المنافذ الدبلوماسية توضيحات صريحة من الجانب الإيراني، وهو ينتظر موقفا من القيادة السياسية الإيرانية في رفض الاعتداء، فيما أعلن المجلس الاستمرار بالانعقاد لدراسة التطورات وبحث الآليات الكفيلة بحماية أمن العراق وسيادته.
وتواصلت الإدانات الدولية أمس، إذ أدانت باريس بأكبر قدر من الحزم إطلاق الصواريخ على إربيل، مشيرة إلى أن الهجوم يهدد استقرار المنطقة بأكملها. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، إن الهجوم “يهدد استقرار العراق والمنطقة”، مشددة على التزامها حيال “سيادة العراق واستقراره واستقرار منطقة كردستان ذات الحكم الذاتي في داخله”. وأضاف البيان: “مثل هذه الأعمال تقوض الجهود الرامية إلى السماح بالعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) التي تساهم فيها إيران أيضا”.
وتابع “هناك ضرورة ملحة لإنهاء المفاوضات التي بدأت قبل نحو عام ووضع حد لمثل هذا السلوك غير المسؤول والخطير”. من جهتها، أدانت وزارة الخارجية البريطانية الهجوم الصاروخي الإيراني، مؤكدة أن الهجوم الإيراني انتهاك واضح وغير مبرر للسيادة العراقية. وقالت إن لندن ستواصل دعم أمن واستقرار العراق بما في ذلك إقليم كردستان العراق.
يذكر أن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، أوضح أن الهجوم نفذ بـ”12 صاروخاً باليستياً” أطلقت “من خارج حدود الإقليم وتحديداً من جهة الشرق”. وغالبا ما يشهد العراق الذي يملك حدودا شرقية واسعة مع إيران الداعمة لفصائل وميليشيات محلية عدة، هجمات صاروخية أو بالطائرات المسيرة على قواعد ومصالح أمريكية.