البلاد- جدة
حذر مختصون ومواطنون من غياب الوعي لدى بعض أولياء الأمور بطبيعة بعض الألعاب الإلكترونية، وعدم الاهتمام بالمخاطر التي يمكن أن تصيب أبناءنا من استخدام الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي بدون رقابة، ولا متابعة من الآباء او تركهم للعاملات المنزليات أو المربيات وغيرها من الأمور التي تتسبب في المشاكل.
وشددوا على ضرورة رفع الوعي عند الوالدين بأهمية اطلاعهم على الألعاب التي يقضي الأبناء وقتهم في لعبها على الشبكة العنكبوتية، مشيرين إلى أن متابعة الأطفال في هذه المرحلة يشكل عاملاً مهماً في حمايتهم، والتقليل من التهديدات والمخاطر التي قد يتعرضون لها، من محاولات الاستقطاب والتجنيد عن طريق الشبكة العنكبوتية، أو مخاطر التحرش عبر الألعاب الإلكترونية.
وقالوا إن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 – 16 عاماً، يتصرفون بشكل مختلف جداً أثناء تواجدهم على الإنترنت، ويحاولون ممارسة حريتهم بشكل أكبر بعيداً عن أنظار الآباء، كما أنهم يكشفون عن الكثير من المعلومات الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يتظاهرون بأنهم أكبر من أعمارهم الحقيقية، ولا يكتفون بذلك بل يحاولون أيضاً الدخول إلى المحتوى الرقمي غير الملائم لأعمارهم مما يجعلهم عرضة للمخاطر.
ضغوط الحياة
في البداية اكدت الدكتورة ربى شكري ناصر في زمننا الحالي وبسبب طبيعة الحياة والضغوطات الاقتصادية التي تتطلب الكثير من الجهد في العمل لكلا الوالدين لتوفير حياة معيشية معقولة يغيب دور الأبوين بالتوجيه والتربية ويقل الاهتمام بالأبناء في اهم سنوات حياتهم التي يتلقى فيها الطفل القيم من خير وشر وحق وباطل ويبني عليه سنواته التالية ويترك الأمر للعاملة المنزلية بدون رقابة الذي قد يتسبب بعواقب وخيمة فأنت لا تعرف من أي بيئة جاءت وما هي معتقداتها وعادتها التي ستنقلها وتربي الأولاد عليها ولا نعلم طريقة معاملتها لهم مما قد تعكس وتؤثر على نفسية وسلوك الطفل سلبا.. نصيحتي لمن اضطر أن يترك اولاده في هذة السنوات الأولى ( اللبنية ) مع المربية أن يكون ذلك تحت رقابة شخص بالغ ومؤتمن من أفراد الأسرة إن أمكن أو مراقبة الأبناء بوسائل التكنولوجيا الحديثة التي سهلت الكثير مثل برامج تحمل على الهاتف و تنقل بث مباشر صوت وصورة. حمى الله أبناءنا جميعا من كل سوء وان متابعة الأبناء ضرورة وعدم تركهم للآخرين وهم امانة لدينا ويجب المحافظة عليهم.
مهارات التربية
استشاري الأطفال الدكتور نصر الدين الشريف قال : تلجأ الكثير من الأسر في الاستعانة بالمربيات والخادمات وخصوصاً إذا كان عدد أفراد الأسرة كبيرا، وبالتالي تكون هناك حاجة ماسة لمساندة ربة البيت ، ولا سيما إذا كانت هي الأخرى موظفة ، وبالتالي فإن انجاز مهام البيت والاعتناء بالأطفال يكون كثيرًا على المربيات والخادمات.
ويضيف : من أكبر الأخطاء التي قد تحدث أن يرفع الوالدان مسؤوليتهما نحو أبنائهم ، ويتركون كل الأمور تحت تصرف المربيات والخادمات ، وهنا للأسف يتعلق الأبناء بهن أكثر من أسرهن وخصوصًا إذا كان الأطفال صغارا في السن ، وتزداد المشكلة أكثر إذا كانت هذه الفئة لا تتوافر لديها أدنى مهارات تربية الأطفال، وتنشئتهم والتعامل معهم، ما ينعكس سلباً على حالة الأبناء النفسية، والصحية، والسلوكية، لذا يجب على الوالدين توفير الرعاية والرقابة اللصيقة وعدم إهمال الأطفال وحمايتهم من المخاطر.
وتابع: أكثر ما يتأثر به الطفل من وجود المربية على مدار اليوم معه هو تأثيرها اللغوي، فنجد الطفل سرعان ما يتعلم كلماتها ويفهم المطلوب، وعندما تكلمه والدته فإأنه يجد صعوبة في تمييز كلماتها.
ودعا الشريف إلى ضرورة مراقبة الأطفال خاصة في تلك الفئة العمرية الخطرة، والانتباه من خطر وجودهم الدائم مع المربيات أو الخادمات ، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى تعرض الطفل لجرائم الأذى أو العنف أو الابتزاز، وهنا تقع على الأب والأم المسؤولية كاملة في حماية الطفل أو تعرضه لأي أذى أو خطر.
وأكد أن جلوس المربيات مع الأطفال فترة طويلة يعتبر كارثة ، فهناك تأثير سلبي في الأطفال خلال وجودهم فترة طويلة مع أحد أفراد العائلة، فكيف يكون التأثير في الأطفال من خلال وجودهم مع مربية ، فالمراحل الأولية من عمر الطفل من أهم وأخطر المراحل التي تشكل طباع وسلوك الطفل فيما بعد، حيث يتأثر بالشخص المرافق له ومن حوله، لأن الطفل يستنبط التقاليد الاجتماعية التي يراها فهو يقوم بتقليد من يراه من إيجابيات وسلبيات، وأولياء الأمور هم المسؤولون عن رعاية وتربية الطفل وحمايته من أي أثر سلبي قد يتعرض له نتيجة وجوده مع المربية.
دور مساند
يقول الاخصائي والباحث الاجتماعي طلال الناشري: دور المربيات مع الأطفال دور مساند وليس رئيسيا، فوجود المربيات مع الأطفال على مدار اليوم دون أي اهتمام من الوالدين أو أفراد الأسرة الآخرين يترتب عليه عدة مخاطر منها: فقدان الترابط بين الأطفال وبين الأم، بجانب فقدان سلطة الأب عليهم، التي يكتسبها الأب من الوجود الدائم معه، ، فعند جلوس المربية مع الأطفال طوال الوقت يدرك الطفل أو يتعلم بأن السلطة والتوجيه من المربية فقط، وليس من الآباء أو الأمهات، ولا يستطيع الأب أو الأم بعدها إعطاءه أي تعليمات أو توجيه أو مطالبته بتنفيذ أمر.
وأضاف: الطفل يتعرض للشعور بالذنب، نتيجة ترك الوالدين له وعدم تلبية احتياجاته المعنوية والنفسية، فيبدأ الطفل في الشعور وكأنه هو الملام من ابتعاد والديه عنه، حيث تبدأ مظاهر الانعزال والإحباط ، ومهما قدمت المربية للطفل من حب لا يمكن أن يعوض حنان الأم الفطري، فينمو الطفل وهو غير مستقر عاطفياً ما يؤثر في علاقاته الاجتماعية واستقراره الأسري فيما بعد، بالإضافة لعدم الثقة بالنفس والسلوكيات العدائية، فتعلق الطفل بالمربية شيء طبيعي، نظراً لوجودها الدائم معه ، فالمشكلة ليس من وجود المربية المنزلية ولكن المشكلة الحقيقية أن بعض الأمهات يعتمدن كلياً على المربية في تربية الطفل حتى بعد العودة إلى المنزل وفي وجودها، وإذا تطلب الأمر بوجود المربية مع الطفل خلال ساعات عمل الأب أو الأم لا بد أن يكون ذلك تحت مراقبة دائمة .
وبخصوص المشاكل التي تحدث بين المربيات أو الخادمات مع كفلائهن بسبب تأخر رواتبهن قال الناشري: مثل هذه المشاكل أصبحت ولله الحمد قليلة جدًا ، لأن النظام والأنظمة الجديدة كفلت حقوق الطرفين ، ولكن حفاظاً على حسن التعامل وتفادي المشاكل يجب التعامل معهن بكل عطف واحترام ، فهي تحمل مسؤولية كبيرة على عاتقها، وهي تربية الطفل والحفاظ عليه في غياب الأسرة ، الالتزام بإجازتها ومواعيد راحتها ، دفع الرواتب في مواعيدها لأنها بدورها تعول أسرة في بلدها.
حل ناجح
وفي سياق متصل قال المحامي عبد العزيز الحربي منع الطفل من الأجهزة الذكية ليس حلا ناجحاً وإن كان يخدم إلى حد ما ولكن الأهم هو قرب الوالدين والمعلمين والأسرة من الأبناء في كل عمر وتعليمهم الصواب من الخطأ وغرس القيم الاسلامية وإقناعهم بذلك بل وإفهامهم ومناقشتهم والصبر والدعاء لهم. وإن أسلوب الضوابط هو الأفضل في معالجة ثنائية النفع والضر في هذه التطبيقات الحديثة، وهي منهج وقائي ذاتي ييسر الانتفاع بالأشياء ويجنبنا مضارها.
وبين حرص الأبوين على توفير جو من الحب والرعاية والحنان للطفل وتعويضهم عن فترات غيابهم عن المنزل مع الاحتفاظ بأدوارهم داخل الأسرة في تربية وتنشئة الطفل وعمل ضوابط وقواعد لمظهر الخادمة وأسلوب حديثها وطريقة تعاملها ودورها في تربيته للاطمئنان عليه أثناء فترات الغياب عن المنزل.
وأشار الحربي ضرورة الأخذ بالاعتبار عمر الطفل ونضوجه واستعداده النفسي وقدرته على التصرف بالطريقة الصحيحة والسليمة عند مواجهة المشاكل المختلفة قبل تركه بالمنزل وحيداً تحت رحمة الله، الأمر الذي يعرض الوالدين للمساءلة القانونية في حال حدوث مكروه للطفل بسبب الإهمال.
ومن سلبيات ترك الطفل وحيداً في المنزل دون رقابة، اعتياد الطفل على البقاء لوحده، الأمر الذي يجره لحب العزلة وخسارة فرص اللعب مع باقي الأطفال أو التواصل مع الآخرين.
كما انه يوجد ايجابيات من تركه وحيداً، تعزيز ثقته بنفسه بأنه على قدر المسؤولية، ويعطيه مساحة من الوقت للعب والتصرف على طبيعته، مشيراً إلى أن ترك الطفل في المنزل يؤهله ليكون مسؤولاً في المستقبل عن نفسه ومستقلاً بذاته، بعيداً عن الاتكالية.
خطورة الانشغال
الاستشارية الأسرية غادة معطاني حذرت من خطورة الانشغال عن الأطفال والأبناء وغياب الرقابة عليهم وتركهم بمفردهم مع المربية أو الخادمة لفترات طويلة دون متابعة، ومخاطر ذلك على مستقبلهم،وقالت معطاني إن الشعوب ثقافات وما قد يكون مرفوضا وغير مقبول عندنا قد يكون مقبولا لدى الآخر.
وتابعت غادة معطاني، أنها عاصرت وورد إليها شكاوى من أولياء أمور وأمهات من ممارسات غير أخلاقه شديدة الخطورة كان فيها الأبناء هم الضحية بسبب انصراف الأب والأم وغياب الرقابة المباشرة على الأبناء خاصة في السن الصغيرة التي قد لا يستطيعون فيها التمييز بين الصواب والخطأ.
وفي إحدى الحالات قالت إنها عاصرت شكوى من إحدى الأمهات، أنها وجدت فجأة الخادمة تدعس طفلتها بسبب تأخر الراتب، على حد قولها.