البلاد – محمد عمر
شدد وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، في جلسة مؤتمر LEAP، على أن أمن الطاقة يشكل عنصرا رئيسيا للوصول إلى انتقال سلس للتعامل مع أزمة التغير المناخي والتي تستوجب الكثير من الاستثمارات والبرامج ، مؤكدا أن “من دون أمن الطاقة لا يمكننا الحفاظ على الأسس الاقتصادية الأخرى”.
وأوضح سموه أن الحفاظ على النمو الاقتصادي العالمي وتحقيق الازدهار ضروري لتسهيل استثمارات التغيير المناخي ، مشددا على أن معالجة أزمة التغير المناخي تحتاج الكثير من التمويل والاستثمار بجانب الكثير من الدعم والبرامج.. وفي حال عدم وجود أمن للطاقة فلن يكون هناك انتقال سلس للطاقة.
لقد تسببت أزمة الطاقة العالمية في ارتفاع فواتيرها خلال فصل الشتاء الحالي، فيما تسعى صناعة الطاقة لمواكبة الطلب المتزايد، الذي انتعش مرة أخرى بفعل ارتفاع معدلات التعافي الاقتصادي من تداعيات جائحة “كوفيد-19” وما نجم عنها من اضطرابات مستمرة في سلاسل التوريد.
وفي ظل محاولات أوروبا لخفض استهلاك الفحم والنفط، أصبحت القارة تعتمد بشكل متزايد على الغاز الطبيعي، الأمر الذي أدى إلى زيادة اعتماد الاتحاد الأوروبي على روسيا الغنية بالغاز، والتي تولي اهتماماً كبيراً بمشروع خط أنابيب “نورد ستريم 2″، لكي يتم ربط سوق الغاز الأوروبية بشكل كامل مع روسيا ، بضخ الغاز الطبيعي المسال مباشرة إلى ألمانيا دون المرور بأوكرانيا، لكن تشغيل هذا الخط مرهون بتداعيات الأزمة الأوكرانية الملتهبة التي تلقي بظلالها على استقرار الامدادات ومن ثم ارتفاع أسعاره بدرجة كبيرة.
لايزال الوقت مبكرا
الجانب الآخر في أزمة الطاقة عالميا ، هو أن محاولات ابتعاد الاقتصاد العالمي عن استخدام الوقود الأحفوري سيشكل مشكلة كبيرة، من الصعب التغلب عليها في أغلب الأحوال لعدم توفر الطاقة البديلة المتجددة بما يكفي لضمان أمن الطاقة للاقتصاد العالمي ، فقد أتاح الوقود الأحفوري للعالم درجة كبيرة من أمن الطاقة، والذي سيتأثر في حال الظن بقدرة التحول إلى الطاقة الخضراء قبل أن يتمكن الاقتصاد العالمي من التكيف مع الوضع الجديد الذي لايبدو في المدى القريب، في الوقت الذي يتزايد فيه الاتجاه إلى الصناعات التحويلية البترولية لتوفير منتجات التقنيات الحديثة التي ترتبط بالثورة الصناعية الرابعة.
ففي الوقت الذي يسعى فيه العالم للحد من الانبعاثات الكربونية، فإنه يواجه عقبات في الوقت الحالي قد تكون مجرد بداية لأزمة كبيرة في الطاقة العالمية لاتعالجها الطاقة المتجددة في هذه المرحلة حيث لا يزال الوقت مبكرا، إنما يكمن الحل في استقرار أسواق النفط والغاز وضمان إمداداتهما ، وفي السنوات الأخيرة، تجاهلت الدول الأوروبية والولايات المتحدة هذا الأمر، وتدفع ودفعت ثمن صدمات الوقود غالياً نتيجة سياساتها بشأن ذلك.
لذا يمكن للطاقة التقليدية منخفضة الكربون أن تكون أكثر سلاسة بالتقنيات الحديثة التي يمكن أن تحقق مستوى الحياد الكربوني وتضمن استمرار أمن الطاقة ، فيما تكمن تحديات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح خلال هذه المرحلة في مناطق اقتصادية كبرى كأوروبا ذات الطلب المتزايد، وبالتالي لا تضمن توليد الكهرباء بشكل منتظم ولا بنفس قدرات الطاقة التقليدية أو من المحطات النووية.
تخزين الطاقة المتجددة
لا يزال تخزين الطاقة من مصادر متجددة في طور التجارب والابتكار. فرغم أهمية قطاع تخزين الطاقة من مصادر متجددة، فإنه ما يزال في مراحله الأولية، والحاجة المتزايدة لإنشاء أنظمة كهرباء مرنة تعتمد بشكل أكبر على تلك المصادر، وفي حال تقدمها سيكون أمام الشركات الناشئة مستقبل جيد في مجال تخزين الطاقة وجني المزيد من الأرباح؛ حيث إن تقنيات الطاقة الجديدة المعنية بتخزين الطاقة لفترات أطول، لاقت ترحيبًا من قبل قطاع صناعة الطاقة، وخاصة في ظل تفاقم أزمة الطاقة خلال الشتاء الحالي.
ويجدر الانتباه، إلى أن تقنيات الهيدروجين الأخضر أصبحت أيضا خيارا أكثر جاذبية وقابلية للتطبيق لكنها تتطلب استثمارات عالمية ضخمة، وأقل تكلفة وأسهل في الإنتاج مع التقدم التكنولوجي، بالإضافة إلى البطاريات المبردة التي تعد من ضمن بدائل تخزين الطاقة من أجل إضاءة وتدفئة المنازل، لكن هاذا لايكفي لتحقيق أمن الطاقة لماكينة الاقتصاد وحركة النقل الهائلة في العالم بكافة وسائلها على مدار الساعة.