يقول أحد الكتاب: «إذا كنت تريد أداء مثل أي شخص آخر، فكن مثل أي شخص آخر». بمعنى آخر،» افعل ما يفعله الآخرون» ، وبذلك يكون الرياضي مجرد رياضي عادي أو مجرد شخص مجتهد، وليس رياضياً ملتزماً، ولكن ما هي المتطلبات لكي تصف رياضياً ما بأنه ملتزم؟
فكرت كثيرًا في مدى أهمية الالتزام الحقيقي لتحقيق النجاح الرياضي، وكيف يمكن قياس الالتزام لدى الرياضيين؟ يلتزم كل من يسمون بالرياضيين الجادين برياضتهم، لكن هل جميعهم ملتزمون حقًا؟ قد يقيم المشجع الرياضي بأنه ملتزم بناء على معاييره الخاصة، وقد يقيمه المدرب بناء على معاييره التقنية في الملعب، ولكني أعتقد أن الالتزام هو أسلوب حياة بشكل عام داخل وخارج الملعب يتطلب من الرياضي أن يعطي 200% من الالتزام في كل الأمور المرتبطة بمستقبله الرياضي المحدود زمنيا.
من الملاحظ أن الرياضيين الملتزمين حقًا لا يفعلون فقط ما يفعله معظم الرياضيين الآخرون فهم دقيقون جداً في تحديد أهدافهم ولديهم خطة مفصلة لتحقيقها، وهم أكثر تركيزاً من غيرهم؛ لذلك نقول إنهم يسبقون غيرهم بخطوتين أو ثلاث، وهم أكثر صراحة مع أنفسهم في مراقبتها، ويركزون على تقويتها، ويكون تركيزهم وعملهم الجاد الذي يصل حد كونه مؤلماً أو متعباً وحتى روتينياً، ولا يتوقفون بسبب الملل سواء في أوقات النوم أو الراحة، أو التغذية القاسية مثلما يفعل كريستيانو رونالدو، الذي يفعل ذلك بإيجابية وقناعة تامة.
من العوامل المهمة الأخرى هي كيفية التعامل مع الشدائد والأوقات الصعبة، فالعقلية الإيجابية والالتزام يساعدان بشكل كبير على استمرار الالتزام من قبل الرياضي الملتزم ويستطيع من خلالها إبعاد أي أمر يؤثر عليه؛ سواء كان ذلك الأمر نفسيا أو جسديا، فهو لا يفعل هذه الأمور لأن مدربيه يخبرونه بذلك، أو لأن زملاءه يفعلون الأمر ذاته، ولكن التحدي الداخلي لديهم هو ما يحركهم.
MohammedAAmri @