جدة ـ عبد الهادي المالكي
بدأت أمس الاختبارات الحضورية للفصل الدراسي الثاني لجميع المراحل الدراسية، والتي ستستمر حتى الخميس القادم وأنهت جميع المدارس الاستعدادات لاستقبال الطلاب والطالبات لأداء الاختبارات، وسط التقيد بالإجراءات الصحية الوقائية، حيث انتهت من تجهيز القاعات والساحات الداخلية المخصصة للاختبارات ، واتساقا مع الاختبارات فإنه في نهاية كل موسم دراسي يبرز سيناريو العبث بالكتب المدرسية وامتهانها بإلقائها أو تمزيقها أمام بوابات المدارس، فضلا عن التجمعات قبل وبعد الاختبارات والتفحيط في بعض الساحات وبين هذه الوقائع وتلك تقفز العديد من التساؤلات المهمة: ما الذي يدفع من يرتكب هذا الفعل من الطلاب إلى هذا السلوك غير المسؤول ؟ وأكد مختصون على أهمية التوعية بتطوير مناهج التعليم وغرس قيم الثقافة وحب الكتاب، فضلا عن اهمية توعية الاسرة لإبنائها بضرورة احترام الوقت ومخاطر التجمعات قبل وبعد الاختبارات .
حامد بن جابر السلمي مدير عام التعليم بمنطقة مكة سابقا مع أول يوم من تأدية الاختبارات حضوريا، لا حظت بعض الملحوظات التي تعد قديمة جديدة، المتمثلة في تجمهر الطلاب أمام المدارس قبل الدخول إلى المدرسة، وبعد الانتهاء من تأدية الاختبار ، وكذلك تجمعهم في بعض الاماكن للتفحيط، وهذا مدعاة لضياع الوقت، وقد يعرضهم إلى عدد من المخاطر، وقد حدثت سابقا عدد من الحوادث راح ضحيتها أنفس بريئة، وربما يتعرضون إلى خطر بياعي الوهم، فهم يعرفون كيف يستغلون هذه الأوقات، علاوة على أن هذه المشاهد غير حضارية ، وتتنافى مع أخلاق طلاب العلم ورجال المستقبل، وحتى لايحدث مالا يحمد عقباه، فإنني أهيب بالأسرة أن تقوم بدورها في تربية أبنائها على احترام الوقت، واختيار الأصدقاء، وتوعيتهم بالأضرار المترتبة على هذه التجمعات، وأنصح مدارسنا، وهي لا تحتاج إلى هذه النصيحة، ولكن من باب التذكير، أن تهيئ لطلابها الأماكن المناسبة لاستقبالهم صباحا، وأماكن لانتظار أولياء أمورهم في حالة تأخرهم، مع الإشراف التام، وتوعيتهم توعية شاملة، وتبصيرهم بعواقب تلك التجمعات ، وأضرارها، وتنشر بينهم صفات وأخلاق طلاب العلم ، وتبين لهم أدوارهم المستقبلية في بناء وطنهم ، وتضع لهم من الحوافز ما يشجعهم على ذلك، وقال المعلم التربوي علي الناشري الغامدي : لقد اصبح هناك فرق شاسع ما بين طالب الأمس وطالب اليوم وخصوصا في ما يتعلق بايام الاختبارات. حيث ان طالب الأمس رغم صعوبة توفر المواصلات تراه يحضر مبكرا وتشاهد كل طالب معه كتابه او مع مجموعة يتناقشون في مادة الاختبار ونادرا جدا تجد طالبا متأخرا لانهم مهيئين أنفسهم للحضور المبكر وينامون في وقت مبكر من الليل استعدادا للذهاب لقاعة الاختبارات في حين نرى طالب اليوم واقولها بكل اسف ومرارة غير مهتم وليس عنده اي مبالة قبل مجيئه للمدرسة يمر على البوفيات القريبة من المدرسة ويعرف زمن دخول الاختبار ويأتي متأخرا لسببين قلة الاهتمام وضعف المسؤلية منه والسبب الثاني تهاون ادارات المدارس في تطبيق اللوائح والأنظمة والذي يحز في النفس ان اغلب طلاب اليوم قبل الاختبار بلحظات تراهم بجوالاتهم يتداولون المقاطع ويتابعون وسائل التواصل الاجتماعية والاختبار اخر اهتمامهم.
اما بعد الاختبارات فحدث ولا حرج طالب الأمس يحرص على العودة إلى بيته ليأخذ قسطا من الراحة استعدادا للمذاكرة وطلاب اليوم تراهم في مناظر غير حضارية فبعضهم بالكوفيات يتداولون المعسل والدخان والبعض الآخر يتجمهرون حول المفحطين ويسببون ازعاج للمارة وجيران المدرسة وهذا بسبب قلة المتابعة من أولياء أمور الطلاب وقلة الحزم من الجهات الحكومية المسؤولة عن هذا الأمر وكثيرا ما شاهدنا او سمعنا حوادث مؤلمة فترة ايام الاختبارات . وقال التربوي احمد اللهبي: تعتبر ظاهرة رمي الكتب المدرسية أحد أهم الظواهر والمشكلات الشائعة بين طلاب المدراس في الشوارع وبجوار المباني المدرسية،لذلك يجب الحرص على حث الطلاب للمحافظة على الكتب والعمل على تسليمها في نهاية كل فصل دراسي. و العمل على توجيه الكثير من الكلمات التي تبعث العظة والعبرة والإرشاد من قبل مدير المدرسة والمدرسين للطلاب من خلال الإذاعات المدرسية أو الندوات الإجتماعية في المدرسة. والاهتمام بالمحافظة الكاملة على الكتب القيمة التي يقوم الطلاب بتعزيز مبدأ المحافظة على الكتب الدراسية من خلال المواضيع الدينية والعلمية القيمة والبارزة. ولا ننسى أن مشكلة رمي الكتب الدراسية في نهاية كل عام من المشكلات التي يجب البحث عن الحلول المناسبة لها والتي يجب اقتراح الحلول النموذجية والقيمة لها للحد منها بشكل كامل، وتناولنا الحديث عن حل لمشكلة رمي الكتب المدرسية اخر العام الدراسي بكون أهم الحلول لهذه المشكلة هي حث الطلاب بشكل كامل على أهمية الكتب الدراسية. وانا أرى ان يتم ربط اظهار نتيجة الطالب بتسليم جميع الكتب الدراسية لإدارة المدرسة وبهذه الطريقة يجبر الطالب على المحافظة عليها وتسليمها في نهاية كل عام.