شباب

التعدين.. تبادل خبرات وتعاون دولي لبناء قاعدة بيانات للثروة المعدنية

عبدالله صقر – مركز المعلومات

في 21/12/1966 للميلاد نشرت «البلاد» خبرا تحت عنوان (5 مشروعات كبرى للثروة المعدنية) حصلت فيه البلاد على تصريح من الأستاذ غازي سلطان عن اهم المشاريع التي تعمل المديرية العامة للثروة المعدنية عل تنفيذها في البلاد .. أولها مشروع البحث والتنقيب عن المعادن في المنطقتين الغربية والوسطى وعهد به الى البعثة الجيولوجية الفرنسية كما عهد الى البعثة الامريكية بعمل خرائط جيولوجية ومشروع حفر المناطق المتمعدنة. كما عهد الى البعثة اليابانية بدراسة منطقة وادي الصواوين ومناطق الحديد بالإضافة الى مشروع عمل صور جوية وخرائط

في مايو عام 2020م صرّح المهندس خالد المديفر نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين إلى أن المملكة تعد من أقل الدول إنفاقًا على استكشاف المعادن في العالم بإنفاقها أقل من 25 % من معدل الإنفاق العالمي على الاستكشاف لكل كلم2 وهو ما يعادل عشر متوسط الدول الناشطة في صناعة منتجات التعدين.ولذا برزت الحاجة إلى رفع حجم الإنفاق في المملكة إلى المتوسط العالمي أو أعلى منه.

واليوم أصبح قطاع التعدين والصناعة التعدينية الركيزة الثالثة في الصناعة السعودية بجانب صناعتي النفط والبتروكيميائيات بعد اعتماد الاستراتيجية الشاملة للتعدين والصناعات المعدنية، والتي تعد ثمرة من ثمار رؤية المملكة 2030.

كما يسهم قطاع التعدين حالياً بنحو 17 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، وتعتزم المملكة مضاعفة ذلك ثلاث مرات بحلول عام 2030، وفقا لما ذكره وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح.

كما تتوزع الثروات المعدنية في المملكة في أكثر من 5,300 موقع، وتقدر قيمتها بنحو خمسة تريليونات ريال، بما في ذلك عدد من المعادن الأكثر وفرة مثل: الذهب، والفضة، والنحاس، والزنك، والفوسفات، والبوكسايت، والحجر الجيري، ورمل السيليكا، والفلسبار، وصخور الزينة المستخدمة في واجهات المباني مثل: الجرانيت وغيرها من المعادن الأخرى وفقآ لتقرير صادر عن وزارة الصناعة والثروة المعدنية.

نظام الاستثمار الجديد
في يونيو ,2020 صدرت موافقة مجلس الوزراء على نظام الاستثمار التعديني الجديد الذي يعد واحدًا من أهم مبادرات الاستراتيجية الشاملة للتعدين والصناعات المعدنية في المملكة ومن أهم برامج تحقيق الرؤية عبر إيجاد بيئة استثمارية جاذبة في قطاع التعدين تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.

ويعمل النظام الجديد على زيادة القدرة التنافسية في قطاع التعدين من خلال إقرار الأنظمة والتشريعات، منذ يناير العام الماضي حيث تم دخول نظام الاستثمار التعديني الجديد موضع التنفيذ . تم إصدار75 رخصة استكشاف جديدة.
لم تفوت وزارة الاستثمار فرصة مشاركتها في مؤتمر التعدين الدولي والذي عقد مؤخرا ، في إطار حرصها على جذب الاستثمارات وتعزيز تدفقها في الاقتصاد الوطني في قطاع التعدين والمعادن. من خلال مشاركتها في جناح ” استثمر في السعودية” بالمعرض المصاحب بإستعراضها أبرز الفرص الاستثمارية الواعدة في مجالات التعدين والمعادن.
يبلغ حجم استثمارات الثروة المعدنية على منصة “استثمر في السعودية” 70 فرصة خاصة بقطاع التعدين والمعادن وبقيمة استثمارات تفوق 25 مليار دولار.

بنك معلومات للمعادن
لتسريع أنشطة الاستكشاف الجيولوجي وجذب الاستثمارات عززت المملكة جودة البيانات الجيولوجية وتوافرها من خلال العديد من المبادرات ومنها البرنامج العام للمسح الجيولوجي والذي سيغطي منطقة الدرع العربي الغنية بالمعادن في غرب المملكة، بهدف توفير المعلومات والخرائط الجيولوجية المفصلة والدقيقة، وإتاحة هذه المعلومات والخرائط للراغبين في الاطلاع عليها من خلال البوابة الإلكترونية لقاعدة البيانات الجيولوجية الوطنية (NGD).
ويفتح البرنامج الباب واسعاً أمام فرص استثمارية وفيرة وواعدة في مجال التعدين وتصل تكلفة هذه المبادرة الطموحة إلى نحو ملياري ريال، وتغطي المسوح المُختلفة، منطقة الدرع العربي، والتي تُقدّر مساحتها بنحو 600 ألف كيلومتر مربع. في ست سنوات من خلال التعاون بين الفريق الفني الوطني في البرنامج، المكون من حوالي 500 شخص، والذي سيعمل مع الخبراء التقنيين العالميين من بلدان مختلفة فنلندا، والصين، والمملكة المتحدة، وجنوب أفريقيا، وغيرهم من المتخصصين الجيولوجيين من جميع أنحاء العالم ، ويمكّن هذا التعاون وتبادل الخبرات، من تطوير قاعدة معرفية عملية، وتنمية قدرات علماء الجيولوجيا السعوديين الصاعدين من خلال البرامج التدريبية.وتهدف هيئة المساحة الجيولوجية السعودية إلى إنشاء بنك معرفي يوثّق الثروات المعدنية للمملكة أيضًا والإسهام في توسيع نطاق المعرفة الوطنية والعالمية بعلوم الأرض.

الاستكشاف المسرع
مع مطلع العام الحالي دشن وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف مبادرة “الاستكشاف المسرع”، معلنا عن طرح رخصة للتنقيب عن المعادن في موقع الخنيقية التابع لمحافظة القويعية بمنطقة الرياض، وذلك تماشيًا مع أهداف رؤية 2030 وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية “ندلب” باستغلال الفرص الكبيرة لإمكانات قطاع التعدين، ليكون الركيزة الثالثة للصناعة الوطنية.
وقد بدأت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عمليات الاستكشاف مؤخرًا، حيث أكدت الإمكانات الجيولوجية الكبيرة لخامات الزنك والنحاس في المملكة، التي تعد من المعادن المهمة لقطاع الطاقة العالمي، فمن المتوقع أن يصل الطلب على النحاس إلى 3.5 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030م, كما سيتضاعف الطلب على الزنك من صناعات الطاقة الشمسية فقط إلى 160 ألف طن بحلول العام نفسه.وتهدف مبادرة الاستكشاف المسرع إلى تعزيز حجم الاستثمار في مجال التعدين وتسريع عملية الاستكشاف.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *