المتقاعدون رجالاً ونساءً فئة عزيزة في المجتمع.. هم الآباء والأمهات، وهم أركان أسرهم..
المتقاعدون أفنى بعضهم أكثر من ثلثي عمره في عمل وظيفي وحان وقت راحته أو إراحته..
والمتقاعد والمتقاعدة دخلا في “نظام حقوق كبير السن ورعايته” الذي جاء تحديده سن الكِبَر متوافقاً تماماً مع سن التقاعد النظامي في نظام الخدمة المدنية..
وظهرت في العقدين الماضيين جمعية سميت “الجمعية الوطنية للمتقاعدين” ثم ما لبثت أن اندثرت لتحل محلها جمعيات أهلية في كل منطقة.. غير إن ما ظهر كيانات لا يعرفها السواد الأعظم من المتقاعدين ولم ينضموا إليها.. وظلت بعضها سنوات مشغولةً بتنازع سلطات ونشاطات شكلية يرتبها الفرد بنفسه لو أراد.. وإذا قارنت عدد المتقاعدين في كل منطقة بمن انضموا للجمعية ستجد أن النسبة لا تذكر.. فما السبب؟! ولا يُعرف ماهية هذه الجمعيات: ما هدف إنشائها؟
إحدى هذه الجمعيات أشغلت نفسها بقروبات واتساب واعتبرتها إنجازاً.. فصارت قروبات الواتساب منحة لمن يمتدح وعقاباً على من ينتقد..
وهنا لعلي أشركك عزيزي القارئ في تساؤلات ليست جديدة ولا مبتكرة بل يدركها كل متقاعد.. إن كنت متقاعداً أو متقاعدةً: هل سمعت بشيء اسمه جمعية متقاعدين في مدينتك؟ هل لديك أية معلومة عنها؟ هل أنتَ أو أنتِ منظمان لهذه الجمعية؟ إن كنت عضواً فيها فما الذي دعاك للانضمام وإن لم تكن منظماً فما الذي جعلك تُحجم عن الانضمام؟ إن كنت عضواً فكم عاماً مضى على انضمامك؟
– إن كنت وجدت منافع من الانضمام.. فماذا وجدت بعد انضمامك لهذه المنظمة؟ إن لم تجد أي منفعة فما السبب برأيك؟ هل لديك فكرة نمطية عن هذه المنظمة.. اشرحها؟ هل تعرف عدد المتقاعدين في مدينتك؟ وكم عدد المنضمين منهم للجمعية؟ لو طُلِب منك الانضمام لهذه الجمعية هل ستأخذ الأمر على محمل الجد؟ وإن كان رأيك السابق (لا) فما السبب في ظنك؟ برأيك هل تركت جمعية المتقاعدين في منطقتك أثراً في حياة المتقاعِد والمتقاعِدة؟ هل تفضل بقاء جمعية المتقاعدين أم ترى حلها واندثارها؟
– لو طلبت منك الوزارة المعنية مقترحات حيال هذه الجمعية فماذا تقترح عليها؟..
وأخيراً.. ماذا لو عُدِّل النظام بحيث تنشأ جمعيات متقاعدين لكل قطاع.. مثلاً: جمعية للمعلمين المتقاعدين، جمعية للعسكريين المتقاعدين.. جمعية للإعلاميين المتقاعدين.. جمعية للأطباء المتقاعدين.. جمعية لأساتذة الجامعات المتقاعدين.. هل هذه أفكار قابلة للنقاش أم تضيق بها الصدور.. والله أعلم.
ogaily_wass@