البلاد – مها العواودة
يسعى بعض الشباب إلى وسيلة لتضخيم عضلاتهم للتمتع بأجسام رياضية جذابة من خلال استخدام الهرمونات والمنشطات التي تؤدي إلى آثار سلبية وضارة على صحتهم ، وقد حذر مختصون من التداعيات السلبية المرتبطة باستخدام الشباب للهرمونات المنشطة، لافتين إلى أن استخدام الشباب للهرمونات المنشطة لزيادة تكوين العضلات والحصول على جسم مثالي جذاب قد يسبب سرعة الغضب، وارتفاع الكولسترول، والعقم المؤقت أو الدائم ، والأورام السرطانية وصفراء الكبد والفشل الكلوي وضغط الدم وأمراض القلب والسكتات القلبية وتخثر الدم وغيرها من المشاكل ، لافتين إلى أن بعض تلك الأمراض تصبح مزمنة ولا يمكن علاجها.
ووفق موقع «طب ويب» ، تحمل الهرمونات المنشطة العديد من المخاطر على الشباب منها التورم وظهور آلام في المفاصل والضغط على الجمجمة في حالات نادرة، فضلًا عن أمراض القلب والسكري.
في هذا السياق أكد الدكتور أشرف أمير استشاري الأسرة المركز الطبي الدولي ونائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع أن كثيراً من الشباب في مرحلة من مراحل العمر يهتمون ببناء وجمال الجسم فيدخلون برامج كمال الأجسام ويبدأون باستخدام كثير من الهرمونات المنشطة منها الاستيرويدات الاندروجين البنائية التي تبني الكتلة العضلية بالإضافة إلى هرمونات النمو مثل الجروث هرمون وهرمون التستيرون وبعض العناصر التي تعتبر مواد يفرزها الجسم بشكل طبيعي مثل الكرياتين لبناء العضلات وبعض المنبهات والمحفزات الموجودة في مشروبات الطاقة مثل الكافيين والافسيتامين. وحول سبب استخدام الشباب لهذه الهرمونات المنشطة قال: الرغبة فى زيادة الكتلة العضلية وزيادة الأداء العضلي وقوة التحمل وزيادة الطاقة الذي يكون من خلال زيادة هرمون التستيرون» حيث يتم من خلاله تحسين الأداء.
لافتا إلى أن كثيرا من الشباب والرياضيين يلجأون للمنشطات واستخدام هذه المواد الهرمونية والمحفزة والمنشطة لدخول المسابقات والحصول على المراكز الأولى.
كاشفا عن أهم المضاعفات التي تصاحب هذا العمل الخاطئ باختلاف المواد المستخدمة سواء كان هرموناً أو مواد منبهة فهي تسبب ارتفاعا في ضغط الدم وتضخم في عضلة القلب حيث تصبح عضلة غير قادرة على أداء وظيفتها في ضخ الدم بشكل جيد وكفاءة عالية في الدورة الدموية الأمر الذي يؤدي إلى فشل في القلب فضلا عن وظائف الكلية والكبد لن تسلم من هذا الاعتلال.
تضخم البروستاتا
واستطرد الدكتور أشرف أمير أن استخدام كميات كبيرة من التستيرون سيسبب ضمورا في بعض أعضاء الجسم كون هذا الهرمون لابد أن يفرز داخليا كما يسبب تضخما في البروستاتا وانسداد المجرى البولي ومشاكل عدم التحكم في البول بالإضافة إلى العقم وكذلك ارتفاع الكوليسترول الضار واحتباس السوائل وداء السكري الذي يرتفع بفعل الهرمونات التي تضاعف فاعلية وعمل الانسولين في حرق السكريات وكذلك تتسبب هذه الهرمونات باضطرابات نفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب كما يمكن أن تؤدي إلى الموت المفاجىء بسبب النوبات القلبية.
الأنسجة التالفة
وعن المصادر الطبيعية للمنشطات في الجسم قال الدكتور أمير : خلق الله الجسم قادرا على إنتاج هذه الهرمونات بكميات طبيعية وبنسب محددة وفي أوقات معينة للقيام بأهداف محددة حيث يقوم الجسم بتحفيزها واستخراجها من الغدد بشكل طبيعي والتقنين في افرازها يساعد في بناء الجسم وتعويض الأنسجة التالفة بشكل منتظم ودقيق من دون أي زيادة مفرطة في البناء.
وتابع «هرمون التستيرون مسؤول عن الصفات الذكورية من الصوت والعضلات والشعر كما يعطي شكل الكتلة العضلية التي يتميز بها الرجال وهرمون النمو من الغدة النخامية بالدماغ ويفرز في مراحل مبكرة من العمر يساعد الجسم على النمو ويكون تحت سيطرة الغدة النخامية وهرمون الاندروستيرون يفرز من الغدة الكظرية الفوق كلوية زالكرياتين ينتج طبيعيا لمساعدة العضلات على إنتاج الطاقة.
تضخم سريع
كما أوضح أن استخدام المنشطات الهرمونية يدلنا عليه التضخم السريع وغير الطبيعي في حجم العضلات كون الجسم تحت تأثير هذه المنشطات يصاحبه تقلبات حادة في المزاج وتغير في طبيعة البشرة حيث تصبح دهنية ويظهر بها حبوب بشكل كبير بسبب الاضطرابات الهرمونية.
وحول الوسائل الطبيعية لبناء الجسم بدلا من الهرمونات ودعا الدكتور أشرف امير إلى ممارسة الرياضة المنتظمة والتي عادة ما تتوافق مع قدرات الجسم وإمكانياته حيث لكل شاب بنيته وامكانياته الطبيعية لزيادة نشاط هذه العضلات والكتلة العضلية بشكل متدرج.
مؤكدا أن بناء العضلات يحتاج لوقت طويل حتى تبنى بشكل طبيعي وهذا الوقت يسمح لجميع الأعضاء مثل الجهاز التنفسي وعضلة القلب والجهاز الدوري الوعائي والأعضاء والغدد المختلفة في الجسم بالإضافة إلى الأجهزة المناعية واجهزة تكوين كرات الدم في أن تأخد وقتها الكافي لتتواكب مع الكتلة العضلية وهي عملية طبيعية متدرجة آمنة تعطي نتائج لكنها تحتاج وقت طويل في وجود تكيف شامل وكامل من جميع أعضاء الجسم مع الزيادة المتدرجة في الكتلة العضلية.
فضلا عن اتباع نظام غذائي متوازن مع التركيز على البروتينات الطبيعية لانها هي المسؤولة عن بناء العضلات.
معبرا عن أهمية أن تكون عملية بناء العضلات تحت إشراف من فريق عمل يتضمن وجود طبيب يفحص الشاب ويحدد مدى لياقته والتمارين المناسبة وفق حالته الصحية. والعضو الآخر في الفريق هو متدرب متخصص يقوم بوضع خطة عمل وجدولة متدرجة لبناء الغضلات وفق الحالة الصحية حتى لا يكون هناك إجهاد لأعضاء الجسم.
والعضو الثالث هو أخصائي التغذية الذي يقوم بالتركيز على عنصر الغذاء المتوازن لتلبيه احتياجات الجسم من أجل بناء العضلات.مؤكدا على أهمية الفريق المستشار لبناء الاجسام بعيدا عن استخدام المنشطات والهرومونات.
تقليد المشاهير
في السياق نفسه أكد الكابتن مشاري الحجيلي مدرب اللياقة البدنية لجوء بعض الشباب لتناول الهرمونات المنشطة استعجالا للنتائج والبعض يتمرن فترة قصيرة ويعتقد بأنه سيكون بطلا وضخم العضلات في فترة قصيرة ولكن ذلك خاطئا. مشيرا إلى أن لبعض الفنانين والممثلين من أصحاب العضلات دور في تقليد الشباب لهم بشكل غير مباشر أي أن الشباب يرون الصورة النهائية فيرى اللاعب ضخم العضلات ويريد أن يصبح مثله دون أن يعرف كم من الزمن تمرن هذا اللاعب ليظهر بهذا الشكل وكيف يحافظ على أكله ونومه واستمراره في التدريب فترة طويلة. مؤكدا على المخاطر الجمة التي تنتج عن اخذ الشباب للهرمونات المنشطة والتي لاحصر لها. وعن إمكانية حماية الشباب في الأندية الرياضية من هذه الهرمونات قال: يكون ذلك عن طريق توعية الشباب وتثقيفهم بالطريق الصحيح للتمرين والغذاء وكيفية الحصول على نتائج مرضية مشيرا الى وجود وسائل طبيعية يمكن ان يلجأ لها الشباب لبناء أجسامهم بدلا من الهرمونات المنشطة وذلك عن طريق الاهتمام بالاكل وتغطية الاحتياج الغذائي والتمرين المكثف المناسب لقدرات المتدرب وكذلك النوم الجيد والراحه والاستشفاء المناسبة للمتدرب.
تحسين الأداء
الدكتور مروان صالح استشاري جراحة القلب حذر من مخاطر المنشطات الهرمونية التي يلجأ بعض الشباب لاستعمالها لسببين رئيسيين: الشكل أو المظهر الخارجي ليظهر مفتول العضلات وتحسين الأداء وذلك للفوز في المسابقات الرياضية.
مؤكدا أن ذلك الاستعمال ينطوي على مخاطر أهمها على القلب فقد تؤدي إلى حدوث ارتفاع في ضغط الدم وارتفاع في نسبة الكوليسترول الضار في الدم وحدوث الجلطات والموت المفاجئ أو هبوط في عضلة القلب بالإضافة إلى الأضرار الأخرى مثل الاكتئاب.
وصف رفعت كامل أستاذ جراحة وزراعة الكبد والرئيس المنتخب لجمعية الشرق الأوسط لزراعة الأعضاء الهرمونات المنشطة بالسرطان الذي يأكل أجساد شباب الأجيال الجديدة.
وأضاف «هذا أمر مؤسف ويجب أن يحارب من جميع الجهات بكل شدة ولذلك هي تهاجم من قبل المؤسسات والمنظمات الرياضية في العالم لانها تؤدي إلى مشاكل كبيرة في الجسم بدءا من تضخم عضلة القلب».
وأضاف أن هذه المنشطات سامة للكبد ينتج عنها الإصابة بأورام سرطانية نشطة جدا وغالبا يصعب معها اي تدخل علاجي. داعية إلى ضرورة وجود رقابة صارمة على هذه المنشطات ومنع استيرادها كونها تشجع الشباب على تكوين العضلات بصورة سريعة جدا في حين أن الآثار الجانبية في منتهى الخطورة.
الغذاء والدواء: تؤثر سلبا في القلب والكبد
كشفت هيئة الغذاء والدواء في تصريح لـ«البلاد» أهم المخاطر التي تنتج عن اخذ الشباب للهرمونات المنشطة حيث تسبب عدة أضرار جسدية ونفسية، فلدى الرجال منها فقدان شعر الرأس، وبالنسبة للنساء تؤدي إلى تغير في الصوت، وتزيد كمية شعر الجسم، كما أنها ترفع ضغط الدم لدى الرجال والنساء، وتزيد حبَّ الشباب، وتؤثر سلبًا في القلب والكبد والكليتين، ويؤدي استعمال تلك الهرمونات إلى زيادة العدوانية لدى الشخص وتغير المزاج وحدوث الكآبة، وكذلك قد يسبب تبادل الحقن بين الأشخاص إلى انتقال الأمراض مثل الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي، وتداولها دون وصفة طبية قد يؤدي للغش في محتوياتها.
وعن مصادر إنتاج الهرمونات المنشطة قالت الهيئة: هذه المستحضرات إما أن تكون مصنعة من النبات كاليام والصويا بالنسبة لهرمون التستوستيرون أو مصنعاً كيميائيا، وفي أحيان عن طريق بعض التقنيات الصناعية الأخرى بشكل مخبري. بجانب ذلك هناك بعض المواد الطبيعية الموجودة في بعض الاغذية والنباتات والتي تحفز الجسم لإنتاج الهرمونات الطبيعية ولكن لا يمكن اعتبارها بأية حال من الأحوال سترويدات او هرمونات منشطة ، لافتة إلى أن معظم الهيئات الصحية توصي بأن يتناول الشخص العادي غير الرياضي ما يعادل 0.8-1 جم من البروتين لكل كيلوجرام من وزنه، مع مراعاة استشارة الطبيب لمن يعاني مشكلات في الكلى أو الكبد، أما الرياضيون فتعتمد كمية البروتين المتناول على نوع وحجم الجهد البدني المبذول، ويتراوح ذلك بين 1.2 و1.8 جم من البروتين لكل كجم من الوزن، على أن بعض الدراسات تشير إلى أن تجاوز المتناول البروتيني ما يعادل 1.6جم لكل كجم قد لا يزيد حجم العضلات.