الرياض ـ البلاد
تواصلت أمس جلسات مؤتمر الفنون الرقمية بالمملكة في يومه الثاني،الذي تنظِّمه هيئة الفنون البصرية بالشراكة مع دار “سوذبيز” للمزادات، في مقر بينالي الدرعية بحي جاكس في الرياض، كأول مؤتمر من نوعه في هذا المجال تحتضنه المملكة ومنطقة الشرق الأوسط، وذلك بحضور نخبة من الفنانين وهواة جمع الأعمال الفنية.
وخُصِّصَت جَلَسَات أمس للحديث عن النظام البيئي في الأعمال الرقمية الفنية، حيث أعربت فنانة الوسائط الرقمية المتعددة آن سبالتر في بداية حديثها عن سعادتها بجودها في المملكة العربية السعودية قائلة : “شرف كبير لي وجودي في مدينة الرياض الرائعة وأن أزور بينالي الدرعية الذي يحمل الكثير من اللمسات الإبداعية والفنية المميزة”، معبرة عن اندهاشها من انفجار سوق الاعمال الرقمية في الوقت الحالي، وما تجده من إقبال كبير عليه من قبل مختلف الفئات العمرية، مبينة أن منصات التواصل الاجتماعي ومنها تويتر أصبحت فعّالة ووسيلة مميزة للدخول في هذا المجال.
وأضافت: “عالم الـ(NFT) يعد ساحة مميزة لاقتناء أو بيع الأعمال الفنية الرقمية في أي وقت ومكان، فلا يهم التوقيت ولا يهم الموقع الجغرافي، وهنا نجد أن سوق الأعمال الفنية الرقمية يعد مختلفاً ومتطوراً عن عالم الفن التقليدي الذي يلزم الفنان بالحضور في الصالات أو المتاحف الفنية لشراء أو بيع ما يملكه من أعمال ، ففي هذا العالم الجديد لا يحتاج الشخص سوى ثوانٍ معدودة للحصول على السلعة الفنية التي يريدها”.
وأشارت إلى أن هناك الكثير من الذين انضموا لسوق الاعمال الرقمية لم يشجعهم أحد، بل اكتشفوا هذا العالم بأنفسهم ووجدوا فيه ما يريدون، مؤكدة أنها تفضل هذا العالم على مجال الفن التقليدي الذي قد يجد فيه الفنان المتوسط صعوبة كبيرة في الاستفادة منه من خلال بيع لوحاته أو عرضها حتى، من خلال المتاحف والصالات أو المشاركة في المعارض. من جانبه، كشف المدير الإداري لشركة سوذييز في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا سيباستيان فاهي، أن هناك عدة طرق لشراء الاعمال الرقمية ، منها ما هو عن طريق الفنان نفسه، إذ يملك بعضهم مواقع خاصة بهم على “الإنترنت”، مبيناً أن من أهم ما يميز سوق الاعمال الرقمية هو عدم وجود وسطاء حيث يمكن للفنان بيع أعماله بسهولة كما يمكن للهواة شراؤها بكل أريحية من خلال الموقع والمنصات المعتمدة لذلك. وأبان سيباستيان، بأن هناك الكثير من مقتني الـ(NFT) يحتفظون بأعمالهم في مواقع ومنصات معتمدة أو على أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم، كما أن هناك الكثير من الصالات الرقمية التي اُفتتحت وأصبحت تحتفظ بأعمال الفنانين، ولا ننسى بأنه يوجد فئة من العاملين في هذا المجال من يحتفظ بأعماله في المنزل ويستمتع بجمعها فيه وعرضها على شاشات تلفزيون، ولقد شاهدت عينات من هذه الأعمال في أثناء زيارتي مدينة لوس أنجلوس في أمريكا.