عدن – البلاد
وضع تحالف دعم الشرعية باليمن، مليشيا الحوثي الانقلابية تحت ضغط رهيب، أمس (الاثنين)، إذ نفذت قواته 18 استهدافاً ضد المليشيا في تعز ومأرب خلال الـ 24 ساعة الماضية، مدمرة 18 آلية عسكرية للحوثيين، كما أوقعت خسائر بشرية كبيرة.
وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، أن قوات الجيش والمقاومة أحرزت تقدماً جديداً في الجبهات الغربية لمحافظة تعز بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، وتمكنت من تحرير قرى ومواقع مهمة في منطقة الأحطوب في مديرية مقبنة. أما على الجبهات الجنوبية لمأرب فستمر المعارك، وسط خسائر فادحة في صفوف الحوثيين. ونفذ التحالف أمس الأول أيضا 25 استهدافا للميليشيات في مأرب، مضيفاً أن الغارات دمرت 11 آلية عسكرية للحوثيين، وأدت إلى مقتل أكثر من 80 عنصرا.
وقال مصدر عسكري للمركز الإعلامي للقوات المسلحة، إن المواجهات تركزت في الجبهة الشرقية وفي جبهتي العنين ومقبنة غرب تعز، إثر محاولة الميليشيا استعادة مواقع خسرتها خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن المعارك انتهت بسقوط العديد من عناصر الميليشيا الحوثية بين قتيل وجريح، إضافة إلى خسائر أخرى في المعدات القتالية.
في موازاة ذلك، قال مصدر عسكري، إن مقاتلات التحالف استهدفت بثلاث غارات آليات عسكرية للميليشيات أدت إلى تدمير دبابة وعربة “بي إم بي” وسلاح مدفعية بمنطقة الربيعي غرب المدينة. وأسفرت الغارات التي تركزت على مواقع وتعزيزات الميليشيات عن مقتل وجرح عدد من العناصر الحوثية المقاتلة في الجبهات الغربية من المدينة، كما شهدت جبهة العنين الغربية قبل ساعات مواجهات عسكرية بين قوات الجيش والميليشيات الحوثية على تباب تطل على جبل الصراهم باتجاه خط هجدة الرمادة الرابط بين تعز والساحل الغربي.
وتواصل مليشيا الحوثي الإرهابية الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين العزل، إذ وثق تقرير فريق الخبراء المعني باليمن التابع للجنة مجلس الأمن بحق ميليشيات الحوثي، جرائم خطف واغتصاب، موضحا أن هناك تسع حالات قام فيها الحوثيون باختطاف واحتجاز نساء ناشطات سياسياً أو مهنياً، بسبب معارضتهن لآرائهم الأيدلوجية أو توجههم السياسي. وأفاد التقرير أن الميليشيا وتحقيقاً لغاياتها، سجلت فيديوهات ملفقة ومخلة بالآداب واحتفظت بها لمواصلة استخدامها كوسيلة ضغط ضد أي معارضة من هؤلاء النساء، موضحا أن هذه التدابير الحوثية ضد النساء لها تأثير رادع لنشاطهن، ويؤثر قمعهن على قدرات القيادة النسوية المشاركة في صنع القرار المتعلق بحل النزاع، ويشكل بالتالي تهديداً للسلام والأمن والاستقرار في اليمن، كما كشف التقرير تصوير الحوثيين فيديوهات للمعتقلات بهدف الضغط عليهن مستقبلا وردع القيادات النسائية الأخرى وتخويفهن من الوقوع بنفس المصير. وفي السياق ذاته، أجرى فريق أممي تحقيقات في المخيمات الصيفية في المدارس وأحد المساجد التي يستخدمها الحوثيون لنشر أفكارهم لدى الأطفال، وتشجيعهم على القتال، وتوفير التدريب العسكري لهم أو تجنيدهم. وكشف أنه يتم في هذه المخيمات التشجيع على خطاب الكراهية وممارسة العنف ضد جماعات معينة.
يذكر أن تقارير دولية وشهادات لمتضررات وثقت قيام الحوثيين باختطاف مئات اليمنيات بتهم كيدية، ثم ممارسة العنف والاغتصاب وتصوير الضحايا لأجل ابتزازهن، وبإشراف من عناصر ما تسمى بـ”الزينبيات”.
وفي استمرار لانتهاكاتها الصارخة بحق المدنيين في اليمن، زرعت ميليشيات الحوثي ألغاماً ومتفجرات على الطرق الرئيسية الرابطة بين مديرية بيحان بمحافظة شبوة والمديريات في محافظة البيضاء، مانعة حركة آلاف اليمنيين. وقد أدت تلك الانتهاكات حسبما أكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني في سلسلة تغريدات على حسابه على “تويتر”، إلى شل حركة المواطنين بشكل كامل، وفرض حصار مطبق على قرابة اثني عشر ألفاً من أبناء مديرية ناطع، وقرابة عشرة آلاف من أبناء مديرية نعمان، كما عمدت الميليشيات إلى قطع شبكة الاتصالات عن المديرية للأسبوع الثالث على التوالي.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي بإدانة الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها المليشيات بحق المدنيين وعلى رأسها جريمة زرع الألغام بشكل عشوائي، والعمل على تصنيفها “منظمة إرهابية” وملاحقة ومحاكمة قياداتها باعتبارهم “مجرمي حرب”.