الناقمون على المملكة العربية السعودية بشكل خاص ودول مجلس التعاون الخليجي على وجه العموم، والمتربصون بشعوب منطقة أضحت آمنة مطمئنة في محيط يموج سخونة وجملة المبغضين للمترفين من المقيمين فوق ثرى المملكة الآمنين تحت سمائها والأسوياء الانقياء النظفاء يدركون قبل غيرهم أن البنية التحتية فكرا وتنمية أعاقت وتعيق مشاريع التدمير، وعرقلت وتعرقل استحضار الفوضى،
وأن الرؤى المستقبلية الناجعة تهدم مخططات تقويض الاستقرار، وأن الحكمة والتدرج بالنهوض مزايا أدت وتؤدي لتحسين جودة الحياة، وأن أولوية الاهتمام بتنمية الانسان والمكان منذ اكثر من ثلاثة قرون ساهمت في القضاء على احلام الطامعين الحاسدين المتطلعين للمكاسب الذاتية، وحصنت وتحصن المجتمع من مغبة الاختراق الذي ظل سائرا نحو تعطيل النهضة لسنوات طويلة في بعض دول المنطقة التي اعتمدت رموزها على رفع الشعارات وظلت تنعت الأسوياء الفطنين بالرجعية لسنوات طويلة قبل أن تكتشف المجتمعات العربية قاطبة الحكمة السعودية القائمة على تقديم مصلحة الانسان على ما سواها من المصالح وقبل أن تصبح المملكة انموذجا للدولة العصرية الساعية لنشر ثقافة التسامح والحريصة على تحقيق جودة الحياة والقادرة على رسم ثقافة حقوق الانسان بالهيئة السوية ذات البعد الإسلامي الإنساني، فيما تواصل تساقط رؤوس كبار المتآمرين في القصور والخيام فرحلوا مدحورين يجرون اذيال اليأس والفشل وبقيت المملكة العربية السعودية شامخة وتلطخت سمعة الناقمين وظلت سمعة حكماء المملكة ناصعة البياض وتهاوت مروءتهم وارتفعت مروءة الصادقين المخلصين فحصحص الحق لتتحقق برامج التوق نحو العلا وتعيش السعودية أوج المجد والسؤدد نظير ما حباها الله من خيرات مقرونة بالحكمة والإخلاص والقدرة على التدبير.
أما المرتزقة المقتاتون على تنفيذ الاجندات الهدامة اذناب الحالمين بعودة امبراطوريات طغت وتجبرت وأهلكت الأخضر واليابس واستعبدت الأبرياء عيانا بيانا فقد ادرك جلهم سوء التقدير وصحا بعضهم لمخاطر المقاصد الخارجية والدسائس الخبيثة اذ ليس للعدو الخارجي هدف افضل من تخلف المجتمع العربي بشكل خاص والإسلامي على وجه العموم ولهذا صدق بعضنا بحكم المؤامرات والدسائس مسئولية الإسلام عن العنف رغم أن المملكة العربية السعودية التي اكتوت بنيرانه سخرت إمكاناتها للقضاء على الإرهاب والإرهابيين ونجحت بقيادة الحملة العالمية نجاحا منقطع النظير بحزم وحسم خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين فأضحت ربوعنا تنعم بالأمن والاستقرار والطمأنينة فيما باتت الطرق الصحراوية الطويلة الرابطة بين المدن والقرى في وطن بحجم قارة تعج بالمسافرين تحت ضوء القمر دون ادنى مخاوف يمكن ذكرها، ولا زلنا نخوض الحرب ضد الميليشيات المدعومة من ملالي ايران وجميعنا يدرك أن المستهدف المواطن اليمني والسعودي بل العربي بشكل عام وفقا لمخططات تصدير الثورات المعلن عيانا بيانا ولنا في التصريحات غير المسئولة ما يغني عن الشرح والتفصيل.
لم تتأسس السعودية منذ ثلاثة قرون إلا لتبقى مؤثرة حامية للمبادئ الإسلامية والقيم الإنسانية منطلقة من الدرعية التي شهدت بذرة الأمجاد فكبرت شجرة الخير ليعم الأمن والاستقرار وتتحقق اشهر وحدة لمجتمعات كانت سمتها الرئيسية التنازع الذي ساد ثم باد قائما على مبدأ القوي يأكل الضعيف وبالعدل والمساواة والاتحاد والصبر والحكمة تحقق الأمن في ظل بدء مراحل معركة القضاء على الفقر والجهل والمرض عبر رحلة يحتاج تفصيلها لمجلدات حتى غدت المملكة العربية السعودية أنموذجا للدولة القوية الحاصدة للمراتب المتقدمة في مضمار التنافسية في المؤشرات العالمية بمجالات عديدة واصبح تنفيذ الخدمات لا يتطلب سوى ضغطة زر من أي مكان كان ، وتمكنت المرأة من المشاركة الفاعلة الكاملة المؤثرة فحصدت حقوقها دون استثناء وفقا للقيم الراسخة والحرص على حماية الهوية الوطنية التي ظلت وستظل محل الفخر والاعتزاز ولنا في المهرجانات التراثية ما يدعو للاعتزاز في مجالات عدة.
يظل يوم التأسيس يوما مشهودا وذكرى ملهمة تؤسس لتعميم تجربة فريدة لم تأخذ نصيبها من تسليط الأضواء إلا أن أبناء المملكة العربية السعودية يستشعرون تلك القيمة ويدركون أهميتها والاهمية القصوى للحفاظ على ما تحقق لوطن بلغ الصفوف المتقدمة ورفرفت رايته بين رايات الكبار العشرين وسنشهد بعون الله ما يسر الأصدقاء ويشعل النيران في صدور المبغضين خلال السنوات القليلة القادمة بعد أن انجبت الرؤية مشاريع لم تستثن منطقة مثلما تعمدت عدم استثناء مجال بدءاً بالإصلاحات وصيانة الثقافة العامة وانتهاء برفع قيمة الوطن مرورا بمشاريع الخدمات والترفيه وتوفير الوظائف وإصلاح الشأن العام برمته والعناية بحقوق الانسان على الوجه الصحيح البعيد عن الشعارات ذات الأهداف السياسية ولعلنا ندرك وقد ادركنا حجم اهتمام الدولة بالإنسان ابان اشتداد ازمة الوباء في اعقاب رعاية صحة البشر على حساب الاقتصاد الذي تعافى سريعا وشهد نموا متسارعا فكانت النتائج كما لمسنا ولمس غيرنا عناية فريدة بالإنسان بغض النظر عن الجنس والجنسية والدين والمذهب شاملا مخالفي الأنظمة وتلك الميزة منفردة صفعة لدكاكين حقوق الانسان المسيسة وتعريف صادق لثقافة الحقوق بهيئته الإنسانية وتأكيد للثقة بالنفس، فالمملكة منذ تأسيسها تقود العالم الإسلامي للوحدة والنهضة والتقدم والازدهار تحبذ الفعل على القول وتعمل لتستحق شرف ريادة الامة الإسلامية بعيدا عن الشعارات البراقة ذات الآثار المدمرة.