الرياض- هاني البشر
تبرز مبادرات الاستدامة كأحد الركائز الرئيسة في مشروع سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1، وانطوى ذلك على تأثير مزدوج يتمثل في العمل البيئي في أعقاب الضرورة الملحة على صعيد التغير المناخي، وأيضاً إنشاء استراتيجية لثقافة أكثر شمولاً وتنوعاً داخل المجتمع المحلي والمملكة على نطاق أوسع.
وتماشياً مع مستهدفات رؤية 2030 الرامية إلى تحويل اقتصاد المملكة وتطوير مجتمع أكثر شمولاً، قادت شركة رياضة المحركات السعودية الطريق نحو زيادة الوعي بالتنوع والشمول، من خلال بناء مستقبل إيجابي للفئات الأقل تمثيلاً، ويبرز ذلك في النسبة المئوية للموظفات في الشركة، التي تبلغ حالياً 40%، وهي واحدة من أعلى النسب في أي جهة مروجة في الفورمولا 1.
وبالتعاون مع الجهات المعنية والشركاء، دخلت شركة رياضة المحركات السعودية في عدد من المشاريع البيئية خلال النسخة الأولى لسباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1، بهدف إحداث تأثير إيجابي على مدينة جدة، فعلى سبيل المثال، أدى تجديد الكورنيش إلى تعزيز التنوع البيولوجي والأصول الطبيعية لساحل البحر الأحمر وخلق إرث دائم للمجتمع المحلي.
ومع استعدادات المملكة العربية السعودية لاحتضان الجولة الثانية لبطولة العالم للفورمولا 1 في عطلة نهاية الأسبوع خلال الفترة من 25 إلى 27 مارس 2022، تتخذ شركة رياضة المحركات السعودية المزيد من الخطوات الإيجابية لتوسيع نطاق الاستدامة إلى ما هو أبعد من مجرد الامتثال وتقديم حلول فعالة للأزمة البيئية. ومن خلال دمج أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، قدمت الشركة استراتيجية مبنية على 7 ركائزهي” أعمال الحفر والمواد، والمرافق الفعالة، وإمكانية الوصول، والنقل، والنفايات، والمشاركة المجتمعية”.
وجنباً إلى جنب مع برنامج WeRaceAsOne للفورمولا 1، اتخذت شركة رياضة المحركات السعودية عدة خطوات في عملياتها المستدامة حتى الآن، مع الأولويات الموازية لتقليل الآثار السلبية للعمل المناخي، وتعظيم الآثار الاجتماعية الإيجابية.
– تطوير الكورنيش
تقع حلبة كورنيش جدة في قلب الواجهة البحرية الخلابة لمدينة جدة، وقد تم تصميمها وبناؤها لخدمة مدينة جدة فيما بعد سباق الفورمولا 1، كما تشكل أحد العناصر الأساسية في مشروع تطوير الكورنيش الكبير في المدينة.
وتم بناء البنية التحتية للحلبة وتصميمها لتطوير مساحة صديقة للبيئة للمدينة من شأنها أن تضيف قيمة دائمة للسكان. وتمتد أعمال تطوير ممشى الكورنيش الشهير على صفاف البحر الأحمر نحو المارينا الجديدة، حيث يحفل بالعديد من الفرص الترفيهية في الهواء الطلق للأطفال والكبار، ويتضمن ذلك ممرات جديدة ومسارات لركوب الدراجات وملاعب للأطفال ومرافق ترفيهية ورياضية ومطاعم عائلية لخدمة السكان وجذب السياح.
وينطوي الهدف الأساسي في جميع عناصر هذا المشروع على الحفاظ على ظروف التربة المحيطة والبيئة المحلية وتعزيزها لضمان استمرار ازدهار الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي إلى جانب إعادة التطوير الشامل في المنطقة من خلال استخدام أعمال الحفر ووسائل تصميم المواقع المستدامة.
ووفقاً لمبادرة السعودية الخضراء، تتميز الحلبة الجديدة بأكثر من 43000 متر مربع من المساحات الخضراء وأكثر من 2000 شجرة أصلية وقابلة للتكيف تم التخطيط لها قبل السباق. ويتميز الموقع أيضاً بتصميم مستدام يقلل من الطلب على الري ومن خلال تقليل تأثير الجزيرة الحرارية، يمكن أن يبطئ معدل تلوث الهواء لخلق متنفساً ومنطقة أقل في درجة الحرارة.
ومن خلال توسيع وتحسين المرافق على طول كورنيش جدة، يبرز سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 كمحفّز على التغيير الإيجابي للمجتمع بأسره، والمساعدة في بناء مدينة ومجتمع ونمط حياة أفضل.
– تجديد البحيرة
قبل البدء في عمليات بناء الحلبة ومرافق البنية التحتية المجاورة لها، كان لا بد من إجراء عمليات تنظيف وتجديد واسعة النطاق للبحيرة بأكملها، حيث تقع عليها أجزاء كبيرة من المسار.
وتم تقسيم مشروع تجديد البحيرة على مرحلتين؛ حيث بدأت الأولى في شهر مايو 2021، باستصلاح مساحة تصل إلى 20،025 متر مربّع، بينما اكتملت المرحلة الثانية على مساحة 3000 متر مربّع بنهاية شهر أكتوبر، وتضمنت العملية إزالة الطحالب ومن ثم تركيب نظام لتطهير المياه ومعالجتها، لمنع تكوين الطحالب وتراكمها في المستقبل
كانت نتيجة الأعمال إنشاء مساحة ترفيهية مذهلة لمجتمع جدة للاستمتاع بها، لفترات طويلة من وجود سباق الفورمولا 1 من خلال الطرق والبنية التحتية المصممة لتستمر 15 عاماً على الأقل.كما كان للأعمال البيئية للمشروع تأثير إيجابي على الموائل من خلال التجديد الطبيعي للأسماك والحياة البرية.
وسيكون المشروع الذي يغطي الأهداف 11 و14 و15 و16 و17 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ، سمة دائمة تستمر لسنوات عديدة قادمة.
– التبرعات الغذائية للمجتمع المحلي
خلال سباق الجائزة الكبرى العام الماضي، عقدت الجهة المروجة للسباق شراكة مع الجمعية الخيرية المحلية “إطعام” ، وهي جمعية بنك الطعام السعودي، للحد من الهدر وإعادة تدوير الطعام في المجتمع المحلي.
تم نقل جميع الأطعمة والمشروبات غير المستهلكة من الضيافة المتميزة ونادي البادوك والأجنجة المتميزة وفيلات الضيافة بالإضافة إلى جزيرة الإعلام وإدارة السباق إلى مؤسسة بنك الطعام السعودي الخيرية لتوزيعها على المحتاجين.
تم تقسيم الطعام إلى شطائر وسلال مخبوزات وخضروات وأخيراً فواكه وعصائر. وتمكن المتطوعون من توفير الغذاء لأكثر من 2000 مستفيد بإجمالي أكثر من 650 وجبة و959 سلة مخبوزات و1952 سلة عصائر.
– إطلاق برنامج ” نجم الكارتينغ ” للشباب السعودي
أطلق الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية مسابقة لتشجيع وإلهام الجيل المقبل من السائقين السعوديين. ويستهدف البرنامج المتسابقين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاماً، بهدف إلى اختبار أسرع 20 سائقاً، والذين تنافسوا معاً في سيارات كهربائية صديقة للبيئة “كارتينغ” في منطقة الجمهور خلال عطلة نهاية أسبوع سباق الفورمولا 1.
كان الهدف من المسابقة، التي تقام بدعم من شركة إلكترومين، هو الجمع بين مجموعة غنية ومتنوعة من المواهب المحلية الشابة لعرض برنامج رياضة المحركات على مستوى القاعدة الشعبية في المملكة العربية السعودية وإعطاء الشباب المتحمسين الفرصة لتجربة السباق.
استخدمت المنافسة عربات سباق كهربائية متساوية الأداء، التي يمكن أن تصل إلى سرعة 55 ميلاً في الساعة. وتستخدم سيارات الكارتنغ الكهربائية تقنية مبتكرة حيث يمكن تنظيم مخرجات الطاقة بحيث يمكن استخدام نفس سيارة الكارتنغ الكهربائية للتدريب على مستوى طاقة منخفض، بالإضافة إلى التسابق بقوتها الكاملة، ما يجعلها سيارة الكارتينغ الأمثل لتعليم للأطفال والتنافس بها.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل ، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية وشركة رياضة المحركات السعودية: ” الزخم الذي تولده بطولة العالم للفورمولا 1، يتخطى في قيمته الأيام الثلاثة من الفعاليات الرياضية والترفيهية التي لا تُنسى، لتترك إرثاً دائماً للشعب السعودي ولشبابنا على وجه الخصوص، حيث نسعى إلى إلهام شبابنا ليواصلوا أحلامهم الكبيرة”.
وأضاف سموه: “من خلال إتاحة المجال للعديد من الأطفال لاستعراض مواهبهم في الكارتنغ مع هذه السيارات الرائعة، فإننا نوفر لهم فرصة لإدراك إمكاناتهم واستكشاف المجالات العديدة المتاحة لهم من خلال رياضة السيارات”.
– شراكة رائدة مع جامعة الملك عبدالعزيز
قبل سباق الجائزة الكبرى الأول في السعودية، عقد الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية شراكة رائدة مع جامعة الملك عبد العزيز في جدة. وذلك بهدف تمكين الطلاب ليكونوا جزءاً من فريق تقديم الحدث، مما يوفر لهم تجربة مباشرة للعمل على منتج رياضي وترفيهي عالمي رئيسي.
وخضع الطلاب لبرنامج تدريبي مكثّف على أيدي أبرز الاختصاصيين والخبراء العالميين بإشراف مباشر من الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وكجزء من الالتزام ببناء القدرات وترك إرث بشري، تم التركيز بشكل خاص على تطوير مهارات كل مشارك لشق طريقهم نحو المستقبل.
وتهدف الشراكة إلى توفير فرص عديدة للطلاب من أجل أن يستهلّوا مسيرتهم الاحترافية عبر المشاركة في تنظيم أبرز الأحداث العالمية في رياضة المحركات والتي تستضيفها المملكة وعلى رأسها جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1، وبطولة الفورمولا إي، ورالي داكار، والراليات الصحراوية، وسلسلة إكستريم إي الكهربائية، إضافةً إلى أقوى وأحدث البطولات المحلية.
وتتماشى هذه الفرصة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، والرامية إلى بتقديم فرص للجميع من خلال التعليم والتدريب والخدمات عالية الجودة مثل مبادرات التوظيف والصحة والإسكان والترفيه.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان العبد الله الفيصل: “نؤمن أن أفضل طريقة للتعلم هي الممارسة. وقد أتاحت هذه الشراكة المميزة لبعض لشباب مملكتنا الفرصة لتلقي خبرة عملية وملموسة للعمل عبر مجموعة متنوعة من الأدوار في تقديم أكبر حدث رياضي على الإطلاق في المملكة العربية السعودية”.
وأضاف سموه: “أسهمنا في تطوير واستكشاف القادة المستقبليين من خلال تأسيس قاعدة من شأنها دفع الشبان والشابات لشق طريقهم نحو مستقبلهم في أرقى المستويات داخل المملكة وخارجها، ووفقاً لرؤية المملكة 2030، سنواصل سويةً رحلة بناء بلدنا، والسعي وراء أحلامنا بالازدهار أكثر وأكثر واستكشاف المواهب، وإطلاق العنان لإمكانات شاباتنا وشُباننا”.
– العمل مع المجتمع المحلي في المشاريع الخيرية
في الفترة التي سبقت انطلاق سباق الفورمولا 1 الأول في شهر ديسمبر الماضي، عمل الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية على ضمان تمكّن الشعب السعودي من المشاركة بشكل مباشر في هذه المناسبة التاريخية، مع المساهمة أيضاً في قضية حيوية.
كجزء من حدث خيري حطم الأرقام القياسية، تمكن المقيمون في المملكة من “شراء” مكعب ليغو لتشكيل جزء من نموذج سيارة فورمولا 1. وذهبت عائدات كل مكعب مباشرة إلى مؤسسة إحسان الخيرية التي تدعم القطاعات الاجتماعية والتعليمية والصحية والإغاثية والبيئية والاقتصادية والتقنية في المملكة العربية السعودية.
استضاف رد سي مول عملية تجميع أكبر مجسم لسيارة الفورمولا 1 من مكعبات الليغو في العالم، وتم استخدام أكثر من 500000 مكعب ليغو وتم تنفيذه بواسطة متخصصين معتمدين من ليغو. وأتاح ذلك الفرصة لمئات الآلاف من السعوديين للمشاركة والتبرع لهذا المسعى الذي حطّم الأرقام القياسية والذي كان يتماشى مع الالتزام برؤية 2030، بهدف خلق مستقبل أكثر إشراقاً لجميع المواطنين السعوديين.
ووضع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل المكعب الأخير خلال الاحتفال باليوم الوطني الـ 91 للمملكة العربية السعودية، مما جعل هذا الإنجاز المذهل أكثر أهمية لسكان المملكة.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل: انطوى هذا المشروع على ترسيخ العطاء لمجتمعنا وبشكل يعكس المعنى الحقيقي والقيم التي ترمز إلى المملكة العربية السعودية الحديثة في التقدم والابتكار والمسؤولية الاجتماعية “.
وأضاف سموه: ” كان هذا الإنجاز البارز نموذجاً للتعاون والإبداع المرتبط بشغف جماعي، لتسخير قوة فورمولا 1 لدفع المملكة العربية السعودية لتحقيق تطلعاتها لمستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً”.
– مشاريع الاستدامة في حلبة كورنيش جدة
خلال أسبوع سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 وخلال الحدث نفسه، كان هناك عدد من المشاريع المستدامة التي تهدف إما إلى تقليل انبعاثات الكربون أو الانتقال إلى عالم أكثر إعادة للتدوير من خلال طرق مبتكرة لتقليل وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير . كان هناك العديد من الأمثلة على ذلك ، من التذاكر الإلكترونية غير الورقية إلى اللافتات التي تعمل بالطاقة الشمسية.
وأثناء الحدث الذي أقيم تحت الأضواء الكاشفة، أدى استخدام مصابيح LED (بدلاً من تقنية التفريغ عالي الكثافة) إلى تقليل الطلب على المولدات في وقت الذروة بنحو 19%، وإجمالي توفير 140 ألف لتر من الديزل من خلال تقليل الطلب على الطاقة بنسبة 30%. وكانت الأضواء أيضاً قابلة للتعتيم، مما أدى إلى خفض استهلاك الطاقة في الأوقات التي لا تتطلب جودة عالية الدقة. كما تم تقليل الطلب على بناء الطاقة من خلال استخدام الجدران الستارية الزجاجية، والتي فاقت متطلبات كود البناء السعودي.
تم استخدام عبوات الطعام المستدامة في توفير ما يصل إلى 30000 وجبة للمارشالز. وتم استخدام العبوات القابلة للتحلل أيضاً في صالة كبار الشخصيات وتم تقليل البلاستيك حيثما أمكن لتخزين الطعام بشكل آمن.
كما تم تجهيز صندوق عملاق على شكل حلبة كورنيش جدة لإعادة التدوير (ارتفاع 1.2 متر) في مناطق الجمهور لتشجيعهم على فصل الزجاجات البلاستيكية والعلب وغيرها من النفايات بما في ذلك الورق والزجاج. كما تم تنظيم العديد من الأنشطة لنشر الوعي بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في مناطق الجمهور، وذلك حول موضوعات إدارة النفايات وإعادة التدوير والقيادة الآمنة. كما ساعدت التماثيل الحية المعروفة باسم “شجيرات المشي” في مناطق الجمهور على نشر الوعي وإرسال الرسائل والتفاعل مع الزوار.
وتم تركيب ست نقاط لشحن المركبات الكهربائية (والتي ستتضاعف في الوقت المناسب للسباق الثاني) حول حلبة كورنيش جدة، كما تم تزويد الأعمدة المنتشرة حول الحلبة بالطاقة الشمسية. وكان هناك أيضاً وسائل نقل صديقة للبيئة والتي تعمل بالكهرباء لنقل وسائل الإعلام من وإلى جزيرة الإعلام ونادي البادوك.
أثناء البناء ، تم الحصول على المواد الخاصة بمسار السباق وتصنيعها ورصفها على مسافة 400 كيلومتر من الموقع. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء مصنع إسفلت ألماني على بعد أقل من كيلومتر واحد من مدخل الموقع مع إنشاء معمل أسفلت لمراقبة الجودة في الموقع.
وأخيراً، تم إنشاء برنامج مع جمعيات الرفق بالحيوان والأطباء البيطريين المحليين للمساعدة في اصطياد أكثر من مائة قطة برية والتي تتجول في الموقع ومعالجتها (إذا لزم الأمر) ومن ثم نقلها إلى منطقة أكثر أماناً أو طرحها للتبني.