الرياض – البلاد
شباب وفتيات الوطن جيلا بعد جيل، هم عماده وثروته الأهم التي توليها القيادة الرشيدة كل الرعاية والدعم لتمكين دورهم واستثماراتهم وابتكاراتهم، فهم الرقم الكبير في المجتمع السعودي الحيوي، ونقطة الارتكاز مع خبرات الأجيال لانطلاقته الكبرى في التنمية الشاملة المستدامة بكل ميدان وتخصص، ومنها الصناعة التي تشهد نموا كبيرا في استثمار عقول وسواعد أبناء الوطن، ويضعون بعطائهم الوظيفي بصمتهم القوية في الشعار الوطني “صُنع في السعودية”.
يوم الاثنين الماضي وفي الرياض تجسدت هذه الحقيقة في معرض ومؤتمر “صُنع في السعودية”، في واجهة الرياض، إحدى مناطق موسم الرياض وضمن فعالياته، وتهدف المناسبة إلى تعزيز الصناعة السعودية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وزيادة الصادرات السعودية إلى العالم، وتنويع القاعدة الاقتصادية.
وشهد انطلاقة المؤتمر والمعرض حضوريا ، وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، ووزير التجارة وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ووزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ووزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، ووزير الاقتصاد والتخطيط فيصل بن فاضل الإبراهيم.
وفي هذه المناسبة ، ودائما وأبدا ، شباب وشابات الوطن ، الحاضر في أهداف الطموح الوطني ، والحقيقة الناصعة التي أكد عليها المؤتمر وبهذا المستوى الرفيع من الاعتزاز الموصول بثروة الوطن من السعوديين والسعوديات ، والحرص على تمكينهم في حاضر ومستقبل مسيرة الازدهار التي تشهدها المملكة وتكتب فصولها بلغة وأرقام الإنجاز لمستهدفات رؤيتها 2030.
الطموح والقيادة الملهمة
هنا نتوقف بكثير من الاعتزاز مع كلمة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، خلال المؤتمر الذي أقيم في المعرض، حيث قال سموه: “ببساطة لا أجد في مخيلتي منتجًا أهم، ولا أعز، ولا أغلى، ولا أجدر بأن نهتم به، من شبابنا وشاباتنا في هذا الجيل والأجيال القادمة، الذين صُنعوا حقيقةً في السعودية أبًا عن جد وورثوا عن آبائهم وأجدادهم هذه الهوية السعودية ، وكنت وما زلت وسأظل أكرر أننا يجب ألا يكون لنا دور إلا أن نمكّنهم لتحقيق طموحات بلدنا ومنجزاتها، ولا عذر لنا إن لم نفعل”.
ونوه سموه بدور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- في تمكين هذا الجيل ، وقال: ” إن لهذا الجيل الشاب شابًا ملهمًا قائدًا فاعلاً هو صاحب الرؤية الذي يراهن أن الاعتماد على شباب اليوم والمستقبل هو ما سيحقق هذه الرؤية، فهم الأقدر والأكثر حيوية على تنفيذها على أرض الواقع”.
القوة الصناعية
خلال الحفل، وبلغة الإرادة والأرقام ، تناول وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف في كلمته عبر الشاشة، عددًا من النقاط المتعلقة بمعرض “صُنع في السعودية”، كان من أبرزها: تحول البرنامج من حلم إلى حقيقة بفضل رؤية المملكة 2030، وحصوله على الدعم المتواصل من سمو ولي العهد، باعتباره برنامجًا وطنيًّا يهدف لإبراز القوة الصناعية للمملكة، وإمكاناتها في الوصول إلى العالم.
وأكد الوزير أن برنامج “صُنع في السعودية” يهدف إلى زيادة الاستهلاك المحلي من المنتجات والخدمات، وتعزيز ثقافة الانتماء إلى المنتج المحلي، فضلًا عن تعزيز جاذبية القطاع الصناعي للاستثمار، والمساعدة في إيجاد فرص استثمارية ووظيفية لأبناء وبنات الوطن ، ومساعدة الشركات على التصدير، ورفع نسبة الصادرات غير النفطية. فقد حقق معرض “صُنع في السعودية” أرقامًا كبيرة، أشار إليها الوزير بندر الخريف، تقول عناوينها ، أن هذا القطاع الحيوي يضم 1300 شركة، و6 آلاف منتج مسجل، و29 شراكة مع جهات حكومية وشركات وطنية، و170 شركة مشاركة في المعرض، مؤكدًا في الوقت نفسه انتظار أكثر من 2000 شركة للانضمام إليه. في السياق عزز نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية الأمين العام المكلف لهيئة تنمية الصادرات السعودية المهندس أسامة الزامل ما جاء في كلمة الوزير الخريف، بتسليطه الضوء على حجم الدعم الذي تلقَاه الصناعة الوطنية من قيادة المملكة، وعمل منظومتها بشكل تكاملي مع شركائها لمساعدة المستثمرين، ورفع الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% على الأقل من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي بحلول 2030م.
المحتوى المحلي وبراءات الاختراع
ضمن فعاليات المؤتمر وخلال جلسة حوارية أدارها مدير عام برنامج “صُنع في السعودية” فيصل المغلوث، أوضح نائب الرئيس التنفيذي لشركة سابك عبدالله العريفي، أن الشركة حاضرة بمنتجاتها في 50 دولة في مختلف أنحاء العالم، وتتبع لها 7 مراكز بحثية لها في السعودية، إضافة إلى مراكز بحثية أخرى في أمريكا ودول آسيوية ، كاشفا أن سابك تُعد حاليًّا ثاني أغلى (براند) في صناعة البتروكيماويات عالميًا، وتطرح سنويًا 150 منتجًا جديدًا في مختلف قطاعاتها، كما سجلت أكثر من 10 آلاف براءة اختراع.
من جهته، قال النائب الأعلى لرئيس الخدمات الفنية في شركة أرامكو السعودية أحمد السعدي: إن الشركة تركز على المحتوى المحلي، وتوليه الأهمية منذ عشرات السنين، وتعتمد في ذلك على ثلاثة محاور رئيسة: تنمية وتعزيز المحتوى المحلي وسلاسل الإمداد، واستقطاب الاستثمارات عن طريق المشاريع المحورية الكبرى، وتطوير الكوادر البشرية السعودية.