يوم أمس الثاني والعشرين من فبراير لم يكن يوماً عاديا كغيره من الأيام، إنه يوم ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى على يدي الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – في عام ١٧٢٧ للميلاد.
ومرت المملكة العربية السعودية على مدار تاريخها الطويل بالكثير من الحروب والظروف العصيبة التي عصفت بها محاولين طمس عروبتها وتغريب قيمها، إلا أن أئمتنا وقادتنا بداية من مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود ارتكزوا على مبادئ الشريعة الإسلامية، والحكم الرشيد، والتطوير التنموي، ليكون للمملكة الدور الكبير والمكانة العالية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
إن هذا التاريخ الطويل والحافل بالصمود والكفاح في مسيرة هذه البلاد واستقرارها وبنائها وتنميتها يدفعنا للاعتزاز والفخر بتاريخ بلادنا وأصالتها، عندما أشرق ضياء دولة العدل والنظام على الجزيرة العربية.
فعقب انتهاء الدولة السعودية الأولى بعد أربعة وتسعين عامًا من قيامها، لم تمض سبع سنوات حتى قامت الدولة السعودية الثانية على يدي الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود ـ رحمه الله ـ، والتي انتهت بعد تسعة وستين عامًا من قيامها، لتقوم بعدها بعشر سنين، الدولة السعودية الثالثة على يدي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود ـ رحمه الله ـ ويوحدها تحت اسم المملكة العربية السعودية، ليحمل من بعده أبناؤه الملوك البررة حمل هذه الدولة إلى يومنا هذا، عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله -.
الاحتفال بذكرى يوم التأسيس تبرز ما يوليه خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – من اهتمام وعناية في إبراز تاريخ هذه الدولة المباركة منذ إرساء دعائمها من الدرعية العاصمة الأولى للدولة في عام 1139هـ ـ 1727م على يدي الإمام محمد بن سعود فتحقق الأمن والوحدة وقامت دولة منهجها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
نستلهم في هذا اليوم المجيد بكل فخر واعتزاز العمق التاريخي والجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة منذ تأسيسها على يدي الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – مؤسس الدولة السعودية الأولى قبل أكثر من ثلاثة قرون وصولاً للعهد الزاهر والميمون عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله -ويزداد فخرنا بما تحقق لبلادنا من منجزات ومكانة دولية وتطور شامل في جميع المجالات وفقاً لمستهدفات رؤية المملكة الطموحة 2030، سائلاً المولى القدير أن يديم على هذه البلاد أمنها وعزها وازدهارها في ظل قيادتها الحكيمة.
Adel-Babkair @