يقال إن أول طريق العلاج الاعتراف بالأزمة أو المشكلة، كما يقال إن آخر العلاج الكي، فلن تستطيع العلاج أو البدء فيه وتحمل تبعاته وآلامه؛ لأن طريقه قد يكون صعباً إن لم تكن معترفاً بوجود المشكلة، والوصول لمرحلة الكي المؤلمة يحصل لسببين؛ أحدهما الجهل بالمشكلة ورؤية الأعراض، والآخر عدم الاعتراف بالمشكلة وإهمالها، أو بمعنى آخر العناد حتى تصل إلى مرحلة لا ينفع عندها الكي.
في عالم كرة القدم لا يوجد ناد لا يمر بأزمة أو أزمات متعددة على الصعيد الفني، فاليونايتد والبرشا وغيرهما من أندية كرة القدم العالمية ذات المستوى الاحترافي العالي جداً، صبروا على مدربيهم لمرحلة معينة، وبعد ذلك قالوا لهم مع السلامة، ومن يقرأ المشهد الأهلاوي منذ عدة أشهر يرى الحال الفني والإداري ، كما يرى الطريق الخطير الذي يسير فيه الفريق، والأهم من ذلك كيف تتعامل إدارة النادي مع الموقف من ناحية الإصرار الذي وصل لمرحلة العناد؛ سواء اعترفت به أو لم تعترف به.
لم يواجه هاسي أي تهديد مباشر بإقالته من مجلس إدارة الأهلي رغم أنه لم يكن قادرا على الحصول على أفضل ما لدى الفريق، ولم يكن قادرا على تكوين وحدة متماسكة في الميدان تعمل كفريق، وبالنسبة لي وصلت لمرحلة منذ ثلاثة أشهر أن تساءلت فيها.. ماهو عدد النتائج والأداء السيئ الذي سيستغرقه الأمر قبل إقالة هاسي؟ الموضوع لم يكن مثل موضوع الإقالات العشوائية المبنية على تعاقدات فوضوية، ولكنه كان موضوعا أقرب ما يكون لرؤية نار مشتعلة تمتد اليك قادمة من مسافة تقارب العشرة كيلومترات، ولم تقم بأي محاولة لإطفائها، إلا عندما أصبحت على بعد 500 متر، ولا أحد يعلم هل مجهودات إطفائها ستنجح أو لا ؟
لا أعتقد أن هاسي كان يتوقع أن يتم الصبر عليه لهذه المدة، وربما أنه أيقن أن إدارة النادي ليست قادرة على التعاطي مع هذه الأزمة منذ مدة، وهذا أمر لا يمكن وصفه بأي طريقة لطيفة سوى الضعف.
بُعد آخر..
مهما كانت نهاية موسم النادي الأهلي، إلا أن هناك نارا أخرى يزداد حجمها كل يوم، ويراها الجميع، إلا شخصا واحدا، هو رئيس النادي الأهلي، ولا أدري أيهما أسوأ؛ هل كونه لا يراها نهائيا، أو أنه يراها ويختار تجاهلها.
@MohammedAAmri