جدة – رانيا الوجيه
يتواصل سعي المملكة العربية السعودية لتحقيق المزيد في طموح لا يتوقف ضمن رؤية 2030 التي تستهدف رفع نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل بنسبة 30 %، إضافةً إلى تبوئها مناصب قيادية فضلًا عن مشاركتها الفعالة في عدة مجالات، وتوليها المناصب العليا في قطاع التعليم، وغيرها من القطاعات إلى جانب دعم قدراتها بالتأهيل وإتاحة الفرص لجعلها شريكًا حقيقيًا فاعلًا في بناء الوطن والتنمية في المجالات كافة، وتعتبر مريهان الباز من الفتيات اللاتي انطلقن في مجال إصلاح السيارات، حيث قررت أن تكون احدى الفتيات السعوديات قويات الإرادة والانخراط في هذه المهنة، حيث لم تتردد في أن تخوض مجال ميكانيكا السيارات، الى أن شاركت في إصلاح سيارات الفورمولا التي أقيمت بكورنيش جدة وهي اول ميكانيكية سعودية ضمن فريق المارشالز فضلا عن أول أمرأة تشارك في قيادة الكرين وهي الشاحنة التي تحمل السيارات الصغيرة.
تتحدث مريهان واصفة تجربتها بقولها: تخصصي الدراسي بعيد جدا عن الميكانيكا تماما، فقد درست تخصصين في الإعلام وعلم النفس، وعادة ترتبط المهن بالشخصية، والأغلب في تصور الناس أن الفتاة العاملة في مجال الميكانيكا ذات شخصية جافة، ولكنني كسرت تلك القاعدة ، وأيقنت أن المهنة ليس من الضروري أن تكون مرتبطة بشخصية الإنسان ، ومن المفروض أن يفرض الإنسان شخصيته في المكان الذي يعمل به، وعملي في مجال الميكانيكا لم يؤثر على طبيعتي كامرأة أبدا وما زالت اهتم بنفسي.
وتضيف بقولها : شملت المجالات التي تستقطب السعوديات بشكل قوي في الفترة الحالية مهن ميكانيكا واصلاح السيارات وتوفير الصيانة لها بشكل عام.
وعن اختيارها لمجال ميكانيكا السيارات قالت: كل إنسان لديه مواهب وهوايات مفضلة لديه، ومن جانب آخر أحيانا تلعب الصدفة دورها عندما نقع في بعض المواقف ونكتشف أننا أبدعنا في ذلك الموقف، وبالتالي اختياري لمجال الميكانيكا كان بالصدفة والبداية كانت عندما كان والدي يهوى السيارات كثيرا ومنه تعلمت واحببت تفاصيل اصلاح السيارات.
ولم يكن يتخيل أحد منذ فترة سابقة أن ادخل مجال ميكانيكا السيارات وكنت مع والدي بمثابة مساعد له حينما كان يستعين بي في إصلاح السيارات ومن ثم بدأ يعتمد على شيئا فشيئا، ووالدتي أيضا شجعتني للبحث والتعلم أكثر في هذا المجال، ولم يكن في بالي يوما ما أن أحول هذه التجربة إلى مهنة.
واستطردت أن الدولة ـ اعزها الله ـ تدعم تمكين المرأة السعودية حيث اصبحت تتواجد في كل المجالات كما أتيحت فرص عديدة للفتيات في أغلب المجالات.
وأضافت لقد شاركت في برنامج تلفزيوني بعنوان “ورشة إنعاش” والذي يهدف إلى إنعاش السيارات المتهالكة وكانت تجربة البرنامج جدا رائعة، من جانب آخر أنا لم أتعلم الميكانيكا في جامعة أو معهد بل تعلمت بالممارسة العملية مع والدي.
وعن مشاركتها في الفورميلا قالت: لم أكن أتخيل أنني سوف أشارك في الفورميلا ، وبالرغم من أن عدد الفتيات المشاركات كان قليل جدا، إلا أنني تحديت نفسي وقررت المشاركة وبالرغم من أن التسجيل في الفورمولا قد انتهى حتى المشاركة التطوعية وتم إبلاغي أنه لا يمكنني المشاركة، ولكن بالإصرار والتحدي استطعت أن أشارك بمساعدة من أحد المهتمين بعالم مضمارات السيارات وهو بحريني الجنسية، من الاتحاد البحريني ومن الاتحاد السعودي سعد غنوم والذي كان يلاحظ أصراري على المشاركة التطوعية، كما أوجه كل الشكر إليهما، كما اعبر عن امتناني إلى صاحبة السمو الأميرة عهد آل سعود رئيسة “المارشالز ” السعودي والتي أصرت أن أكون موجودة في هذا الحدث الرياضي الكبير.
وعن المهام التي قامت بها في الفورمولا بجدة قالت: تم تكليفي في فريق التدخل السريع في حال وقع حادث أثناء السباق وكان دورنا أن نسحب الحادث بشكل سريع خاصة عندما تكون هناك قطع تكسرت وتبعثرت من سيارة السباق، وقد منحتني مشاركتي في الفورمولا فرصة أن أكون كأول فتاة في العالم وليس فقط في المملكة والتي أتيحت لها الفرصة أن تقود سيارة لكرين وهي السيارة الكبيرة التي تحمل السيارات الصغيرة من حلبة السباق الى الخارج، وبالرغم من أن هذه العملية صعبة جدا إلا أنني كنت مستمتعه بها كثيرا ، خصوصا وان السباق أقيم ليلاً تحت الأضواء الكاشفة، ليُضفي أجواءً مذهلة، وتجربة فريدة لعشاق الفورمولا1 على المستوى العالمي.
وانصح أي شخص وليس فقط الفتيات ألا تدع للخوف مكانا في أي تجربة جديدة تتمنون خوضها أو تعلمها، فالخوف صفة نفسية مزعجة جدا، وتمنع الإنسان من أي شيء جميل في حياته، والخوف قاتل للطموح.