البلاد – محمد عمر
على ضوء الوضع الذي يعيشه العالم منذ تفشي متحور “أوميكرون”؛ حيث من المحتمل أن يكون المتحور التاجي قد تسبب في إصابة عدد أكبر من الأشخاص أكثر من أي فترة مماثلة منذ تفشي جائحة الأنفلونزا الإسبانية عام 1918.
وعليه، فعلى الرغم من أن عدوى “أوميكرون” قد بلغت ذروتها في العديد من الأماكن، فإن المرجح أن يشهد شهر فبراير الجاري حالات إصابة مماثلة؛ حيث سيستمر المتحور في الانتشار، الأمر الذي أدى إلى نقص العمالة في المستشفيات والمصانع، وإثارة الجدل حول القيود التي تم فرضها لمنع تفشي “كوفيد-19”.
وفي السياق ذاته، تشير التقديرات في إنجلترا إلى أن أكثر من واحد من كل ستة أشخاص قد أصيب بفيروس “كوفيد-19” منذ ظهور متحور “أوميكرون” في أواخر نوفمبر 2021، ووفقًا للدراسات الاستقصائية التي أجراها مكتب الإحصاءات الوطنية في الدنمارك، فقد أصيب واحد من كل خمسة أشخاص في البلاد بالفيروس. وعلى عكس الموجات السابقة لجائحة “كوفيد-19″، والتي أصابت عددًا أقل من الأشخاص وغالبًا ما ارتفعت في أجزاء مختلفة من العالم وفي أوقات متفاوتة، فإن الموجة الحالية لمتحور “أوميكرون” تنتشر إلى حد كبير في جميع أنحاء العالم، حتى لو لم تشهد أجزاء من آسيا حتى الآن تفشيًا كبيرًا للمتحور الجديد.
ومن جانبه، يُقدر “معهد القياسات الصحية والتقييم” (IHME) في الولايات المتحدة الأمريكية، أنَّ ما بين 80% إلى 90% من المصابين قد لا تظهر عليهم أعراض الإصابة، مقارنة بنحو 40% فقط من المصابين بمتغير “دلتا” والأنفلونزا الإسبانية، لذا من المحتمل أن يخلف هذا الأمر عددًا قياسيًّا من المرضى خلال هذه الفترة القصيرة. علاوة على ذلك، فإن تداعيات متحور “أوميكرون” على أسواق العمل تصل إلى ثلاثة أضعاف الموجات السابقة، ويرجع ذلك إلى إصابة العديد من الأشخاص، وبقاء الآخرين في المنزل لرعاية أفراد الأسرة المرضى، بالإضافة إلى أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض ولكن تثبت إصابتهم ويضطرون إلى البقاء في المنزل بسبب إرشادات مكان العمل والحكومة، ونتيجة لذلك، غابت أعداد غير مسبوقة من الأشخاص الذين لا يستطيعون العمل عن بُعد، وهو ما يُضر بالمستشفيات وشركات الطيران والمدارس والأحداث الرياضية.
وتجدر الإشارة، إلى أنه في يناير 2022، كان هناك أكثر من 84 مليون حالة إصابة بفيروس “كوفيد-19” في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل إجمالي عدد الإصابات بالفيروس تقريبًا خلال عام 2020 بأكمله، ووفقًا للأرقام الصادرة عن موقع “أور وورلد إن داتا” (Our World in Data)، فقد أدت عمليات التطعيم واسعة الانتشار، والمناعة المكتسبة من الإصابة السابقة بالفيروس، بالإضافة إلى تلقي أفضل العلاجات إلى إبقاء عدد الوفيات المرتبطة بـ “كوفيد-19” منخفضًا نسبيًّا خلال الشهر الماضي.