عواصم – وكالات
واصلت أسعار النفط ارتفاعاتها إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات، تغذيها برودة الطقس في الولايات المتحدة والاضطرابات السياسية بسبب الأزمة الأوكرانية ، واجتياح عاصفة شتوية شديدة وسط وشمال شرقي الولايات المتحدة الخميس مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف الأسر.
وارتفعت العقود الآجلة لمزيج برنت 2.16 دولار أو 2.4% لتبلغ عند التسوية 93.27 دولار
، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط 2.04 دولار أو 2.3% لتبلغ 92.31 دولار للبرميل بعد تداوله على ارتفاع حتى 93.17 دولار، وهو أعلى سعر منذ سبتمبر 2014.
واتفق تحالف “أوبك+” الأسبوع الماضي على التمسك بزيادات معتدلة في الإنتاج تبلغ 400 ألف برميل يوميًا خلال مارس المقبل ، فيما توقع “ريان لانس” المدير التنفيذي لشركة “كونوكو فيليبس” وفق “بلومبرج”، أن يسجل الإنتاج الأمريكي زيادة تصل إلى 900 ألف برميل يوميًا هذا العام، وهو مستوى أعلى بأكثر من الثلث من توقعات إدارة معلومات الطاقة.
وعلى مدى الأشهر الماضية، استمرت أسعار النفط في الارتفاع حيث خففت البلدان من عمليات الإغلاق وألغت قيود السفر.
وأبقى تقرير بشأن المعروض أعده “خبراء أوبك+” توقعات نمو الطلب العالمي على النفط في 2022، دون تغيير عند 4.2 مليون برميل يوميا، وقال إن الطلب سيصل لمستويات ما قبل الجائحة في النصف الثاني من العام.
وكان الطلب على النفط أعلى بقليل من 100 مليون برميل في اليوم في عام 2019، لكنه تضرر بشدة بسبب الجائحة في عام 2020 عندما أجرت أوبك+ خفضا قياسيا في إنتاجها بلغ عشرة ملايين برميل يوميا أو 10 بالمئة من المعروض العالمي ، وتبلغ التخفيضات المتبقية 2.6 مليون برميل يوميا وتأمل أوبك+ بإنهائها قبل نهاية العام.
الطلب والمخزون العالمي
تراجعت مخزونات النفط الخام على مستوى العالم خلال عام 2021 بنحو 690 مليون برميل، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من خمس سنوات، وذلك وفقًا لأحدث بيانات صادرة عن بنك “مورجان ستانلي”، وأوردتها مجلة “أويل برايس” في تقرير لها.
وتوقع البنك أن تواصل مخزونات النفط انخفاضها خلال عام 2022، مدفوعة بزيادة الطلب في ظل الإمدادات المحدودة المتوقعة لمجموعة “أوبك +”. كما أوضحت “الوكالة الدولية للطاقة” خلال الشهر الجاري، وجود فجوة بين مستويات المخزون المتوقعة والفعلية؛ حيث انخفضت مستويات المخزون الفعلية بمقدار 200 مليون برميل عن مستويات المخزونات المتوقعة.
وفي هذا الشأن أشار التقرير إلى أن انخفاض مستويات المخزونات من النفط الخام يشير إلى عدم وجود إمكانية لزيادة المعروض من النفط في ظل الارتفاع المستمر في الطلب على النفط، وخاصة بعد رفع القيود المفروضة لاحتواء جائحة “كوفيد-19″، وتعد أزمة الغاز الأوروبية خلال الأشهر الأخيرة خير مثال على ذلك.
وكانت شركة “إنرجي أسبكتس” لوكالة (رويترز)، قد أشارت إلى أن خزانات النفط انخفضت بالفعل بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي تكون فيه سوق النفط ليس لديها آليات متعددة لامتصاص الصدمات ، كما أوضحت أن مجموعة “أوبك +” تواجه صعوبة في زيادة إنتاج النفط للوفاء بالحصص المحددة للأعضاء، باستثناء عدد قليل (مثل: السعودية والإمارات). ووفقًا لتقديرات بنك “مورجان ستانلي”، فإن انخفاض الطاقة الفائضة لمجموعة “أوبك +” سيؤدي إلى انخفاض الطاقة الاحتياطية العالمية.