واشنطن – البلاد
تتجه بوصلة العالم ناحية أوكرانيا، إذ يترقب الجميع ما ستسفر عنه التهديدات الروسية لكييف، بينما قطع الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن الهجوم الروسي على أوكرانيا لا يزال محتملا للغاية، وأن واشنطن لم تتحقق بعد من انسحاب وحداتٍ روسية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن العقوبات الغربية على روسيا “جاهزة”، مشيرا إلى أن إدارته مستعدة للدبلوماسية بشأن الأزمة مع روسيا على الحدود الأوكرانية، كما اقترح تدابير لمراقبة الأسلحة والشفافية على أعضاء الناتو وروسيا، مبديا استعداد واشنطن للقيام بخطوات للتهدئة شرط ضمان سيادة الدول وأمنها. وأعرب الرئيس الأمريكي عن تفاؤله بوجود أمل في حل دبلوماسي وتجنب المعاناة الإنسانية، لكنه حذر في الوقت ذاته قائلا “إذا غزت روسيا أوكرانيا فالتكلفة الإنسانية ستكون هائلة”، داعيا جميع الأمريكيين مغادرة أوكرانيا فورا لأن الهجوم الروسي ما زال محتملا.
وفي هذا الصدد، أصدر عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بيانا أمس (الأربعاء)، أعربوا فيه عن تضامنهم مع الشعب الأوكراني، وأبدوا دعمهم الكامل لفرض فوري لعقوبات قوية وفعالة ضد روسيا، في حال شنت روسيا أي غزو لأوكرانيا، فيما حذر بيان خماسي أمريكي – أوروبي من أن موسكو ستدفع ثمنا باهظا إذا غزت أوكرانيا. وقال البيان: “إذا زاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تصعيد هجومه على سيادة أوكرانيا.. فيجب أن تدفع روسيا ثمناً باهظاً”. وأكد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي استعدادهم لتقديم الدعم الكامل للفرض الفوري لعقوباتٍ قوية على روسيا، مضيفين: “سنحث حلفاءنا وشركاءنا في أوروبا وحول العالم على الانضمام إلينا في فرض العقوبات”. وتزامنا، دعا بيان للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، روسيا إلى خفض التصعيد واختيار الحوار، معلنا الاستعداد للرد على أي عمل عسكريٍ روسي ضد أوكرانيا، كما حذر من أن موسكو ستدفع ثمنا باهظا إذا غزت أوكرانيا. يأتي ذلك فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مواطنيه، إلى رفع علم أوكرانيا فوق المباني وترديد النشيد الوطني، أمس، وهو التاريخ الذي تداولته وسائل إعلام غربية نقلا عن مصادر مطلعة ومسؤولين أمريكيين، أنه موعد محتمل لبدء غزو روسي، لكن مسؤولين أوكرانيين شددوا على أن الرئيس زيلينسكي لا يتوقع هجوما في هذا التاريخ.
فيما قال مسؤول مخابراتي غربي بارز، أمس، إن التدريبات العسكرية الروسية بلغت ذروتها وإن خطر شن هجوم روسي على أوكرانيا سيظل مرتفعا حتى نهاية فبراير، فيما دانت واشنطن على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن مساعي روسيا للاعتراف بإقليمين انفصاليين في أوكرانيا. المسؤول المخابراتي الكبير، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أضاف أن أجهزة المخابرات الغربية خلصت إلى أن ذروة خطر اندلاع صراع أو وقوع حادث عسكري غير مقصود هي الفترة الحالية. وتابع قائلا: “نحن في خضم هذه الفترة الآن. أتوقع أن تكون الأوضاع محيرة وغامضة بالفعل خلال الأسبوعين المقبلين”. وقالت روسيا إنها تسحب المزيد من قواتها المحيطة بأوكرانيا، بعد أن أعلنت انتهاء بعض التدريبات العسكرية. وبينما تتسارع الخطوات الدبلوماسية الأميركية الأوروبية لاحتواء الأزمة الروسية الأوكرانية وتفادي حرب محتملة، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” Washington Post عن خطة البيت الأبيض لتشكيل فريق متخصص، منذ نوفمبر الماضي، يُدعى “فريق النمر” ضمن إطار استجابته للغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا. ويتكون “فريق النمر” من مجموعة من الخبراء ومسؤولين أمريكيين، وهو يدير العمليات الأمريكية في أوكرانيا من البيت الأبيض. ويرسم الفريق السيناريوهات والخطط لكيفية الرد على كافة التحركات الروسية، من العرض المحدود للقوة إلى الغزو الكامل.
إلى ذلك، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ أمس، إن الحلف يستعد للأسوأ بشأن الأزمة الأوكرانية مع روسيا، مبينا أن الحلف لا يرى إشارات إلى خفض التصعيد حتى الآن من جانب موسكو، بينما تستمر روسيا بالتصعيد وبحشد قوات قرب أوكرانيا. وتابع: “نحن مستعدون للحوار مع روسيا، ومستعدون أيضاً لأي احتمالات أخرى”.
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، إنه لا يرى حتى الآن أي انسحاب للقوات الروسية من مواقع قريبة من الحدود الأوكرانية، مضيفا: “نتعامل مع الحقائق التي لدينا، ولا نرى أي انسحاب بعد”.