هذه المشاعر تنعكس علينا ونحن نشاهد عروض السيرك حيث أن لها تاثيرا قويا على نفوسنا ومشاعرنا وأحاسيسنا وانفعالاتنا كبارا وصغارا على حد سواء .. إنها النزعة الإنسانية النفسية التي تتوق إلى هذا المزيج من الإبهار والنشوة والإشباع.
الكثيرون يعتقدون أن ألعاب السيرك مصممة كي تدهش وتسلي الأطفال فقط .. إلا أن السيرك يعتبر أحد الأنشطة الترفيهية التي تثري وتفرح وتدهش وتخيف وتوتر الكبار أيضا. لقد تحول السيرك إلى فن شمولي من خلال فقراته التي تقدم الموسيقى التصويرية .. ومشاهد الصوت والضوء والعروض واللوحات الفنية .. وألوان الفرح المبهجة والأجواء الاحتفالية.
السيرك ليس ألعابا للتسلية والإبهار والدهشة فقط .. بل هو مجال واسع لتعليم الأطفال والطلبة ورجال الأعمال وغيرها من المهن العملية .. فالسيرك ولاعبوه .. عبارة عن فرص وتجارب وتحديات ومهارات وفوز ونجاح .. منها يتعلم المشاهد أو المتفرج .. التخطيط الدقيق لتحقيق الأهداف وركوب المخاطر .. وبالعمل الجماعي الذي تحكمه السلامة والثقة بين أفراد الفريق.
السيرك يعلم قادة المنشآت .. طريقة السير على الحبال .. وكيفية المشي على جمر النار .. ومهارة القفز في الهواء .. حتى يكونوا في مأمن من نوائب المنافسة وتقلبات الاسواق المفاجئة .. وعدم الإستقرار وصعوبة التخطيط للمستقبل البعيد ..
يعيش لاعبو السيرك كعائلة واحدة .. حياتهم ذات قيم وعادات ومفاهيم راقية خاصة بهم .. فهم يسكنون الكرافانات وتحت خيمة عملاقة .. وينتقلون إلى أماكن ودول مختلفة وفق برامج عروضهم .. وما نشاهده نحن فقط هو تسليتهم وألعابهم وحركاتهم البهلوانية الخطرة .. ولكن يقبع خلف ذاك الستار .. مجموعة كبيرة من النجوم والمخرجين والمنتجين وقادة الفرق الموسيقية ومهندسين وحرفيين .. ومدربي الحيوانات .. ولو أن هذه الفقرة آخذة في التقلص الآن.
وبالرغم من الصورة الذهنية المسلية والترفيهية التي ينقلها السيرك عن نفسه .. إلا أنني أرى أن السيرك منجم تعليمي ضخم .. يمكن أن نسخر علومه ومعارفه إلى المجتمع بأسره.
** العمل في السيرك أسلوب حياة .. فيه تعاون وتكامل وثقة بين أفراد الفريق.
** فريق السيرك يتكون من عدة جنسيات ولغات وعادات ومهارات .. لذلك تجد التناغم وقبول الآخر في التعامل فيما بينهم ضروري .. حيث يجمعهم هدف واحد هو إسعاد الناس.
** يتعلم الرواد ورجال الأعمال من السيرك .. أن رغبات عملائهم هي فرصا للتطوير والتغيير .. وإثراءا لمهاراتهم وشحذ عقولهم وبناء أجسامهم.
** لاعبو السيرك مثابرون .. لا يخافون الفشل بل يصرون على المحاولة والتجريب إلى درجة الإتقان دون كلل أو ملل.
** وأخيرا .. السيرك يقدم قيما ومهارات تربوية للأطفال في المدارس تستمر معهم مدى الحياة .. وخصوصا الألعاب السحرية .. التي تساعد الأطفال على التعامل مع المجهول والمثير واختراق المستحيل.