جدة – البلاد
في بشرى نتوق إليها ، وتتويجا لنجاح المملكة ومنظومتها المتكاملة ، أعلن وكيل الصحة المساعد للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري ، البشرى بقرب نهاية جائحة كورونا، فقد أكد عبر تويتر قبل أيام ، أن المملكة “على مشارف نهاية الجائحة”، مضيفا “سنخرج منها أقوى سياسياً وصحياً واقتصادياً”. فماهي معطيات التفاؤل الواثق بقرب النهاية للفيروس وتداعياته؟.
عايش الشعب السعودي والمقيمون حالة من الشفافية الكاملة بشأن تحديات الجائحة، وما اتخذته المملكة عبر الوزارات والأجهزة المعنية، من إجراءات تنظيمية ووقائية دقيقة ، ورعاية صحية على أفضل مستوى ، تعكس في مجملها الاهتمام البالغ والعناية التامة بالأرواح وصحة المجتمع ، وسارت الحياة رغم ظروفها غير الطبيعية ، سلسة وميسرة بالرعاية والخدمات الصحية من مراكز الفحص واعطاء اللقاحات واحدة ومثنى وثلاث ، والتأكيد على ذلك ، وتوفير سلاسل الامداد للسلع التموينية وتوفير أعلى مستويات الخدمات الاليكترونية وتوسعها في الجهات الحكومية والقطاع الخاص ، وتنظيم اجراءات السفر.
إنها جهود غير عادية وفي أعلى مستوياتها ، بتوجيه ودعم من القيادة الرشيدة ، حفظها الله ، والتي يصعب حصرها أو اختزالها في كلمات وأوصاف أو حتى أرقام .. جهود بحجم امكانات وقدرات المملكة ودورها الرائد في معركة العالم مع الجائحة ، خلال قيادة السعودية لمجموعة العشرين ونجاحها الكبير في حشد الجهود الدولية لأجل ذلك ، وداخليا اتسمت إجراءات المملكة بالدقة الهادفة ، والمرونة المتدرجة وفق الخارطة الصحية ومستهدفات الوقاية ، ومتابعة تطورات انتشار الفيروس وتحوراته في العالم ، وظلت المتابعة الدقيقة ولاتزال ، واتخاذ مايلزم من اجراءات ، فيما أهل الصحة والطب في كافة مناطق المملكة من أطباء وطبيبات وطواقم التمريض والكوادر الفنية الصحية والتنظيمية ، في حالة من الاستنفار في الجهد والبذل على مدار الساعة.
لهذا تميزت المملكة
لقد أكد وكيل الوزارة المساعد للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري ، أن أهم أسباب تميز المملكة في مكافحة كورونا، هو القيادة السياسية، حيث وجه خادم الحرمين الشريفين إلى شعبه في بداية الجائحة كلمة مفادها أننا أمام وضع استثنائي يستدعي إجراءات استثنائية”، لافتاً ، حفظه الله ، إلى أنه “تم رفع التعامل مع الحدث إلى أعلى مستوى.
وبتفصل عميق لدلالات التميز ، شدد الدكتور عسيري على أن الحزم والتعامل السريع مع التحديات، واستحداث الدولة حوكمة عالية المستوى وفعالة للغاية اشترك فيها كل الأطراف المعنية، مكنها من اتخاذ قرارات مفصلية بسرعة مذهلة دون إخلال بالأبعاد المختلفة لهذه القرارات”.. حيث قدمت المملكة صحة الإنسان على كل اعتبار، حيث أوكلت إلى وزارة الصحة وهيئة الصحة العامة إجراء تقييم مستمر للمخاطر واقتراح الطرق المثلى للتعامل مع تطوراتها بهدف حماية صحة المواطن والمقيم وحتى المخالف لأنظمة الإقامة.
أيضا وبحسب الوكيل المساعد ، يمكن تلخيص معطيات التميز في:
– تبني الرأي العلمي ، وأخذ القرارات الرسمية بوصايا اللجان العلمية، لاسيما القرارات المتعلقة باللقاحات وتبني مفهوم المناعة المجتمعية والفحص الموسع، أدت إلى هذا النجاح.
– الاستفادة القصوى من التقنية الرقمية، فمنذ اليوم الأول في الجائحة تم توظيف التقنيات لتتبع الإصابات والمخالطين ولاحقاً لتوثيق عمليات التحصين “توكلنا-تباعد-صحتي-تطمن”، ولكل واحد منها قصة نجاح فريدة.
– استثمار الإعلام الجديد ودور التواصل الحكومي في تعزيز التفاعل مع المجتمع بمختلف الطرق حملات نوعية إبداعية، ومنها “كلنا مسؤول- عيونك تكفي- نعود بحذر- ارفع مستواك” وغيرها كثير.
العطاء مستمر
سارعت الدولة لتوفير لقاح فيروس كورونا المستوفي للمعايير من الشركات العالمية الرائدة في صناعة اللقاحات، عن طريق منشأة كوفاكس الدولية. فقد أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء موافقتها على تسجيل اللقاحات الفاعلة والآمنة لفيروس كورونا ، وأتاحت المملكة عن طريق تطبيق “صحتي” فرصة الحصول على لقاح لجميع المواطنين والمقيمين. كما حرصت على الإجابة عن التساؤلات المتعلقة بموضوع اللقاح وأهميته وفاعليته.
وهكذا حققت وزارة الصحة خلال الجائحة العالمية لفيروس كورونا العديد من الإنجازات، منها إطلاق العديد من التطبيقات الإلكترونية لتعزيز كفاءة وجودة الخدمات الصحية ورفع مستوى رضا المستفيدين، وتطوير خدمات إضافية في التطبيقات الإلكترونية مثل إمكانية الحصول على تشخيص عن الأمراض من خلال التقييم الذاتي عبر تطبيق “موعد”.
وطبقا لموقع “الهيئة الوطنية الموحدة” ، درست المملكة ممثلة في هيئة الصحة العامة (وقاية) التسلسل الجيني لفيروس كورونا، حيث أنشأت الهيئة مختبراً لفحص الفيروس حصل على 100٪ من اختبارات برنامج تقييم الجودة الخارجية، كما أجريت دراسة لتحليل التسلسل الجيني للفيروس، وأنشأت الهيئة مختبر فحص حديثي الولادة، وحققت درجة 100٪ في اختبارات الكفاءة والجودة التابعة لكلية علماء الأمراض الأمريكية، وأطلقت موقعًا إلكترونيًا للتوعية والتحديثات الخاصة بفيروس كورونا، ووضعت برامج لاعتماد المختبرات، والذي اعتمد أكثر من 80 مختبرًا حكوميًا وخاصًا.
الصحة النفسية
وانطلاقا من إدراكها الأثر النفسي الذي قد ينتج عن الأمراض والأوبئة، وحرصا على الحفاظ على سلامة مواطنيها والمقيمين فيها من الناحية النفسية بنفس قدر اهتمامها بالناحية الجسدية، قامت الأجهزة المختصة بإعداد الرسائل التوعوية لدعم الصحة النفسية لعامة سكان المملكة خلال هذه الفترة. وعملت على توفير منصات لمساعدة الجميع من مرضى أو ممارسين صحيين أو حتى من الأشخاص الذين لم يصابوا بالفيروس من خلال التثقيف الصحي والنفسي والإجابة على التساؤلات والمخاوف.
كما وفرت إمكانية الحصول على المساعدة عبر الهاتف بالاتصال على مركز الاستشارات النفسية، أو من خلال تطبيق الاستشارات النفسية (قريبون) التابع للمركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية. كما أصدرت الصحة دليلاً يتضمن الإجابة عن جميع الأسئلة المتعلقة بلقاح كورونا، حيث نُشر عبر حساب الوزارة في (تويتر) ومنصتها التوعوية “عش بصحة”. وها هي المملكة تدون السطر الأخير لقصة النجاح المتميز ، وتوثقها بانتهاء كورونا ، بإذن الله ، متطلعين بتفاؤل مماثل تجاه البشرية لتتنفس الصعداء ، وتعود لحياتها الطبيعية بخبرات ووعي صحي أفضل ، وأبحاث أكثر ، ويستعيد العالم عافيته وقوة اقتصاده ، ونشاط سلاسل الإمداد لمستقبل ما بعد كورونا.